THE CHALDEAN OF IRAQ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

THE CHALDEAN OF IRAQ

The website of the academic researcher: SIRWAN BEHNAN
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 كنيستي تفتقـر الـى رعـا ة الأب ألبيـر أ بـو نــا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Sirwan Shabi
Admin



عدد الرسائل : 935
تاريخ التسجيل : 04/10/2007

كنيستي  تفتقـر الـى رعـا ة الأب  ألبيـر  أ بـو نــا Empty
مُساهمةموضوع: كنيستي تفتقـر الـى رعـا ة الأب ألبيـر أ بـو نــا   كنيستي  تفتقـر الـى رعـا ة الأب  ألبيـر  أ بـو نــا Icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 01, 2009 5:39 pm

كنيستي تفتقـر الـى رعـا ة
000000000000000000000000000000000000000
(رسالة موجّهة الـى اساقفة الكنيسة الكلدانية والى مؤمنيهـا)

نحن في السنة التي خصصتها الكنيسة بالكهنوت. وعلى جميع الذين يشتركون في كهنوت المسيح - الكهنوت العام وكهنوت الخدمـة - ان يراجعوا حياتهم بجد ونزاهـة، ليروا هـل هم سائرون حقـًا على خطى المسيح، الكاهن الأعظـم والأوحـد، وملتزمون بأمانة المسيح تجاه ابيه السماوي، وعاكفون على نشر انجيل الخلاص بملء الغيرة والنشاط.
إن هذا الحَدَث الكبير في الكنيسة، بعد سنة القديس بولس رسول الأمـم، حملني على إطـلاق صرخة أخرى مدوّيـة في صحراء كنيستنا، لأعلن بكل صراحة وأسى أن كنيستنا اليوم بأمسّ الحاجـة الى رعاة وكهنة يشعّون نور المسيح على العالم، ويتّسمون بحميّتـة لنشر الملكوت والعنايـة بشعب الله في مسيرتـه على هذه الأرض.

أيـن هـم الـرعـا ة ؟
قبل نحو سنة، نشرتُ كتيّبًا بعنوان :" كنيستي الى اين؟" وقد قرأه الالوف من الناس واحدث ضجة في المجتمع المسيحـي. ولكـن .... هل استطاع ان يثير همّة البعض ليقوموا بحركـة إصلاحيـة او تجدّديـة في هذه الكنيسة التي تمثّل الشريحة الكبرى في مسيحيـي العراق ، لكي تكون قادرة على القيام برسالتها اليوم؟
واليوم، بهذه الكلمة الوجيزة، اريد ان أجدّد صرختي المستغيثـة، لكي أناشد أبناء كنيستي بألاّ يستسلموا الى الصمت والسكون او الى اليأس امام الحالة الراهنة، بل ان يتحركوا ( في الحركة بركة)، وان يحرّكوا ماء بركـة شيلوحـا، لعلَّ "مريضنـا المزمـن" ينال الشفاء. وأملـي ان تلقى هذه الكلمة آذانا تسمعها وقلوبًا تتلقـاها وتفهمها وارادات صالحة تسعى الى تحقيقهـا لخـير الجميع.

