اندرش لاغو: من الواضح ان مايحدث الان بشكل او باخر هو ابادة جماعية
www.ankawa.comمصلحة الهجرة تقوم باعادة النظر لوضع المسيحيين وتقييمي بانهم سيعطون حماية اكثر للمسيحيين المستهدفين وستمنح الاقامة لمعظمهم
اجرى اللقاء اسكندر بيقاشا
ترجمة عن السويدية نبيل البازي
اندرس لاغو من اكثر السياسيين السويديين قربا من شعبنا الكلداني الاشوري السرياني. وهو يتبوأ منصبا مهما في حياتهم ايضا فهو مدير بلدية سودرتاليا التي تعتبر حيا من مدينة ستوكهولم الكبرى وحوالي ثلث سكانها من هذه الاقلية. وفي فترة ادارته تم قبول الالاف من المسيحيين العراقيين الى سودرتاليا للسكن فيها ويتعرض بسبب ذلك الى انتقادات وضغوط من اليمين المتطرف الذي يتهمونه باغراق سودرتاليا باللاجئين لاسباب انتخابية. لكن لاغو يؤكد بان " الكلدان الاشوريين السريان" هم مصدر خير وفائدة على سودرتاليا وهم ناجحون في مجالات مختلفة. وفي العاشر من نيسان ٢٠٠٨ القى لاغو محاضرة في الكونغرس الامريكي شرح لهم تأثير اللاجئين العراقيين على سودرتاليا وكيف ان سودرتاليا لوحدها والبالغ عدد نفوسها ٨٠ الفا فقط استطاعت استقبال اكثر من ٦ آلاف لاجئ عراقي, اكثر مما استقبلته الولايات المتحدة وكندا مجتمعتين. وفي الثامن من الشهر الجاري دعي الى مؤتمر الامم المتحدة بشان اللاجئين وقدم الى المسؤولين تقريرا عن اوضاع المسيحيين بعد سقوط الدكتاتور. وبعد عودته من المؤتمر اجرى موقعنا معه هذا اللقاء:
هل هي الاول مرة التي تشارك في مثل هذه اللقاءات؟
- انا كنت في الولايات المتحدة الاميريكية وتحدثت الى الكونغرس حول مسألة اللاجئين ولكنها الاول مرة اشارك في مؤتمر يخص الامم المتحدة. لقد التقيت بوزراء وسفراء من دول متعددة وطرحت عليهم هذه المسائل، ولآول مرة تقدم لي دعوة رسمية للحضور الى مثل هذا اللقاء.
هل تستطيع ان تلخص لنا مشاركتك؟
- وهذا شيء غير اعتيادي ان يدعى ممثل مدينة او بلدية الى مثل هذا القاء ،ففي الحالات الطبيعية فان ممثلي الحكومة هم الذين يتلقون الدعوة. لقد تلقيت الدعوة بسبب العدد الكبير من العراقيين المتواجدين في السويد وبالذات سوديرتاليا. وهنا فكرت ان لا انقل وجهة نظريعن العراقيين وانما وجهة نظر العراقيين انفسهم. والجلسة كانت مخصصة حول كيفية التعامل مع مشكلة اللاجئين. واللقاء يعقد مرة واحدة في السنة مع جميع ممثلي البلدان الاعضاء في الامم المتحدة. واللقاء كرس تركيزه حول وضع اللاجئين الذين يلجأون حاليا الى المدن الكبيرة مثل دمشق وعمان فيما يخص العراقيين ونايروبي ما يخص الصومال، وليس حول وضع معسكرات اللاجئين. ومناقشة ما مايحصل في هذه المدن وكيفية التعامل مع التدفقات الكبيرة لللاجئين القادمين اليها والحالة التي تبدو مختلفة تماما عن ذي قبل.
هل توصلتم الى حلول ملموسة؟
- لم يكن اي قرار ولم يكن الهدف هذا ايضا.وانما هدف UNHCR ( المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة) هو جمع وجهات النظر بهذا الخصوص ، مناقشتها واعطاء الامثلة الجيدة في كيفية التعامل مع الحالة الجديدة في العالم.
هل لديكم حل في كيفية التعامل مع هذه الحالات؟
- وجهة نظرالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة هي علينا ايجاد السبل للتعامل مع هذه الحالات ،ووجهة النظر السائدة هو ان في اغلب الاحيان المدن والمجتمع المحلي هم الذين يأخذون على عاتقهم المسؤولية في كيفية استقبال وتنظيم واللاجئين اما الحكومات تتجنب المسؤولية . وعلينا ان نتذكر الوضع يختلف من دولة الى اخرى في العالم . فمثلا ، لا يمكن مقارنة بين دمشق وسوديرتاليا حيث ينزحون الى هناك في الحالات الطارئة بينما يأتون الى سوديرتاليا للاقامة الدائمة.
