الأب نوئيل ﮔـورﮔـيس
أنا كمسيحي أؤمن باللّه ، ألإله الواحـد الذي هـو وحـده وليس غـيره ، وإسمه كما يأتي في الكـتاب المقـدس هـو (איל ܐܝܠ إيل) ، إله إبراهـيم وإسحـق ويعـقـوب ، إله يسوع ربي .
هـناك سؤال يطرحه غالـبـية المؤمنين بأن فايروس كـورونا الذي أصاب عالمنا اليوم بأغـلبه هـو من اللّه . فكـيف ينعكـس هـذا السؤال من منطلق الإيمان باللّه ؟ هل يشمل السؤال اللّه الذي يعـبده المؤمنون واليهـودي المؤمن والملحـد ، والكـنـفـوشي ، والزرادشتي ، والهـنـدي بجـميع أديان الهـنـد ، والبوذي بأنواعه وشعـوبه ، والملحـد المنـتـشر ، والمسلم السنّي والشيعي والمذاهـب الأخـرى ، وحـتى من يؤمن وليس له دين في العالم .عـلى إخـتلاف مفهـوم إيمانهم به وعـقـيـدتهم ولاهوتهم ؟ فهـناك المسيحي بأطيافه وشعـوبه .
فإذا كان هـذا الوباء قـد أتى من اللّه ( الواحـد ، أو من آلهة الأديان المخـتـلـفة ) ، وبحسب التصورات هـو قصاص عـلى البشرية ، أليس هـناك إنسان له إيمان ( مثل حـبة خـردل ) بإلهِهِ كي يطلب منه أن يوقـف هـذا الوباء ؟ وإن كان لا يطلب هـذا ، فإذن هو مرائي !!! أيّ إيمان هـذا بإله يقاصص البشر بوباء كهـذا أو غـيره من الكـوارث ؟!
فأنا المسيحي المؤمن باللّه الواحـد ، إذا قـلتُ بأن هـذا الوباء هـو من اللّه ، فـسيكـون لي شكـوك به كـثيرة وعلامة إستـفهام بأنه ( أستغـفـر اللّه ) غـيرعادل وحـقـود ، وغايته إستعـباد الإنسان الذي خـلقه حـرا ، وبهـذا فهـو يناقـض نفسه بنفسه . أما إذا أخـذنا مسألة القـصاص ، فـماذا يكـون قـصاص اللّه تجاه خـطيئة البشر ؟ وعـلى أي أنواع أو أحجام من الخـطيئة سيقاصص اللّه الإنسان ؟ هل هي بعـض التصرفات الأخلاقـية مثلاً ؟ ( وبالطبع هـنا يخـتـلف مقـياس الأخلاق من دين إلى آخـر وحسب حـضارة الشعـوب والقـوميات وتـقالـيدها ) .
إذن لماذا أرسل اللّه ( إلهي ) إبنه ليخـلص البشرية ؟ وهل لنا شكـوك بأنه لم يخـلصها بعـد ؟ ونحـن في أسبوع الـفـصح المقـدس ؟
وثم إذا كان قـول المسيح صحـيحا (( وأنا أومن بأنه كـذلك بـدون أي شك )) فـبماذا نـفـسر هـذه الآية من الإنجـيل التي تـقـول : فَـنَظَـرَ شَجَـرَةَ تِينٍ عَـلَى الطَّرِيقِ ، وَجَاءَ إِلَـيْهَا فَـلَـمْ يَجِـدْ فِـيهَا شَـيْـئًا إِلاَّ وَرَقًا فَـقَـطْ . فَـقَالَ لَهَا : « لاَ يَـكُـنْ مِنْكِ ثَـمَـرٌ بَـعْـدُ إِلَى الأَبَـدِ! ». فَـيَـبِـسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ . فَـلَمَّا رَأَى التَّلاَمِيذُ ذلِكَ تَعَجَّـبُـوا قَائِلِينَ : « كَـيْـفَ يَـبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ؟» فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ : «اَلْحَـقَّ أَقُـولُ لَكُمْ : إِنْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ وَلاَ تَـشُكُّـونَ ، فَلاَ تَـفْعَـلُونَ أَمْرَ التِّينَةِ فَـقَـطْ ، بَلْ إِنْ قُـلْـتُـمْ أَيْضًا لِهـذَا الْجَـبَلِ : انْـتَـقِـلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْـرِ فَـيَكُـونُ . وَكُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ فِي الصَّلاَةِ مُؤْمِنِينَ تَـنَالُونَهُ ». متي 21: 19- 22)
هـنا أوجّه سؤالي لهـؤلاء الذين يؤمنون بأن وباء كـورونا (كوفـيد19) هـو قـصاص من اللّه ، وأقـول لهم : أين إيمانهم وصلاتهم ؟ وأين هم من هـذه الآية ؟ لِمَ لا يطلبون من إلههم أن يُـوقـف هـذا الوباء ؟ وهل أن إيمانهم مشكـوك فـيه فـيُعـتبرون مرائـين !!!
