ادورد ميرزا
منذ انتهاء الانتخابات قبل حوالي اربعة اشهر والاجتماعات والحوارات ما زالت قائمة بين الكتل الفائزة وذلك لغرض التوصل الى اتفاقات حول تشكيل الحكومة وتسمية الرئاسات الثلاث والتي ينتظرها العراقيون بفارغ الصبر حيث يأملون منها ان تقودهم الى بر السلام بعد ان عانوا وعلى مر الزمن من العنف الطائفي والحكم الدكتاتوري , ولكن ولحد هذه اللحظة لم تتوقف الاجتماعات ولا اللقاءات ولم يتحقق اي شئ , لا بل اضيف لها زيارات وفود من مختلف الكتل لدول الجوار طلبا للمساعدة , ان ما اريد الاشارة اليه هو ما نشاهده على شاشات الفضائيات حيث الوجوه المبتسمة وتبادل الضحكات خلال الاجتماعات واللقاءات التي يتبادلها رؤساء الكتل وغيرهم من المسؤولين , ابتساماتهم وضحكاتهم تشير لنا وكأن الموضوع بسيط قد حسم , الا اننا في اليوم التالي يفاجئنا الاعلام بان المجتمعون المبتسمون ما زالوا غير متفقين , اذن لماذا كل هذه الابتسمات والضحكات والانشراحات ما دمتم غير متفقين ...يتسائل العراقيين ؟, ثم لماذا استمرار هذا الاسلوب في التعامل مع الناس , وهل ان الظهور امام الكامرة وبهذا الشكل الهادئ والمريح يوحي بزوال المشكلة ام انه تلاعب بمشاعر واحاسيس العراقيين ..كما يرى البعض , يقينا ان من يشاهد ابتسامات قادة ورؤساء الكتل والاحزاب خلال لقاءاتهم التشاورية سيتبادر الى ذهنه فورا ان العراق وشعب العراق في بحبوحة من الأمن والرخاء والاستقرار .
اما الحقيقة على الارض فانها غير ذلك حيث ان مؤسسات الدولة العراقية ما زالت غير كفوءة وما زال الفساد المالي والاداري ينتشر ويتوسع , كما ان شعب العراق بكل اطيافه الدينية والقومية ما زال يعاني من اعمال العنف والبطالة ونقص الخدمات بكل اشكالها , فعلى المجتمعين ان يبحثوا في كيفية اعادة الأمن وتوفير الخدمات قبل البحث عن المناصب, فالبسمة والارتياح لا تُرسم على الوجوه الا بعد ترسيخ القانون والقضاء على الفساد واستتباب الأمن المفقود في كل مكان , فمن يريد ان يرسم البسمة الحقيقية على وجهه ...عليه اسعاد شعبه , فالابتسامة...هي وجه الجمال...ووجه الخير ودليل السعادة والاطمئنان ..هكذا وصفها الأشوريون والكلدانيون والآراميون القدامى سكان ما بين النهرين قبل حوالي سبعة الاف سنة, فالوجه الجميل ان صدقت ابتسامته , سيكون بمقدور صاحبه تحقيق المعجزات ..فقليلا من مراعاة مشاعر الناس ايها المتحاورون .