من البديهي، اني بهذه الكلمة لا اريد انتقادًا هدّامًا، ولا إلحاق أي أذى بأحد، كائنًا من كان، من الرؤساء او من المرؤوسين. فجميعنا مشتركون في المسؤولية عن كنيستنا, وعلى كلٍّ منا ان يعي مسؤوليته ويضطلع بها ويبادر الى انقاذ الكنيسة من حالة الركود والخمول التي هي فيها الآن. فأنـا شخصيًا لستُ مرتاح الضمير حينما أشاهدها على هذه الحال وأغضُّ الطرفَ عنها، شأن ما فعلَـه الكاهن واللآوي في مثل السامري الصالح (لوقا 10: 25 – 37). وأنا شاعر بسمؤولية جسيمة تكاد ان تسحقني تجاه هذه الكنيسة. وكم أودُّ ان يقاسمني هذا الشعورَ اخوتـي الكهنة وآبائي الأساقفة الأجلاّء! لأن جميعنا مسؤولون عن هذه الكنيسة، كما قلت قبل قليل. لقد عهد المسيح بإدارة كنيسته وبمصيرها الى رسله، تحت إرشاد الروح القدس. وأساقفتنا خلفاء هؤلاء الرسل، ونحن الكهنة متعاونون معهم في المسؤولية عن الكنيسة. والروح الذي هبَّ في الكنيسة الأولى، ومـلأَ أشرعتها وزجَّهـا في عالم البشر لتواصل فيه عمل المسيح ورسالته الخلاصية، علينا ألا نخمـده او نحـدّ من قوّتـه وحيويته، بل ان نتعاون معـه تعاونًا وثيقًا ومستمرًّا، لكي تكون كنيستنا دومًا نشطـة ومتحفّـزة لتنطلق الى أعماق الجماهير، وتنقل لهم البشرى السارة.




كيـف هـي كنيستي ا لآ ن ؟
إن هذا سؤال اخجل من الإجابـة عليه. ومع ذلك فالحقيقة تضطرّنـي الى وضع النقاط على بعض الحروف، لعلّها تحفّز بعض ذوي النفوس السخية على التحرك في سبيل إزالة ترسبات قد علقت بهذه الكنيسة. أجل، اقول بحزن وأسى إن كنيستي الحبيبة هي اليوم في حالة يُرثى لها من الخمول والفوضـى:
فإن رئيسها الأعلى، غبطـة أبينا البطريرك مار عمانوئيل الثالث دلي الكلي الطوبى قد بلغ من العمر عتيـًا، وهو يعاني من مشاكل صحية ومن الشيخوخـة، بالإضافة الى مهمات الإدارة المضنية التي لا طاقة له على القيام بها. لذا فقد عمّت الفوضى في الكنيسة، وصار كـلٌّ من الاساقفة والكهنـة يتصرف على هواه، وكأن الرئاسة غائبةٌ تمامًا. ويؤسفني جدًا ان أقول ان أبانا البطريرك قد اضحى عاجزًا عن إدارة شؤون الكنيسة، لاسيما في هذه الظروف الصعبة من تاريخ البلاد. والتصريحات التي يُدلي بها غير وافية لرسم طريق واضح امام المؤمنين، واتّخاذ مواقف صريحة تدعم وحدتهم المسيحية وتوطّد مسيرتهم نحو الاهداف الصحيحة ... فهل يُعقـَل، مثلاً، ونحن في هذه الظروف الحرجة، والمسيحيون احوج ما يكونون الى قيا دة حكيمة والى توجيه متواصل واهتمام مستمرّ من المسؤولين، أن تُتـرَك دار البطريركية خاوية خالية من أي مسؤول، ولو يومًا واحدًا: فغبطة البطريرك في الولايات المتحدة للراحة والاستجمام وللمعالجة ايضًا، ومعاونه ترك البطريركية وذهب لقضاء عطلته في المملكة المتحدة، وسلام على الكنيسـة وعلى بنيـهـا!