أليس إلهـنا هو إله المحـبة والرحـمة ووو ؟ أليس هـو الآب ، كما عـلمنا المسيح أن نصلي له ” أبانا الذي في السماوات…”!!! هل هـناك في العالم أب يريـد أن يقـتل إبنه ، إلّا إذا كان هـذا الأب عـديم الإنسانية ؟
أليس لـقـداسة البابا إيمان وهـو وكـيل المسيح عـلى الأرض فـيما إذا كان هـذا الوكـيل أمينا ” ؟ ونفس السؤال أوجهه للكل ، ولرئيس الدين (المرجعـية الأولى) قائلا : أين إيمانكم ؟.
أليس ضحكا عـلى الـذقـون عـندما يطلب بعـض رؤساء الكـنيسة منكم أيها المؤمنين بأن تـقـوموا بـباعـوثا وصوم ؟ ونحـن المسيحـيـون لا نزال في سابوع الصوم الكـبـير لربنا يسوع المسيح ؟ هل سوف تكـون باعـوثـتكم أقـوى من صوم المسيح نفسه وفعالة أكـثر ؟؟؟؟ بـينما في خـتامها بانت النـتيجة فاشوشية كـذلك ، لأنها كانت مجـرد ترضية للسلطة التي تعـبدونها !!! … وبمعـنى آخـر ، كـيف تعـبدون إله سفاح وقاتل ؟
أما إذا أتيتم ولو بأية من كـتابكم ، تـبـيّن بأن هـذا الوباء هو ضربة من إلهكم ، فهـناك أيضا آيات تـناقـض ذلك ، فلا تـفـتوا بأية فـتوى يا رجال الدين الأكابر بإستغلال عـقـول المؤمنين البسطاء ، والتي غايتكم القصوى منها هي السيطرة عـليهم لا أكـثر .
كـذلك لا تستغـلوا وباء كـورونا أيتها السلطة الكـنسية العـليا ( كما يسيطر الأزهـر ، وقـم ، وكـربلاء ، والنجـف ، ومقـر بودا \ السلطة في أكـثر من دولة ، أو سلطة سياسة حـزب عـلماء الـذرة ( لقـتـل الإنسان ) والذين كـلهم يريدون شيئاً واحـداً فـقـط وهـو السيطرة (إله) عـلى الجميع !!
هل تعـتـقـدون بأنكم تعـرفـون جـيدا لماذا الفاتيكان أقـفـلت أبوابها أمام مؤمنيها ؟
ولماذا أقـفـلت الكعـبة ؟ وووو؟؟؟
إنه في داخل هذه المؤسسات بالذات تمكـن فايروس كـورونا من كـشف عـورة رؤسائها ، وأنـتم أيها الشعـب المؤمن تطيعـونهم كالطليان- خـرفان . فهل يا ترى أنـتم بحاجة إلى مخـدر ( أفـيون ) في هـذا الوقـت أكـثر من أي وقـت مضى !!! كمخـدر نَـيلكم الغـفـران عـن طريق الشاشة الإلكـترونية ، أو مخـدر الإعـتراف السفـري من خلال شباك السيارة ؟ أليست هـذه كلها قـصاصاً ؟ أم تعـتبرونها علاجاً للوباء ؟