هل كان هناك لللاجئين العراقيين حيزا كبيرا في المناقشات؟
- تطرقوا هناك بانها اكبر كارثة لللاجئين في العالم حاليا. ولو نظرنا الى حجم اللاجئين فنرى ان العراق وما حواليه يشكل مشكلة كبيرة وايضا توجد مشاكل في افريقيا وافغانستان. واكثر النقاشات كرست لمناقشة الوضع في العراق ومن الذي سيعود ؟ هل توجد امكانية لذلك؟ وهناك مجموعات كبيرة لا تصدق في دمشق وما يرافقها من مشاكل جسيمة ، ويشعر الانسان انه لا يوجد الدعم والسند الكافي لهذه المجموعات من قبل دول العالم لتجاوز المحنة.
هل تم التطرق الى وضع الاقليات في هذه المناقشات؟
- ليس بشكل محدد. ولكن طرح هذا عن طريق اعطاء الرسالة الى مفوضية اللاجئين ، ونستطيع القول لا اكثر من هذا ولا احد قد طرح هذه المشكلة. وانا التقيت مع الساسة الاميريكان في السويد وواشنطن ، والتقيت بوزراء من العراق وبالذات ما يتعلق بهذه المشكلة اي وضع المسيحيين هناك. والتقيت بممثلي العراق ويقولون ان الوضع الحالي هو السائد لكل العراقيين. ولكن الصورة التي امتلكها هنا من خلال ساكني سوديرتاليا، فان وضع الاقلية المسيحية هناك هو اسوأ بكثير.
هل التقيت باعضاء الوفد العراقي؟
- لا. لم تكن هناك امكانية اللقاء بهم في الجلسة ولكننا استطعنا السماع اليهم عندما كانوا يتحدثون في المؤتمر ، ولكن لم يكن لدينا حوارات مباشرة معهم بهذا الشكل.
هل كان اسلوبهم عند وصف المسألة متفق من قبل المشاركين الاخرين؟
- المشاركون لهم جهل كبير بخصوص الاقليات و كان الحديث بشكل عام عن العراق ، ولا يرون انه توجد مجموعات كالمسيحين الذين يعانون بشكل خاص.
هل تحدثت انت عن ذلك؟
- تحدثت في جلسة خاصة والتي حضرها العمداء (مسؤولي المحافظات) ومن ضمنهم كان محافظ دمشق و عمان ووقتها تحدثت عن الوضع الخاص للاقليات.
كيف توصف لقائك مع انتونيو غوتيريس ؟
- التقيت معه عدة مرات وفي احد المرات كان لقائنا اطول. وكان له معرفة تامة عن السويد وسوديرتيليا وان الكثيرين من العراقيين الذين اتوا الى هنا. وادهشني نوعا ما عن معلوماته الواسعة حول السويد واستقبالها اللاجئين العراقيين ، ومعرفته عن الوضع المتميز في سوديرتاليا.
لديه اصدقاء كثيرون من السويد عندما كان نشط سياسيا كاينغفر كارلسون ويورن بيرسون والسياسيين الاخرين من الحزب الاشتراكي الذين له معرفة بهم. ولكن نحن تحدثنا عن الوضع في سودرتاليا وكذلك عن لقائنا مع ممثلي الجمعيات والكنائس وجمعنا ارائهم ، وتحدثنا ايضا حول المسيحيين الذين يريدون بالذات القدوم الى سوديرتاليا وقلت له انه من خلال احاديث اللاجئين سمعت الكثير عن ملاحقتهم.
هل كان لديه فكرة عن وضع المسيحيين في العراق؟
- نستطيع القول نعم ، ولديه المعلومات ولكن لا توجد عنده حلول معينة. ونحن قد اوصلنا هذا الموضوع اليه وانا مقتنع سوف يتصل بي عندما يقرآ التقرير الذي قدمناه ويراجع الموضوع مع زملائه.
