أحوالنا و مؤتمراتنا
يشهد هذا العام حراك سياسي و أجتماعي دؤوب نتج عنه عقد عدة مؤتمرات محمومة داخل القطر وخارجه و تحت شعارات قومية كبيرة و مسميات مختلفة ، منها مؤتمرات شعبية و اخرى رسمية وغيرها حزبية ، وصاحبتها توصيات ومطاليب و امنيات وانبثقت عنها مجالس و لجان وانشطرت منها مجالس اخرى انشطارا اميبيا لتولد فروعاً ومرادفات لها هنا وهناك. هذه المؤتمرات منها ما تم طبخه على وجه السرعة وعلى نار حامية، واخرى جاءت كرد فعل لمثيلاتها. وتلاها تنظيم مظاهرات لجالياتنا في المهجر دعما لشعبنا في الداخل وصموده. جاءت هذه الفعاليات والنشاطات مع تصاعد عمليات التهجير القسري والقتل والاختطاف ضد ابناء شعبنا في المناطق الساخنة و تدهورأحواله الاقتصادية والمعيشية نتيجة البطالة والغلاء وارتفاع الاسعار اضافة الى الهجرة الطوعية الواسعة في المناطق الامنة. كنا نأمل ان يكون لهذه المؤتمرات وغيرها من النشاطات وخلال هذه الفترة العصيبة التي يمر بها شعبنا اسوة ببقية مكونات الشعب العراقي، انتباه جلي واستجابة واضحة لحالته الانسانية الصعبة ومعاناته و احتياجاته اليومية الملحة، وايجاد حلول عملية لتخفيف معاناته وتوفير احتياجاته الانسانية. في حين طغت الاجندة السياسية و الغلو في الشعارات والمزايدات والدعاية الحزبية والترويج للشخصيات على الطابع الانساني الملح لشعبنا ومعاناته، و حتى على مستوى الاجندة السياسية لم يتحقق شيء يذكر سوى تصريح هنا وخبر هناك عن هذه الشخصية او تلك او عن هذا الحزب أو ذاك، ونحن مازلنا مختلفين واحيانا متضادين وغير قادرين على ترتيب بيتنا الداخلي من حيث ايجاد التسمية الموحدة و توحيد المطالب والتوجهات بين الاخوة الفرقاء. اما في ما يخص المظاهرات فانها جهود نبيلة ولكن يبدو انها دون جدوى بسبب قلة عدد المتظاهرين وغياب الاعلام الفعال لتعريف العالم بمحنة شعبنا. في الوقت التي نثمن كل الجهود المخلصة التي تصب في هذا الاتجاه من عقد مؤتمرات وتنظيم مظاهرات، الا انه يجب العمل على ان لا تكون مؤتمراتنا جعجعة في الخواء وان لا تكون مظاهراتنا زوبعة في فنجان، اذ لابد ان تكون مثل هذه النشاطات نابعة من صميم معاناة شعبنا ومعبرة و ملبية لحاجاته الملحة، وان لا تحول محنته بأي شكل من الاشكال الى قضية للمتاجرة والمزايدات السياسية، وضرورة ان تكون مظاهرات اخوتنا في المهجر اكثر تنظيما واكبر زخماً و ذات كثافة اعلامية كبيرة، ومن جانب اخر اقترح انشاء صندوق خاص لدعم شعبنا يساهم فيه ميسورو الحال من ابناء شعبنا في الداخل والمهجر وان توجه عنايته الى المشردين عن ديارهم بشكل عام والى دعم ابناء شعبنا الصامدين في بيوتهم في المناطق الساخنة بشكل خاص. وكذلك نأمل ان تؤدي الكنيسة دورها الفعال كما فعلت دائما في أوقات المحن والاضطهادات التي تعرض لها ابناؤها على مر الدهور وأن تحمل اليهم غصن الزيتون والكلمة الطيبة وأن تستغل ثقلها الروحي ومكانتها المرموقة في المحافل الوطنية والدولية لتخفيف معاناتهم ومنحهم العزاء والثبات.
لو تعاملنا جميعا بهذه المصداقية والصفاء ونكران الذات مع محنة وقضية شعبنا لاشك في اننا سنحصد ثمار هذه الجهود المضنية. وسنكون قد صنا الامانة وانصفنا ضمائرنا.
روند بيثون
rawandbaython@hotmail.com