قصيدة بلقيس للشاعر الكبير نزار قباني:
بلقيس كانت أجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس كانت أطول النخلات في أرض العراق
قتلوك يا بلقيس ،أية أمة عربية
تلك التي تغتال أصوات البلابل؟
هل تعرفون حبيبتي بلقيس؟
فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجا رائعا ، بين القطيفة والرخام
كان البنفسج بين عينيها ينام ..ولا ينام
بلقيس ، يا عطرا بذاكرتي، ويا قبرا يسافر في الغمام
قتلوك في بيروت، مثل أي غزالة
من بعدما قتلوا الكلام ....
بلقيس ، ليست هذه مرثية
لكن على العرب السلام ..
بلقيس، يا بلقيس، يا بلقيس
كل غمامة تبكي عليك ، فمن ترى يبكي عليا
بلقيس.. كيف رحلت صامتة ولم تضعي يديك على يديا
بلقيس، كيف تركتنا في الريح، نرجف مثل أوراق الشجر
وتركتنا-نحن الثلاثة- ضائعين كريشة تحت المطر
أتراك، ما فكرت بي؟
وأنا الذي يحتاج حبك، مثل (زينب) أو (عمر).
بلقيس، أيتها الصديقة ، والرفيقة، والرقيقة
مثل زهرة أقحوان
يا من تحديت الغيوم ترفعا
من أين جئت بكل هذا العنفوان؟
بلقيس ، ما أنت التي تتكررين،
فما لبلقيس أثنتان..
بلقيس،
تذبحني التفاصيل الصغيرة في علاقتنا
وتجلدني الدقائق والثواني
فلكل دبوس صغير قصة
ولكل عقد من عقودك قصتان
حتى ملاقط شعرك الذهبي تغمرني كعادتها بأمطار الحنان
ومن المرايا تطلعين ، من الخواتم تطلعين،
من الشموع ، من الكؤوس، من النبيذ الارجواني..
بلقيس، يا بلقيس ، لو تدرين ما وجع المكان
فهناك كنت تدخنين،
هناك كنت تطالعين،
هناك كنت كنخلة تتمشطين،
وتدخلين على الضيوف ، كأنك السيف اليماني.
سيروان شابي بهنان / أربيل –عينكاوا 20080709