والان تعرضت كنيستين في الموصل الى انفجار، وفي الاسبوع الماضي قتل شخصان وفجر منزل مسيحي اخر وهذه الحالة مستمرة. ما هو الحل برأيك وما يجب عمله لوقف هذه الهجمات؟
- انا اظن ان من المهم اللجوء الى الصحافة بكل اشكالها والتحدث عن ذلك وخاصة عن وضع المسيحيين. وشيء اخر ممكن التفكير به هو جعل الكنيسة السويدية اكثر اهتماما، حيث ان المسيحيين المتواجدين في السويد وسوديرتاليا بحاجة الى مساعدة متعددة الجوانب واصوات قوية لايصال صوتهم بشأن هذه المسألة. حسب تصوراتي عندما التقي بالممثليين الدوليين اشعر ان المشكلة نوعا ما غير معروفة لديهم ، ومفوضية اللاجئيين لها معرفة ولكنهم يعتبرونها كمشكلة عامة لكل العراقيين. ولا يرون ان هنالك مشكلة خاصة بالمجموعة المسيحيية وهي مستهدفة بوجه خاص .ان هذا الموضوع مهم اثارته والحديث عنه ولا اعتقد احدا يفعل ذلك. وانا احاول عمل ذلك ، ولكنه غير كافي ، وهنالك حاجة الى تفعيل الامكانيات الاخرى وعلى المسيحيين طلب المساعدة من الكنيسة السويدية ورئيس الاساقفة لإثارة المسألة.
في الرسالة مكتوب كانت هنالك مطالبة من الامم المتحدة بالشروع باجراء تحقيق فيما اذا كان المسيحيين والمندائيين قد تعرضوا للتطهير العرقي، ماذا تعتقد انت شخصيا؟ وكيف باستطاعتنا متابعة القضية؟
- تصوراتي كلها بنيت على الاحاديث التي سمعتها من الناس الذين لجأوا الى سوديرتاليا. والصورة المتواجدة عندي هي ان المسيحيين والمندائيين مستهدفون فعلا ولهم وضع صعب في العراق. وهذا من الطبيعي يجب التحقق منه ، ولكن علينا ان نخطوا الى الامام و نعمل من اجل ان تكون حماية للاقليات في العراق.
هل تريد ان تقول شيئا حول وضع طالبي اللجوء العراقيين المتواجدين في السويد ؟
- اني افهم بشكل كامل اسباب الهروب. ولكن لا انا ولا بلدية سوديرتاليا تستطيع ان تؤثرعلى عملية الحصول على الاقامة. والان مصلحة الهجرة تقوم باعادة النظر لوضع المسيحيين وتقييمي بانهم سيعطون حماية اكثر للمسيحيين المستهدفين وستمنح الاقامة لمعظمهم . وفي الاسبوع الاخير قد وصلت مصلحة الهجرة الى مرحلة حاسمة لمعالجة المشكلة محليا. من المهم ان يحصل العراقيين والمسيحيين العراقيين على حماية ولكن يجب على المدن والبلديات ان تفتح ابوابها وتعطي لهم الامكانية للسكن فيها. الوضع الحالي في سوديرتاليا مزدحم وهناك حالة من الفوضى في البلدية ومن الصعوبة ان يحصل الشباب والاطفال على اماكن في المدارس ولا ننكر اننا نعاني من مشكلة وهي صعوبة الحصول على العمل هنا.
علينا ان نشكرك ونشكر البقية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي عملوا من اجل الاعتراف بالابادة الجماعية ،أليس غريبا ان هذا يحصل مرة اخرى والدول لحد الان لم تعترف بالابادة الجماعية الاولى ؟
- للاسف ، بين الحين والاخر وفي بلدان مختلفة تتعرض للملاحقة وبالاخص المسيحيين ملاحقون. في بعض الدول يتعرض الانسان لملاحقة لاسباب اخرى. ولكن من الواضح ان مايحدث الان بشكل او باخر فهو ابادة جماعية. وانتم بحاجة الى منظمات دولية كالامم المتحدة والدول الاوروبية ان تثير وتحقق بهذه المسألة.
ماذا تريد ان تقول الى قراء عنكاوة دوت كوم؟
- اعتقد انها مبادرة جيدة ان تقوم عنكاوة دوت كوم بجمع وجهات النظر ومساعدتنا في ان تقديم الرسالة. انا سأتصل بكم في حالة اذا استجابت المفوضية العليا لللاجئيين التابعة للامم المتحدة عليها، واعتقد انهم سيفعلون ذلك. واوعدكم باخباركم حال وصول ذلك؟
شكرا لك اندرس لاغو
اجري اللقاء بتاريخ 15 كانون الاول 2009
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية