السادة آغا جان وكنّا وأبلحد افرام .. ندعوكم حول المائدة المستديرة
بقلم : حبيب تومي / اوسلو
habeebtomi@yahoo.com يرزح شعبنا في العراق من الكلــدان والآشوريين والسريان تحت نير الظلم والقتل والتهجير .. إنها الحقيقة الوحيدة التي نتفق عليها اجمعين دون جدال او خلاف .
وانطلاقاً من هذه الحقيقة التي تستقطب الأجماع أعطي لنفسي الحق في الدعوة الى من يحملون بيدهم أكثر من غيرهم نواصي الحل والربط ، ويكون الساسة الذين يظهرون على الساحة السياسية العراقية كممثلين لشعبنا : الأستاذ سركيس آغا جان معروف بمواقفه وارتبط اسمه بجهوده في توحيد الصفوف وتقديم المساعدات المالية لمختلف قطاعات ونشاطات شعبنا . والأستاذ يونادم كنا يمثل حزب آشوري عريق يستقطب شريحة كبيرة من أبناء شعبنا ويرتبط اسم زوعا بتاريخ نضالي . والأستاذ افرام عبد الأحد الامين العام للحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني يمثل اكبر حزب قومي كلداني ومن المعروف ان القومية الكلدانية هي ثالث قومية عراقية بعد العربية والكردية . والأستاذ نمرو بيتو رئيس الحزب الوطني الآشوري وكذلك جمعية الثقافة الكلدانية والحزب الديمقراطي المسيحي والمنبر الديمقراطي الكلداني وحزب بيث نهرين والمجلس القومي الكلداني والمنظمات والأحزاب الآشورية والكلدانية والسريانية الأخرى التي تعمل باسم شعبنا على الساحة العراقية والتي نحفظ لها كامل التقدير والأحترام .
بما ان هذه المنظمات وهذه الشخصيات تعمل باسم شعبنا فمن حقنا نحن أبناء هذا الشعب دعوتهم الى الجلوس حول مائدة مستديرة لكي تستثمر طاقاتهم ويجري التنسيق بينهم حول محور مفاده اختيار السبل المؤدية الى خدمة شعبنا .
إن الحد الأدنى من الأتفاق يرمز الى الجلوس حول المائدة المستديرة وجهاً لوجه ، فالقادة الأكراد كمثل غير حصري يجتمعون سوية ويقررون ما هو في صالح الشعب الكردي عموماً بعيداً عن المصالح الحزبية للحزبين الكرديين الرئيسين . إن الأجتماع سوية بروح أخوية سيكون من اجل اجتياز الحاجز النفسي والثقافي لمد جسور التفاهم وتقديم البدائل وبغية استكشاف مساحات التواصل ، ومن ثم استيضاح مسببات المشاكل ، ولابد من الأعتراف بالخلافات لوضع الحلول الناجعة لحلها ، ومن منظار شمولي بعيد عن الأستئثار بالمصالح الحزبية وترك مصالح شعبنا العامة ، ويمكن تحديد مسارت النقاط التي ينبغي دراستها في مثل هذا الأجتماع بالنقاط الأتية وهي ليست حصرية :
1 ـ ايجاد صيغة من أجل شراكة حقيقية بين هذه القوى انطلاقاً من مفهومية شركاء متضامنون مستعدون للربح والخسارة ـ وليس الربح فقط .
2 ـ بعث الثقة المتبادلة ، والثقة هي اساس نجاح العمل او الشراكة فالمعروف ان النظر على الآخر بعين الريبة والشكوك او بمنظار فقدان الثقة بين الأطراف المتحاورة تفقد القرارات ـ مهما كانت حاسمة ـ جوهرها وتصبح حبر على ورق ، فالثقة هي عنصر اللصق المعنوي للأجزاء وهي النسيم العليل التي ينعش الأعمال الناجعة .
3 ـ الأتفاق بين كل الأطراف على التوقف حالاً عن كيل التهم لهذا الحزب او لتلك المنظمة او لتلك الشخصية ، ويكون هذا التفاهم مدخلاً حاسماً لبناء الثقة كما ورد في الفقرة السابقة .
4 ـ الأتفاق على خطاب اعلامي موحد يحترم خصائص ثقافاتنا دون عنصرية او تمييز فالمعلوم أن الخطاب الأعلامي لشعبنا ليس متكافئاً فنشاهد قناة فضائية واحدة سورويو وثلاث قنوات آشورية وهي قنوات بين النهرين وآشور وعشتار وهذه الفضائيات تعمل على احياء الثقافة الآشورية فحسب فيما تدفن الثقافة الكلدانية . فإن كانت هذه القنوات لشعب واحد فينبغي ان تعكس ثقافة هذا الشعب وتراثه وليس ثقافة وتراث جزء منه .