ومـاذا نقـول عن أساقفتنـا الأجـلا ء؟
هل يسعني ان أكيل لهم الثناء على ما يفعلونـه. لقد اصبحوا للكنيسة علـة العلـل وداءً بلا دواء! فقد تولى كل منهم عرش ابرشيته وشيّدَ له صرحًا او بالأحرى بلاطًا، في حين لم يكن "لابن الانسان" حجر يسند اليه رأسَـه! ومن اين لهم هذه الأموال؟ ولكـن... سيأتي يوم فيه يجفُّ ضرع بقرتهم الحلـوب، فمن سيزوّدهم إذ ذاك بالأموال التي يصرفونها بغير حساب؟ اليس من المعثر حقًا ان يكون لبعض الأساقفة عمارات او بيتان او ثلاثة وحتى اربعة بيوت، في حين ان بعض الفقراء من رعاياهم ومن مدينتهم او بلدتهم لا مأوى لهم، ويضطرون بشّق النفس الى الحصول على بيت او مأوى متواضع لقاء ايجار قد يتعدى امكاناتهم ....
حينما كنت كاهنا في الريف، كنتُ ألاحظ ان بعض رعاة الغنم ينامون في الحظيرة مع أغنامهم في الشتاء، للسهر عليها وحمايتها من اللصوص او الذئاب. فكنيستي اليوم تحتاج الى مثل هؤلاء الرعاة الذين يرافقون مؤمنيهم ويشاركونهم حياتهم ويتفهمون احتياجاتهم. فلا يحق لهم ان يعيشوا مثل أباطرة او اقطاعيين في قصورهم الشامخة، ويستغلون المؤمنين لمصلحتهم الشخصية.
لا عجب في ذلك. الم يقل المسيح: "أيُجتنى من الشوك عنب او من العُلّيق تين؟ " (متى7:16).
قد يكمن الخلل الأكبر في طريقة اختيار الأساقفة والدوافع الى هذا الاختيار. والجميع يعلمون ان بعضًا من هؤلاء الاساقفة ليسوا على المستوى المطلوب للقيام بمسؤوليات الأبرشيات، ولا تتوفر فيهم الصفات الانسانية والروحية والثقافية، ولا الإدارة اللازمـة. ناهيك عن ان بعضهم يثيرون الشكوك بتصرفاتهم الفظة مع الناس او بأخلاقهم وتعاملهم مع مؤمنيهم، لاسيما الفقراء منهم.
اما معاملة السادة الأساقفة لكهنتهم، فكثيرًا ما تحتاج الى المحبة والاحترام. فالكهنة متعاونون معهم في الرسالة نفسها، وليسوا خدامًا لهم. ويجب ان يكونوا اصدقاء واخوة لهم، كما اوصى قداسة البابا بندكتس السادس عشر في الكلمة التي وجهها الى اساقفة الطائفة في زيارتهم الأخيرة للعتبات المقدسة. ونلاحظ انه نتيجة للمعاملة السيئة التي تلقاها بعض الكهنة من اساقفتهم، تركوا الابرشية، بل الكنيسة الكلدانية، وانضمّوا الى كنائس أخرى. لمـاذا؟ وكأن الأمر لا يعني السادة الأساقفة الأجـلاء.
واين النشاطات الدينية والثقافية والاجتماعيـة في ابرشياتنا؟ وفي خورناتنا العديدة؟ فهل هكذا نحيي الكنيسة ونجدّدها ونجعلها كنيسة تذيع البشرى السارة لجميع شرائح شعبها؟

كيف تريد كنيستي ان يكـون رعاتهـا ؟
إنها تريد ان يكونوا على مثال راعيها الصالح: المسيح!
"انا الراعي الصالح، أعرف خرافي وخرافي تعرفني ... وأبذل نفسي في سبيل الخراف ..." ( يوحنـا10 : 14 – 15).
وحبّـذا لو قرأ كل اسقف، مرة واحدة في الاسبوع في الأقـل، هذا الفصل العاشر من انجيل القديس يوحنا، وحاول التأمل في كلماته وتطبيقها في حياتها وعلاقاته بالمؤمنين!
تريد كنيستي ان يّتسم رعاتها اولاً بالصفات الانسانية الأصيلة: دماثة الأخـلاق، مرونة الطبع، روح الحوار واحترام آراء الآخريـن. لا تريد كنيستي ان يكون الراعي امبراطورًا يرفل بالسعادة والهناء وينظر الى الناس من عليائـه، كما لا تريد ان يكون دكتاتورًا يفرض آراءَه على الجميع، ويعتبر نفسه مقياس الحقيقة ويفرضها على الآخرين، بدون ان يراعي مشاعر الشعب ويحترم آراءَهم وأفكارهـم وأمنياتهم واقتراحاتهم. فتريد كنيستي ان يكون قلب راعيها طافح بالمحبة والرحمة، فيحاول جمع شمل مؤمنيه بكل الوسائل، وان يفهم تصرفاتهم، وحتى بعض أخطائهـم، ويسعى ان يكتسبهم للمسيح، ليس بالعنف والتهديد والحرم، بل بلطف المسيح ومحبته ووداعته: "تعلموا مني فإني وديع ومتواضع القلب". وهذا لا يعني عدم الحزم والعزم في الإدارة ابـدًا. وتستنكر كنيستي استخدام القوة والعنف والخشونة لدى راعيها واستعمال الكلمات النابية ، فان المحبة الأبوية تتجنب الألفاظ الجارحة والمهينـة التي تعمل على إبعاد الآخرين عن حظيرة المسيح.
اما الصفات الروحية التي تريدها كنيستي في راعيها، فقد ذكرَ القديس بطرس بعضًا منها في رسالته الاولى، حيث قال: "إرعوا قطيعَ الله الذي وُكـلَ اليكم، واحرسوه طوعًا لا كرهـًا، لوجـه الله لا رغبة في مكسب خسيس، بل لأِمـا فيكم من حميّـة، ولا تتسلطوا على الذين هم في رعيتكم، بـل كونوا قدوة للقطيـع ..." ( 1 بطرس 5 : 2 - ). أما القديس بولس فيقول عن رعاة الكنيسة: "علـى الأسقف ان لا يناله لوم ... وان يكون قنوعـًا رزينًا مهذّبـًا ومضيافـًا، أهـلاً للتعليم وغير مدمن للخمر ولا مشاجرًا، بل حليمًا لا يخاصم ولا يحب المال ... وعليه ايضصا ان يشهد له الذين خاردج الكنيسة شهادة حسنة" (1 طيم 3: 2-7). ويحذّر القديس بولس تلميذه طيموتاوس من حب المال ويُطلعه على الدمار الذي يحدثه في قلب الراعي: "أما الذين يطلبون الغنى، فإنهم يقعون في التجربة والفـخ، وفي كثير من الشهوات العميّـة المشؤومة التي تغرق الناس في الدمار والهلاك، لأن حـب المال أصل كل شر" ( 1 طيم 6 : 9-10 ). وكان الرب قد سبقَ وأنـذرنا بخطر المال، وانه ما من أحد يستطيع ان يعمل لسيديـن ... لا تستطيعون ان تعملوا لله وللمال" ( متى 6:24 ). ثم يعود القديس بولس فيوصي الأغنياء ويقول: "ألا يتعجرفوا ولا يجعلوا رجاءَهـم في الغنى الزائـل، بل في الله الذي يجود علينا بكل شيء نتمتـع به، وان يصنعوا الخير، فيغتنوا بالأعمال الصالحة، ويعطوا بسخاء ويشركوا غيؤهم في خيراتهم ..." ( 1 طيم 6 : 17-18 ).
تقـول كنيستي: المـال، المـال! لقد اصبح الصنم الأكبر في حياة رعاتي. فإنهم يسعون بجميع الطرق وكل الوسائل ليجمعوا المزيد منه بذريعة احتياج كنائسهم اليه، في سبيل ترميمهـا وتوسيعها وتزيينها وتأثيثهـا، الخ ... إلا ان الحصة الكبرى من هذه الأموال تنزل في جيوبهم، ويا ليتهم يصرفونها بصورة معقولة وفي مشاريع نافعـة! ... وا أسفاه، لقد اصبح كثيرون من رعاتي عبيد المال، وهم بذلك لا يقدّمـون شهادة حسنة للعالم ولمؤمنيهـم الذين هم مظّلعـون على شؤون رعاتهم وعلى تهافتهم على جمع الأموال!
ان كنيستى تتمنى وتصلّـي لكي يتّصف رعاتها بصفات روحية أصيلة، منها:
- أن تكون سيرتهم نقية وطاهرة، لتكون مرآة صافية فيها يرى المؤمنون صورة المسيح. إ لا ان حياة بعض رعاتي واخلاقهم تتناقض مع صورة المسيح البهية.
- ان تتّسم حياتهم بروح التواضع والخدمة، على مثال المسيح الذي جاء ليَخدم وليس ليُخـدَم.
- روح التجرد والسخاء في العطاء ومساعدة الجميع ولا سيما الفقراء والمحتاجيـن.
- الغيرة على خير المؤمنين والسهر على مصالحهم، ولاسيما الروحية، وعدم الاستسلام الى الراحة والكسل.
- الاهتمام بتعليم الشعب وتثقيفه بمختلف الوسائل، بدون التفكير بالمال قبل كل شيء.
- الإلتزام بإدارة حكيمة ، والقيام بمبادرات جريئة وتنظيمات تسهم في مساعدة المؤمنيـن للقيام برسالة التبشير بالانجيل في مختلف الأمكنة والأوضاع التي يعيشونها.
- ان يقدّم رعاتي شهادة حياة مبذولـة ونزيهة في خدمة الشعب بكل فئاته، بدون أنانية او مصلحة شخصية، او حب الظهور والسيطرة والشهرة، الخ ....

