تمخض الجمل فولد فأرا
سولاقا بولص يوسف
تمخض عن مؤتمر عنكاوة لقومنا السورايي ( الكلدان الاشوريين السريان ) مجلس شعب السورايي على ان يكون اعضاءه بالمواصفات المقررة التالية:
1-يكونوا ذا تاريخ يثير على الاعتزاز والثقة ,ان لا يكونوا قد عملوا في الاجهزة القمعية والمؤسسات التي عادت الشعب وخدمت الدكتاتورية
2- يؤمنوا بوحدة شعبنا ويعملوا من اجل ترسيخها و رفض تقسيمها دستوريا الى قوميتين او شعبين او ما شاكل تحت اية ذريعة او تبرير
3- يؤمنون بالحوار واحترام الرأي الاخر واعتماد المبادئ الديمقراطية في عمل المجلس واللجان المرتبطة بها
4- لا يستخدمون عضويتهم في المجلس من اجل المكاسب الشخصية والمنافع الانية والضيقة
5- يتحلوا بالشجاعة في اتخاذ المواقف والثبات في الدفاع عن مصالح الشعب وتنفيذ مقررات المؤتمر والمجلس في كل الاحوال والظروف
6- لا يكونوا موالين لجهة او طرف او مؤسسة تقف بالضد من وحدة شعبنا وحصوله على حقوقه القومية المشروعة كاملة
7- يعملون بمثابرة وبمسؤولية عالية من اجل انجاح اعمال المجلس وتطوره وتنفيذ مقرراته.
ولكن العبرة في التطبيق حيث مرت حوالي الشهرين على تشكيل المجلس ولم يخرج بأي نشاط يذكر او أي قرار ايجابي . قلنا ونقول ان السورايي يستحقون مجلسا شعبيا متميزا من حيث الاداء والنزاهة تطبق على اعضاءه كل المواصفات اعلاه بحذافيرها وليس كباقي المجالس التي تدون شيء وتعمل شيء اخر لان قومنا اوشعبنا متميزبكل معنى الكلمة ويستحق ان يكون مجلسه مضرب الامثال ويشار اليه بالبنان لاننا:
1- السكان الاصليين للعراق اصحاب الحضارات التي يفتخر بها الشعب العراقي
2- اكثر مكونات الشعب العراقي اخلاصا بالواجبات
3- اكثرهم التزاما بالمصلحة العامة
4- اكثرهم نبذا للعنف
5- اكثرهم تعطشا للديمقراطية
6- اكثرهم يحوي نسبة عالية من الكفاءات والكوادر العلمية والفنية والثقافية
7- اكثرهم موضعا للثقة والامانة وعمل الخير
8- اكثرهم حبا للسلام والوئام
9- اكثرهم همة ونشاطا وتفانيا في العمل
10- محبوبين من قبل جميع مكونات الشعب العراقي القومية والدينية والمذهبية.
ولكن وللاسف اقل مكونات الشعب العراقي تمتعا بحقوقهم القومية وهذا محسوب علينا ايضا في جانب منه لنكون موحدين متكاتفين لننهض ونعالج العلة التي فينا في الوقت الذي نطالب بحقوقنا .
ان التحضير للمؤتمر جرى بوتيرة سريعة بحيث لم تعطي الامور حقها من الدراسة والتهيئة الجيدة والاختيار السليم والعمل على مشاركة الجميع . وطلبت تأجيل موعد المؤتمر لهذا الغرض فلم افلح . والكثير من الاخطاء كان سببها الرئيسي الاستعجال . ان رئاسة المؤتمر لم تشاركني او تشاورني بكثير من قراراتها المهمة ومع ذلك استمريت لانني مهتم بجوهر القضية.
اننا لا يمكننا ان نتوقع مجلسا بمستوى الطموح ان اتبعنا الاساليب التقليدية في الاختيار وخاصة في هذا الجو العام للوضع العراقي الذي يتسم بالفساد والانتهازية والوصولية والفوضى العارمة وخراب النفوس . اذ لا يمكن الاعتماد حتى على صناديق الاقتراع والانتخابات مهما كانت نزيهة في هكذا اجواء حيث المراجع العشائرية والمذهبية والحزبية والمناطقية والعلاقات الشخصية الضيقة تستقطب الافراد وتلعب في توجهاتهم ومصالحهم ومشاعرهم كما ثبت لدينا في العراق. علينا ان نبتدع اسلوبنا الخاص وذلك بالتفتيش عن بضعة اشخاص يتسموا بالمواصفات اعلاه وبالنزاهة والكفاءة ليكونوا هيئة مدبرة ورموزا يقتدي بها ويلتزم بها الجميع لتكون خيمة تجمع الجميع ولها الصلاحيات لتبديل أي عضو باخر تراه انسب لحين الوصول الى المجلس المتوخى بعد الغربلة المستمرة بالمتابعة والتجربة والمراس . وعند حصول الاختلافات قيكون بيدها البت النهائي بالامور. هناك من يقول بان هذا غير ممكن وغير واقعي وقانوني في التطبيق . ولكن ممكن في حالة مجلسنا ومؤتمرنا لاننا نملك السلاح الاقوى لذلك وهو المال الذي يستقطب كل النفوس ( الفاسدة وغير الفاسدة ) وهذا السلاح ممكن ان يكون نعمة ان اتقن استخدامه ونقمة اذا اسيئ استخدامه.
لا يمكننا الاعتماد على ما يسمى بمجالس الاعيان ومجالس البلديات ومجالس المحافظات التي لا تمثل مواطنيها لانها مبنية على ثقافة النظام البائد الذي جعل استغلال المنصب او النفوذ للمصلحة الشخصية مشروعا وليس على مبدأ المسؤول خادم للشعب . ولا اقصد عدم التعامل مع هذه المجالس لأنها واقع حال ولكن العمل على تحسينها وعدم إعطاءها الا دوار الرئيسية ( أي مثلا تعيين لجان للصرف من خارجها ومتابعتها) لحين خلق مجالس نزيهة .
اثبت المجلس الحالي من خلال اختياره واجتماعاته السابقه بانه ليس بمستوى الحد الادنى من الطموح . حيث اجتمع اولا لمدة اكثر من خمس ساعات قضاها في التكتلات والمهاترات المبنية على المحابات والمصالح الشخصية ولم يخرج باي قرار عدا تاجيل كل شيء. والاجتماع الثاني والثالث خرج بنفس النتيجة أي تأجيل كل شيء بعد محاولات من هذه الكتلة او تلك لاقصاء بعض الاعضاء الغير مرغوبين فيهم لديها متشبثين باعداد وكانها منزلة. مثلا لمحافظة الموصل سبعة يريدون ان يجعلوهم ستة ولمحافظة اربيل خمسة يريدون ان يكونوا اربعة ولمحافظة السليمانية واحد غير مرغوب لانه من كويسنجق ولم يعترض احدهم على وجود ممثلين اثنين لكرمليس مثلا فانسحب ممثل السليمانية واخر من اربيل احس بانه اقل شرعية من غيره. والحقيقة ان الجميع لم يأتوا عن طريق انتخابات اصولية وشرعية وافتضحت تلاعبات وغش وتزوير وخاصة في كرمليس وعنكاوة. وبعد انسحاب احد ممثلي اربيل كما قلنا وهو من عنكاوة لانه احس بانه اقل شرعية من غيره فاجئنا بحضوره بصحبة ممثل كرمليس اجتماع لجنة المتابعة الذي بدوره كان قد فرض نفسه فرضا في هذه اللجنة ليقرض العضو المنسحب عضوا فيها لانه الظاهر تدبر امره بالاتفاق مع بعض اعضاء اللجنة لتبديل عضو غير مرغوب فيه من قبلهم وهو انا . ولدى الاستفسار عن سبب قدومه هذا الاجتماع بعد ما كان منسحبا قال بانه جاءه طلب من مكتب الاستاذ سركيس اغاجان بالرجوع . فقلت لايعقل تدخل الاستاذ سركيس وانا اعتقد بان الطلب جاء من السكرتير يوسف عزيز . ولكن عتبي على الاستاذ سركيس ان يجعل من السكرتير وكيلا ومستشارا ومتنفذا . الادارة العلمية الحضارية الصحيحة تقتضي ان يكون له مستشارين ووكلاء اكفاء ونزيهين وحصر السكرتير بمهمته كسكرتير فقط ولا يتدخل في شؤون الرعية.
ويجب ان يكون للاستاذ سركيس ثوابت واضحة وتعمم على الجميع ونابعة من مصالح شعبنا ومنها استبعاد كل من وكل ما يرتبط بثقافة النظام البائد وخاصة من اساء لاهلنا وكان اداة قذرة بيد النظام البائد لايذاء المواطنين وعمل على تكريس وتسخير شعبنا لخدمة النظام وليس العكس. ومنهم الى الان يتعاطف مع النظام السابق ويحس بقراره نفسه ويحسب نفسه عربيا ويتظاهر بكونه سورايا . فمثل هؤلاء لا يؤتمن جانبهم وغدارون لا يثبتون على وتيرة واحدة بل يتقلبون حسب اهوائهم ومصالحهم وهم اعداء للديمقراطية التي لا يمكننا الحصول على حقوقنا القومية الا من خلالها .ولا اعتقد بان الاستاذ سركيس يريد ان يبني شعبية مزيفة بل تخدمه شعبية حقيقية تكون سندا قويا له ولشعبه اثناء الملمات.
خلال الاجتماعات التي حضرتها حاولت جاهدا جعل توجه الاعضاء نابعا من مصلحة شعبنا ونحو مهمات المجلس والانطلاق بالعمل الجاد ككتلة واحدة وليس كتل متصارعة على قضايا جانبية شكلية لا تخدم . وتنم عن عدم النضوج ( كما كنا نجتمع لنلعب ونحن صغار) . فاذا انطلق كل منا مما يخدم مصلحة شعبنا سنشكل فريق عمل واحد متكاتف يركز على جوهر قضايانا . الغالبية لم تكن بالمستوى المطلوب حيث يتزمتون تارة ويتشبثون بقرارات المؤتمر يفسرونها بما يخدم غاية في نفوسهم بعيدا عن مصلحة شعبنا وتارة اخرى يريدون خرق قرارات المؤتمر بما يخدم الغرض السيئ . لا مجال لسرد التفاصيل بل فقط اجعل من نفسي مثالا صارخا لذلك حيث اصبحت شخصا غير مرغوب فيه من قبل الكثيرين لذا اسرد باختصار تاريخ حياتي لاثبات ان هؤلاء لا ينطلقون من مصلحة شعبنا وليسوا جديرين بتمثيله وان بقوا يعملون في هكذا مجلس فيحتاجون الى من يصلحهم ويوجههم لخدمة قضايا شعبنا بعد الغربلةواقصاء من لا يصلح نفسه .
تربيت منذ الصغر ولحد الان على الصدق والالتزام بالقيم الاخلاقية والانسانية وتهذيب النفس بالمطالعات القيمة (كتربية سلامة موسى وكتاب الاخلاق ) ويشهد بذلك كل من عرفني . اكملت الدراسة الابتدائية وكنت الاول في عنكاوة ولواء اربيل انذاك. والتحقت بمركز التدريب الصناعي العائد لشركة نفط العراق كركوك بعد انهائي الصف الاول المتوسط بتفوق. وكنت متميزا في دراستي وسلوكي في هذا المركز لمدة خمسة سنوات في علوم تكنولوجيا النفط. (الاساتذة كانوا من الانجليز والدروس العملية والنظرية باللغة الانجليزية ). حيث انتخبت من قبل مئات الطلاب كمراقب للقسم الداخلي والمطعم. وفي عام (1962) اعتقلت بتهمة الشيوعية وتهمة مساعدة الثورة الكردية . واطلق سراحي بكفالة بعد سبعة اشهر واعتقلت ثانية يوم 8 شباط 1963 وتعرضت لتعذيب وحشي في مقر الحرس القومي انذاك وتحملت ولم ادلي بما ارادوا من اعترافات فبقيت بصفة محجوز متنقلا بين المواقف والمعتقلات والسجون ومنها سجن نقرة السلمان لمدة حوالي السنتان كوني لا اقبل تقديم البراءة من الحزب الشيوعي بالرغم من اختلافي مع الحزب وانسحابي منه بسبب اخطاءه (في حوادث كركوك وتبعيته للسوفييت والجبهة مع حزب البعث) . ولدى حشري مع اخرين امثالي في غرف ضيقة ممنوع علينا نور الشمس والمواجهة والرسائل والمعالجة الطبية وحتى ادوات الحلاقة لأننا لا نريد تقديم البراءة من الحزب ليطلق سراحنا . بادرت بالاحتجاج والإضراب لحين القبول بمقابلتي مع اثنين اخرين لمدير سجن بعقوبة والمطالبة بحقوقنا كمساجين سياسيين فحصلنا على بعض الحقوق وبعدها نقلنا الى نقرة السلمان لحين اطلاق سراحنا بقرار اطلاق سراح المحجوزين السياسيين.
وباعتباري ممنوع من السفر لم اتمكن من اكمال دراستي في الخارج لذا قدمت امتحان الثانوية كطالب خارجي والتحقت بكلية الهندسة المدنية وكنت متفوقا في الكلية (اشرح للطلاب واساعدهم ولكن من غير غش ). وفي بداية السنة الرابعة رجعت الى شركة نفط العراق بقرار اعادة المفصولين السياسيين وتمكنت التوفيق بين الدوام في الكلية والدوام في الشركة . واختارني الطلاب لالقاء كلمة الخريجين في حفل التخرج . بعدها طالبت بحقوقي حسب قرار اعادة المفصولين السياسيين الى اعمالهم باعتبار فترة الفصل لغرض الترفيع والتقاعد . وانتظرت حوالي ثلاث سنوات بدون جدوى كوني لم اقبل الانتماء لحزب البعث وقدمت استقالتي ولم اساوم. وبعدها انتقلت للعمل في بغداد وانتخبت للهيئة الادارية لنادي اور . وفي عام (1977) بدأت اعمل كمقاول باسم مكتب عنكاوة الهندسي لدى الشركات الاجنبية ودوائر الدولة ولحد الآن.ومن خلال عملي الهندسي نلت درجة مهندس استشاري .
وتميزت في حياتي العملية والدراسية بما يلي:
1- لم استعمل الغش طيلة حياتي الدراسية.
2- احصل على أعمال المقاولات بجدارة وأنفذ بجدارة من غير رشاوى.
3- لم اعلق صورة صدام في مكتبي أبدا.
4- لم أسجل قوميتي عربية في استمارات البعث أو الدوائر.
5- لم اقدم تهنئة لصدام او لحزب البعث ابدا بالرغم من ضغوطاتهم في مكتبي.
6- لم اشترك باي احتفال بمناسبات صدام وحزب البعث كما كانوا يجبرون الناس على الاحتفال حتى بهزائمهم.
7- لم أتهرب يوما في حياتي عن إجابة أي نداء تلفوني كما هي عادة رجال الأعمال خاصة ( قولوا له اني غير موجود) .
وهذا ليس كل ما يشرف تاريخ حياتي بل هناك الكثير الكثير من تجارب حياتية قاسية مميزة ومفيدة وربما لا يحضرني بعضها الان الا انني كلما سردت عن تاريخ حياتي المشرف يجعلني غير مرغوب اكثر فاكثر بنظر الذين قصدتهم من اعضاء المجلس لأنهم ربما يحسبونني منافسا لهم على الغنائم مع العلم لدي المرونة الكافية للانسجام مع الانتهازيين كما يملي علي واقع الحال ولكن لا اجامل على حساب الحق ومصلحة شعبنا
سبق وان طلبت من السكرتير يوسف عزيز مقابلة الاستاذ سركيس لعدة مرات ولم يستجاب طلبي وكان رده ( ما على الرسول الا البلاغ ) أي ان الاستاذ سركيس لا يريد مقابلتي ويعني ايضا بأنه سكرتير فقط وهذا غير صحيح . كان قصدي من المقابلة العمل على تقويم مجلس الشعب والمؤتمر بعد ان امتعض منه بسبب الاخطاء الكثيرة وعدم مشاركة اطراف عدة في المؤتمر وفي المجلس مما ادى الى امتعاض الحكومة الكردية قبله وعدم رعايتها للمؤتمر. ولكن يمكن اصلاح الامور وتفعيل اهداف المؤتمر لئلا تذهب جهودنا جميعا هباء .وذلك باساليب ابداعية وليست تقليدية .
واخيرا ، انسحب من المجلس بعد عجزي عن اقناع هؤلاء الاعضاء بأن المجلس يحتاج لنماذج مثلي ليستفاد شعبنا من خبرتي ونزاهتي وكفاءتي لأنني تعبت على نفسي كثيرا ولم تسنح لي فرصة كهذه لأضع امكانياتي في مكانها المناسب لخدمة اهلي وقومي قبل ان اودع هذه الحياة . عسى ان يتعض الجميع ويكونوا بمستوى المسؤولية من دون وجودي معهم .واتمنى لهم نبذ ثقافة النظام البائد وثم التوفيق