عنكاوا و السيد سركيس أغاجان
باسم دخوكة
ترددت كثيرا ًعند كتابتي هذا المقال والسبب ليس بخافيا ًعن كل من يتابع ما يحدث و يدور , فهل بمقدوري أن أطرح موضوع فيه غير ما ينشر عن الشخصية المرموقة و التي تحصد من الأوسمة ما لم نعرفها أو نتعرف عليها من قبل ؟ و لكن ( حاش ل.. لله )- فلا أعني بكون السيد أغاجان لا يستحق كل هذا التكريم , بل ما أود طرحه هو : العلاقة بين القادر و المقدور و بمعنى أصح ( العلاقة بين سركيس أغاجان و عنكاوا ) و لماذا عنكاوا بالذات ؟ لكون السيد أغاجان يقطن حاليا ً فيها أو معظم ما يقوم به من المنجزات و الأعمال الخيرية من توزيع الأراضي و غيرها من الأعمال الكبيرة في صالح شعبنا و أمتنا تقام في عنكاوا . عنكاوا تلك الناحية الصغيرة والجميلة تتحول يوم بعد آخر الى مدينة كبيرة تختنق بالوافدين و العمران والسكان , ان لم تكن حقا ً قد تحولت .
و هذا الرجل الفاضل الذي لابد أن تكون غايته هي مساعدة أبناء أمته , فإنه يفعلها و أهل عنكاوا الأصلين يدفعون الثمن . فخصوصية هذه الناحية الجميلة و التي حافظت عليها لمئاة من السنين تندثر يوم بعد آخر .
كل ما نرجوه من السيد سركيس هو أن ينزل الى الشارع و يتحدث لأهلها حينها سوف يعلم جيدا ً الحقائق التي كانت يجب أن تنقل اليه و ليس ما يسمعه من الذين لا يهمهم سوى مصالحهم .
فيا سيدي:
أهل عنكاوا , لست أنا من يمثلهم و لا أتحدث نيابة عنهم , هكذا هو الحال أيضا ً مع الذين هم حولك, فالحقائق لا نسمع بها دوما ً من الذين هم حولنا , بل علينا أن نبحث عنها , و قد نجدها لو طرقنا أبواب المظلومين .
بالتأكيد لست ُ أنا من المظلومين و إلا لما كنتُ أطرح هذا الموضوع لكي لا يقال : بأنني أغالي بما هو رخيص و أكبر بما هو صغير لكوني من الضحايا ,ففي هذا الزمن الكل يبكي على ليلاه و لا نجد من يمسح الدمعة من عيون الذين لا حولة لهم ولا قوة , لكنك فعلتها مددت يدك للمعتازين والنازحين و هذا هو الكثير في زمن بات العطاء فيه قليل و إن فعلوه البعض فلهم به الكثير من الغايات , فما أعظم من يعطي من دون غاية أو مقابل .
فالأمجاد باتت سهلة المنال ما دمت تملك السلطة و القوة و النفوذ و لكن ما ليس لك أن تملكه إلا إذا إقتربت من الذين إن إحتاجوا صمتوا و إن سئلوا لا يجاملوا و إن أحبوا ضحوا لأجل محبيهم وما بخلوا أو تراجعوا , هؤلاء هم الكنز الذي إذا عثرت عليه لك الحق بأن تفتخر و تتباهى به .
الحقيقة إن عنكاوا ليس بمقدورها من الناحية الجغرافية إستعاب كل هذه المنجزات و ألأعمال الكبيرة ,خصوصا ً بات يخيفنا هذا الأتساع الكبير الذي بات يمحي تلك الأراضي الزراعية الشاسعة التي كانت لها فوائد عديدة و منها :
1 - أرض خصبة يزرعها مالكيها .
2 - كنز ثمين يحق لأهل المنطقة بأن يستغلوه عبر أجيال قادمة لأولادهم و أحفادهم سواء في العمران أو غيرها من الأمور , فإذا شغلت الآن هذه النسبة المخيفة من تلك الأراضي وبهذه الفترة القياسية , فكيف سيكون الحال خلال الأعوام القادمة ؟
فهذا لا يعني بأن أهل عنكاوا لا يرحبوا بالقادمين و لا يؤيدوا ما يقام في منطقتهم من أعمال ومنجزات من قبل حكومة كردستان أو من قبل جنابكم , بالعكس , فعنكاوا كانت دوما ً تحتضن القادمين اليها كأم حنون و الأم الحنون يجب أن تراعى من قبل ألأخرين أيضا ً .
dkhuka@hotmail.com