في هذا المقال الوجيز، لست ارمي الى إثارة حفيظة القاعدة على المسؤولين الذين أكـنُّ لهـم كل المحبة والاحترام وأودُّ ان يضطلعوا بمسؤولياتهم كاملة، بنزاهة وتجرّد وإخلاص وجرأة، حتى إذا كلّفهم ذلك الكثير من التضحيات الجسيمة والإصلاحات الجذرية في حياتهم الشخصية وفي علاقاتهم بمؤمنيهم وبرسالتهم. فالقضية مهمـة وتستحق كل التضحيات، وإلا فلمـاذا رضينا بأن نستلم هذه المسؤوليـة الخطيرة والخطِـرة. أجل، إنها تصبح خطِـرة جدًّا، لنا وللآخريـن، إذا لم نقـم بها كما يريد راعينـا الحبيب، يسوع المسيح.


مـا ا لعـمــل ؟
هل قد حُكم على كنيستي بأن تبقى في هذه الحال؟ أفيرضى المسيح بأن تكون كنيسته جامدة هكذا، وبأن يكون رؤساؤها منشغلين بأمور جانبية ومادية او تلك التي تخدم، والأبرشية اسقفها. على مثال مصلحتهم الشخصيـة؟ وهل يرضى المسيح بأن يقتصر اهتمام رؤساء كنيسته على الشؤون الخارجية والبنايات الفخمة التي توليهم المجد والعظمة امام الناس. أما البنيان الروحي فليس من يبالي به. وما أسهل بنيان الحجارة، وما اصعب بنيان النفوس! أترانا نسينا ما قاله الرب: "ان بيتي بيت صلاة يُدعى، وانتم قد جعلتموه مغارة للصوص!" كم اتمنى ان ينعش روحُ الصلاة أساقفتنا وكهنتنا، فيكونون حقًا رجال الصلاة ويعلّمون شعبهم ان يصلي. لماذا اصبحت كنائسنا فاترة لا روح ينعشها؟ أليس ذلك لأن روح الصلاة غائب عنها؟ من البديهي ان تكون الكنيسة على مثال راعيها، والأبرشية على مثال أسقفها. ولماذا تعاني خورناتنا وابرشياتنا من اهمال مؤسف في الآمور الروحية؟ فأين الاهتمام الجدّي بالعوائل وبمختلف الاشخاص الذين يكوّنونها ؟ اين الندوات الثقافية؟ اين السهرات الانجيلية؟ أين زيارات المرضى وتفقّد شؤون الفقراء والمحتاجين؟ أين المواكبة الروحية للمؤمنين حسب مختلف اعمارهم؟ ألا ينبغي ان تكون كنيستي حية ونشطة وقادرة على حمل نور الانجيل الى شعبها والى العالم ؟