5 ـ البحث عن طريقة لحماية شعبنا من التنظيمات الأصولية وتنسيق ووضع خطة مركزية يتفق عليها الساسة مع القيادة الدينية لكنائسنا لتقديم الخدمات والمساعدات للنازحين من أبناء شعبنا ، وانتشالهم من محنتهم بروح أنسانية شريفة ومبادئ حقوق الأنسان .. ونوافذ المساعدة معاشياً سكنياً تعليمياً علاجياً .. الخ
6 ـ توحيد الخطاب للتعامل مع حكومة اقليم كردستان ومع الحكومة المركزية من مسألة الحكم الذاتي او الأدارة الذاتية لشعبنا ، ودراسة الموضوع من كل جوانبه للخروج بدراسة ناضجة مبنية على اسس عقلانية تراعى فيها مصلحة شعبنا من كل النواحي ، والتسليم بمبدأ قبول تشكيل كيان ذاتي لشعبنا بعد دراسة الموضوع من جوانبه المختلفة .
7 ـ إن التنسيق بين القيادات السياسية ومن ثم القيادات الدينية سيكون ذلك نافذة مضيئة لأنارة القلوب بين أبناء شعبنا للأقتداء بالقيادة التي انتقلت من مرحلة الشعارات الى مرحلة بناء جسور التفاهم والأحترام المتبادل أي الدخول الى مرحلة الأفعال بدلاً من الأقوال .
8 ـ وضع مسألة التسمية على الرفوف وتنحيتها ، وأحترام كل التسميات بالتساوي والندية والتكافؤ ، ووضعها جانباً لكي يتسنى الدخول الى العمل بروح جماعية بعيداً عن كل الأجتهادات الكثيرة المطروحة في الجدال الأزلي الدائر حول التسمية . إن هذه الحالة ستنتشلنا من رومانسية الشعب الواحد الى واقعية الشعب الواحد . وتضع حداً لأفكار العنصرية القومية لغلاة التعصب القومي بين أبناء شعبنا .
9 ـ إن مثل هذا الأجتماع سيشكل منفذاً طبيعياً لعقد ( مؤتمر ) موسع لقوى يشمل كل التوجهات بغية التنسيق لأيجاد خطاب سياسي موحد يتضمن المصالح العليا لشعبنا .
10 ـ إن المؤتمر قد يكون فاتحة لانتخاب برلمان مشترك يضم مكونات شعبنا من الكلدان والسريان والآشوريين ، ويكون البرلمان المنبثق هو الأرضية التمثيلية لقوى شعبنا الشرعية الممثلة في الأحزاب والمنظمات وحتى الكنائس .
سؤال يطرح نفسه دائماً : من يتحمل المسؤولية في مشاكلنا هل يتحملها شعبنا نفسه ام قادتنا ؟ والجواب ان الجزء الأكبر من هذه المسؤولية تقع على الجلاد الذي يحمل سيف الظلم بيده ، ولكن جزء من هذه المسؤولية تقع على عاتقنا ضمنياً ، فمن يتحملها شعبنا نفسه ام قادتنا ؟ وفي هذه الحالة ينبغي ان تجتمع هذه القيادة لأيجاد أفضل السبل لتلافي هذه المشاكل ولأنبات بذرة التفاهم بين الجميع .
إن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة وهي الخطوة الأولى الحاسمة ، ويجب أن يقوم بهذه الخطوة تلك الشخصيات التي أشرنا اليها .
إن مناشدة الساسة لشعبنا بالوحدة تبدو عقيمة حينما نرى القادة انفسهم متنافرين لا يطيقون حتى الجلوس وجهاً لوجه حول مائدة مستديرة لبحث امور شعبهم المتدهورة من كل النواحي ، إن الواجب والأخلاص لهذا الشعب يدعو : الأستاذ سركيس اغاجان والأستاذ يونادم كنا ، والأستاذ نمرود بيتو والأستاذ أبلحد أفرام ، والأستاذ روميو حكاري والأستاذ سعيد شامايا .. وكل الأساتذة الأجلاء الذين يتزعمون احزابنا السياسية العاملين في الساحة العراقية .
أنها دعوة مخلصة لغرس نبتة الثقة والأحترام المتبادل وبناء علاقات أخوية متبادلة شفافة يسودها التعاون والمحبة في قمة الهرم القيادي لشعبنا ومن ثم انتقالها الى عموم الشعب الواحد ، إنها خطوة تبادر اليها القيادة فيكون لها صدى ووقع طيب في اوساط شعبنا العزيز .
حبيب تومي / اوسلو