عام على انطلاقة
المجلس الشعبي
الكلداني السرياني الاشوري
بقلم: جبرايل ماركو
شكلت حركة التحرر الكلدانية السريانية الاشورية المعاصرة مرحلة تأريخية مهمة في عملية صياغة واستنهاض وطنية ابناء شعبنا وكيانهم القومي والوطني في مواجهة كل التحديات التي مورست ضد وجودنا القومي وحقوقنا القومية من قبل كل السلطات المتعاقبة على دفة الحكم في العراق. ومحاولات التهميش والتغييب والاقصاء التي تعرض لها ابناء شعبنا بحكم منعهم من ممارسة لحقوقهم القومية المشروعة وحرمانهم من اعتزازهم بهويتهم القومية والوطنية وبسبب اقصائهم من عملية التمثيل لممارسة دورهم الوطني في المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية في وطنهم السرمدي. وكان لنضال ابناء شعبنا الدور الكبير في عملية كشف هذه الحقائق والممارسات وفضحها امام الرأي العام الوطني والعالمي لايصال قضية شعبنا العادلة الى الاجندة الوطنية والعالمية بهدف الاقرار بحقوقنا القومية المشروعة في الوطن.
لكن حركتنا التحررية ولاسباب متعددة ذاتية وموضوعية لم تستطع تحقيق المهمات القومية والوطنية والبنائية المنوطة بها بشكل يتناسب مع طموح وتطلعات الجماهير الشعبية. وبحكم ترهل بناها الفكرية والسياسية وتاكل دورها التي تبدو غير قادرة على صون المنجزات القومية التي حققتها عبر تأريخها النضالي. بل انها بجمودها واصرارها على الاستمرار ببناها والية عملها وعلاقتها السائدة باتت تهدد بتبديد التضحيات التي بذلها ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري طوال تاريخه النضالي. وقد تجلى واضحا من خلال النتائج السلبية التي انجزتها حركتنا القومية من العملية السياسية في العراق واخفاقها في عملية اقرار وتثبيت الاستحقاقات القومية المشروعة للشعب الكلداني السرياني الاشوري في الدساتيرالعراقية النافذة كضمانة دستورية وقانونية لشراكتنا السياسية الحقيقية في الوطن.
ان حالة الضياع والاحباط هذه التي عاشتها جماهيرنا الشعبية في العراق بعد سقوط النظام البائد واخفاق حركتها القومية في تحقيق خياراتها السياسية والتباس صورة قضيتها قوميا ووطنيا واقليميا ودوليا. لعدم قدرتها على صياغة مشروعها السياسي الموحد بسبب حالة الانقسام السائدة بين تياراتها السياسية وصراعاتها الداخلية على ساحتنا القومية. وفي ظل الخلل في موازين القوى على الساحة العراقية والمعطيات الدولية بقيادة امريكا التي انصب جلى اهتمامها على ضمان مصالحها الذاتية والاقتصادية في العراق على حساب الامن والاستقرار وعلى حساب المصالحة الوطنية على الساحة العراقية. كل هذه العوامل فرضت على واقعنا القومي والوطني حالة من الضغط على جماهيرنا الشعبية للعمل على اعادة البحث عن مشروع وطني موحد يعيد للقضية القومية اعتبارها كحركة تحرر وطني تساهم في بلورة رؤية سياسية واضحة وتعزز وحدة الشعب الكلداني السرياني الاشوري وتعبر عن تطلعاته وطموح ابنائه وتتجاوب مع متطلبات تطوره المستقبلي. لهذا كان لابد من تولي ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الوطن والمهجر زمام المبادرة الشعبية التي انصبت جهودها للعمل على تهيئة الظروف الذاتية وانضاج الظروف الموضوعية للعمل على ايجاد البديل العملي لصياغة المشروع السياسي الموحد ليتم الاقرار بحقوقنا القومية المشروعة وتثبيتها في دستور العراق الفدرالي وفي دستور اقليم كوردستان العراق كضمانة دستورية وقانونية لشراكتنا السياسية الحقيقية في الوطن.
هكذا تكللت جهود جماهيرنا بالاتفاق على عقد المؤتمر الشعبي بتأريخ 12 ــ 13 اذار 2007 في مدينة عنكاوة الذي شارك في اعماله ابناء شعبنا من جميع المدن والمناطق في الوطن ومن بلدان المهجر. وبعد نقاشات مستفيضة للعديد من المحاور السياسية. حدد المؤتمرين أولويات القرارات واليات العمل السياسي للمرحلة الراهنة والدقيقة التي يمر بها شعبنا في الوطن.
1 ــ وحدة الشعب الكلداني السرياني الاشوري
2 ــ الحكم الذاتي للشعب الكلداني السرياني الاشوري ضمن مناطقه التأريخية في العراق
3 ــ وحدة خطابنا الوطني والسياسي
ان الرؤية السياسية الجديدة التي اطلقها مؤتمر عنكاوة اكدت على استقلالية قرارنا السياسي وبناء الكيان القومي والوطني الذي تجلى بانتخاب المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري كنواة اولية لانتخاب البرلمان الكلداني السرياني الاشوري في الدورة القادمة ليتسع ويشمل جميع احزاب شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ومؤسساتنا القومية والشخصيات الوطنية المستقلة. ليقود البرلمان العتيد مسيرتنا السياسية والعمل على المباشرة ببناء البنية التحتية ومؤسساتها المتنوعة. ومن خلال هذه الالية العملية ستعود القضية النضالية الى الشعب بدلا من بقائها في عهدة مجموعة من المحترفين والمتفرغين. وبعد عملية انتخاب المجلس الشعبي وممارسته لمهامه ومسؤولياته القومية والوطنية الملقاة على عاتقه تجلت الامور بشكل واضح على الساحة القومية والوطنية من خلال اعتماد الاغلبية من ابناء شعبنا على المجلس الشعبي في تلبية احتياجاتهم الملحة وحل مشاكلهم العالقة. والمساهمة في انجاز العديد من المشاريع الانمائية المهمة. في مدننا ومناطقنا الجغرافية. الى جانب الانجازات السياسية التي تحققت على كافة الاصعدة على ساحتنا القومية والوطنية ومن اهمها.
• ترسيخ وتجسيد وحدة شعبنا الكلداني السرياني الاشوري على ساحتنا القومية والوطنية.
• انهاء عملية الصراع على التسمية من خلال اقرار الاغلبية بالتسمية الموحدة.
• اعادة الاعتبار لمفهوم الحركة الشعبية والمدنية التي ارسى اسسها مؤتمر عنكاوة.
• بلورة مشروع الحكم الذاتي لشعبنا على الساحة القومية والوطنية والعالمية.
• دور المجلس الشعبي في عملية استقطاب واقناع ابناء شعبنا الكلداني السرياني لتبني مشروع الحكم الذاتي ودعمه.
• قدرة المجلس الشعبي على انجاز مشروع الحكم الذاتي بعيدا عن الحسابات والتجاذبات والتنافسات الحزبية الضيقة.
• قدرة المجلس الشعبي النضالية المنزهة القادرة على تحمل مهام ومسؤوليات الشعب الكلداني السرياني الاشوري في هذه المرحلة المصيرية في الوطن.
• قدرة المجلس الشعبي على ممارسة العملية الديمقراطية والتمثيلية التي تجسد روح التنوع والتعددية السياسية على ساحتنا القومية.
• قدرة المجلس الشعبي على استيعاب مختلف التيارات والاراء والافكار وتنظيم طاقاتها مع مراعاة التباين والاختلاف في الظروف والاولويات.
• قدرة المجلس الشعبي على صقل العمل السياسي في صيغ تمثيلية تعزز المشاركة الديمقراطية والتنوع في الحركة القومية والوطنية.
• تجسيد مفهوم وحدة خطابنا السياسي من خلال مشاركة اغلبية احزابنا ومؤسساتنا القومية في المجلس الشعبي على امل ان تأخذ بقية احزابنا مكانها الطبيعي في بيت الشعب.
• بناء المؤسسات العلمية والثقافية والاجتماعية والرياضية في مختلف مناطقنا الجغرافية.
• انشاء العيادة الطبية المتنقلة لتقديم الخدمات الصحية لابناء شعبنا في مناطقنا النائية.
• تعزيز العلاقة السياسية مع اغلب القوى السياسية العراقية الفاعلة على الساحة الوطنية.
• تأسيس مكاتب للمجلس الشعبي في دول المهجر لاستمرارية التواصل مع الانجازات القومية والتطورات السياسية في الوطن.
لقد تأخرت حركتنا القومية كثيرا لمراجعة اوضاعها وبنيتها الفكرية ونقد تجربتها السياسية. مما ادى الى وضع قضيتنا القومية ومصير شعبنا الكلداني السرياني وحركته القومية في دائرة الخطر. لذا فان عملية توحيد خطابنا الوطني ومشروعنا القومي باتت ضرورة ملحة ومرتبطة بمصيرنا ومستقبلنا في الوطن. كما ان مسألة التغيير والاصلاح التي تقع على عاتق كل القوى السياسية القومية الفاعلة والحية والمسؤولة على مصير شعبنا من داخل المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ومن خارجه. وفي داخل تياراتنا السياسية نفسها وفي اطار مجتمعنا الواسع. افراد وجماعات. انها مسؤولية الجميع بدون استثناء. لقد ان الاوان للخروج من دائرة التدهور ومن مسار الاستعصاء الوطني المزمن. الى دائرة ثقافة الحوار البناء والمسؤول لان حركتنا القومية والسياسية بامس الحاجة اليوم لاستعادة طابعها ودورها كحركة قومية تمثل الشعب الكلداني السرياني الاشوري كله.