ا قـتـر ا حات
في سبيل إجراء إصلاح جذري في مصاف رؤساء كنيستي وفي مختلف الفئات من المسؤولين والمؤمنيـن ، اسمحوا لي بتقديم بعض اقتراحات أخوية بسيطـة:
اقترح تشكيل هيئـة او لجنة عليا، منبثقة من سينودس الطائفة، تنعـم بصلاحيات واسعـة تخوّلهـا حق القيام بإصلاحات ضرورية في كنيستي.
يكون لهذه الهيئة - المكوَّنـة من شخصين او ثلاثـة – حق الإشراف على الأوضـاع في جميع الأبرشيات والكنائس والتدخّـل في شؤونها، في سبيل إصلاح بعض الأخطاء التي تكون قد حدثـت فيها والتي من شأنها ان تشوّه رسالتها او تعيقها.
ان تتّصـف هذه الهيئة بالنزاهة وعدم الانحياز وعدم التأثّر باعتبارات مادية او بدوافع الصداقة او المحسوبية، وان تقول الحق وتعمل الحق، حتى إذا كان عليها.
أن تتّـخـذ الإجراءات الضرورية للحـدّ من التجاوزات لدى بعض السسادة الأساقفة او الاخوة الكهنة. فان المآخـذ عليهم كثيرة، ويتحتّـم معالجتهـا معالجة فعّالـة وحاسمة، على ان تجري الأمور بكثير من المحبة والاحترام أيضًا.


سادتي الأساقفـة واخوتي الكهنـة،
ليس كلامي هذا صادرًا عن أغراض شخصية ولا عن حقد كنسي دفيـن. كـلا وألف كـلا! فقد قلتُ وأكرر القول اني أحب رعاة كنيستي كلهم واحترمهم كلهم، وبعضهم من تلاميذي القدامى، وتربطني ببعضهم علاقات صداقة عميقة .... ولكني لست مؤيّـدًا لجميع تصرفاتهم. ففيها امور يجب إصلاحها وإزالتها، لكي يظهروجه كنيستي، من خلالهم، ناصع البياض وكير الشفافية ليعكس نور المسيح على جميع الذين يتعاملون معهم. اقول ايضًا وأيضًا انه يتحتم إصلاح بعض الأمور، حتى اذ كان ذلك بثمن تضحيات جسيمة ومؤلمـة. ولا ينبغي ان تُخيف هذه التضحيات آباءَنـا الأساقفة الأجـلاء. عليهم ان ينظروا الى ما يريده منهم المسيح ويتحركوا لتحقيقه بجرأة وفعّالية، وان يكونو مستعدين لكي يضحوا بمصالحهم الخاصة، ويجنّدوا طاقاتهم وامكاناتهم لرفـع شأن كنيستهم واعطائها زخمـًا جديدًا بحيث تلتحق بركب الثقافة العالميـة، بل تتفوق بغنى تراثها العريق والأصيـل وبالامكانات التي ينعم بها ابناؤها الذين يحتاجون الى تشجيع وتوحيـد ودعم معنـوي ومادي. فان حقل الرسالة واسع جدًا امام الرعاة والمؤمنيـن، وكل منهم مدعو للعمل الجأد مـن موقعـه، لكي تنتشر المحبـة والتعاون والسلام، في سبيـل إعـداد عالـم جديـد، هـو عالم اليـوم والغـد.

( الأب ألبيـر أ بـو نــا )
كركـوك، في 14 تموز 2009
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://sirwanbabylon.phpbb9.com
 
كنيستي تفتقـر الـى رعـا ة الأب ألبيـر أ بـو نــا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كنيستي الى أين؟ الاب ألبير أبونا الجزء الثاني
» كنيستي الى أين؟ الاب ألبير أبونا الجزء الثالث
» كنيستي الى أين؟ الاب ألبير أبونا الجزء الرابع
» ابن العراق الأب الشاعر يوسف سعيد .. كنز وعطاء لا ينضب
» الأب البير أبونا مُخرًف حقاً /سمير شبلا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
THE CHALDEAN OF IRAQ :: النافذة الالكترونية للباحث الاكاديمي سيروان شابي بهنان :: كتابات حول كنائس وأديرة العراق-
انتقل الى: