ان نجاح السياحة البيئية المستدامة يرتبط بما نسميه بالقدرة الاستيعابية للعمليات السياحية الذي يتمثل في أعداد السائحين وأنماط الزيارات اليومية وما يقومون به من أنشطة لأن البيئة تتعرض إلى تغيرات نتيجة بعض التأثيرات السلبيات نذكر منها ما يلي:
1. تقوم المركبات ذات المحركات بتدمير البيئة الفطرية وجمالياتها وتؤثر علي البيئه التاريخية والاثار.
2. المنشات السياحية التي لا تلتزم بنظم الإدارة البيئية السليمة.
3. تدفق السياح بأعداد كبيرة وغير مخططة مما يخرب الاثار التاريخية.
4. غياب التنمية المستدامة يجعل الاثار الايجابية للسياحة مؤقتة وتعقبها أثار سلبية علي المدي البعيد.
5. الزيادة في المخلفات الصلبة والصرف الصحي غير المعالج في البحار ومصبات المياه الطبيعية مع ارتفاع نسبة تلوث الهواء.
بعض الأمثلة على آثار السياحة السلبية على البيئة: -
1- في نيبال يستهلك السائح نحو ستة كيلو غرامات من الحطب يوميا من أجل التدفئة، في بلد يفتقر إلى مصادر الطاقة.
2- في مصر يستهلك فندقا كبيرا من الطاقة الكهربائية بمقدار يعادل ما تستهلكه نحو 3600 أسرة متوسطة الدخل.
3- في جزر البحر الكاريبي تقوم السفن السياحية بإلقاء نحو 70.000 طن من المخلفات سنويا في البحر.
4- في الأردن يستهلك فندقا كبيرا من الماء بمقدار ما تستهلكه نحو 300 أسرة متوسطة الحجم والدخل، في بلد يعاني من شح في موارده المائية.
5- في المناطق السياحية والمطارات يساعد النقل الجوي على رفع درجة حرارة الهواء بنسبة 4%.
6-في منطقة عسير بالسعودية تناقصت أعداد النمور نتيجة الصيد وازدياد أعداد الزائرين للمنطقة، مما أدى إلى تزايد أعداد القردة والسعادين في المنطقة.
وإذا انتقلنا بهذا المفهوم إلى مساحة الوطن العربي فإننا نلاحظ:
أولاً: المساحات الصحراوية تغطي الجانب الأكبر من مساحة الوطن العربي.
ثانياً: الموقع الجغرافي العربي منح الخريطة العربية منافذ بحرية شاسعة فإقليمياً تطل على المحيطين الاطلسي غرباً والهندي جنوباً وعلى ثلاثة بحار رئيسية هي المتوسط والأحمر وبحر العرب جنوباً، مما يعني تمتع بلدان الوطن العربي بإمكانات سياحية بحرية هائلة وفرتها الشواطئ الرملية النظيفة الشاسعة والممرات البحرية الاستراتيجية كقناة السويس ومضايق باب المندب وهرمز وجبل طارق وهذا يقود بالتالي إلى ضرورة الاهتمام بسلامة هذه البيئة البحرية التي تشكل مقاصد سياحية مهمة وتشكل في الوقت نفسه ملاذاً لآلاف الأنواع من الكائنات البحرية ونباتات الشواطئ بالإضافة إلى «المشاهد الطبيعية» التي تعتبر ركناً بيئياً طبيعياً ينبغي حمايتها من زحف العمران وزحف الاستثمار السياحي الضار بالبيئة بل ويجب تطويع مشاريع الاستثمار السياحي لتتلاءم جمالياً وبيئياً مع البيئة المحيطة الأمر الذي يضاعف من متعة وفائدة السياحة ويحمي تلك المشاهد ويحمي آلاف الكائنات والمكونات البحرية.
الاهتمام العربى بالسياحة البيئية علي النحو التالي:
-ان معظم الدول العربية تعاني بدرجات متفاوتة من تدهور الموارد وارتفاع معدلات التلوث وتتأثر بذلك الحالة الصحية للمواطنين، فقد صاحبت عملية النمو ظواهر سلبية متعددة، أبرزها في المدن، الضغط على المرافق العامة وقصورها في كثير من الأحيان عن تلبية الاحتياجات الأساسية للمواطنين، وخصوصاً في مجالات توفير مياه الشرب والصرف الصحي والتخلص من المخلفات وكفاءة وسائل النقل العام وازدياد أعداد المركبات واختناقات المرور وانتشار الضوضاء وتلوث الهواء وتلوث الغذاء ويقتضي الأمر تضافر الجهود العربية والإقليمية والدولية للأخذ بالسياسات والخطط والبرامج والأساليب السليمة لتحسين نوعية البيئة وضمان الاستخدام الأمثل للموارد بما يحقق الظروف الصحية والنفسية والبيئية والمعيشية الملائمة للمواطن العربي ويتطلب ذلك:
1• إعداد وتنفيذ خطط العمل الوطنية لصحة البيئة التي تنسجم مع الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والعمل على وضعها قيد التنفيذ الفعال من خلال التعاون النشيط بين القطاعات الوطنية المعنية.
2• الاهتمام بأن تضمن الاعتبارات الصحية في التقييم البيئي للمشروعات التنموية المختلفة.
3• تضافر الجهود بين مختلف الجهات الوطنية المعنية لوضع وتنفيذ الخطط للحد من الضوضاء وتأثيراتها الضارة على الصحة.
4• الارتقاء بمستوى خدمات صحة البيئة وأحوالها في المدن والقرى العربية في نطاق أسلوب متكامل لإدارة صحة البيئة. • تحقيق الإدارة البيئية السليمة للمخلفات الصلبة من خلال التداول الآمن للمخلفات. • زيادة كفاءة وسائل شبكات النقل وتحسين أنواع الوقود والتحول لاستخدام وسائل النقل ذات الأثر الأقل على البيئة. 5• استخدام معدات التحكم في التلوث الصناعي واتباع أنظمة الرقابة والرصد الفعال لمصادر التلوث.
6• وضع الأجهزة الفعالة لرقابة تلوث الغذاء وتشجيع إنشاء الجمعيات الأهلية لحماية المستهلك.
7• معالجة مخلفات الصرف الصحي والصناعي والزراعي قبل إعادة استخدامها وتطوير البحوث العلمية المتعلقة بموضوع البحث.
8• ترشيد استخدام المبيدات وتشجيع استخدام المقاومة الحيوية وكذلك المقاومة المتكاملة لمكافحة الآفات والتوسع في البحوث الزراعية الخاصة باستخدام الهندسة الوراثية لنقل بعض الصفات الخاصة إلى النباتات لمقاومة الأمراض.
9• رصد وحصر كميات الملوثات العضوية الثابتة المحظور استخدامها والتخلص الآمن منها بالاستفادة مما تتيحه المنظمات الدولية من إمكانات.
10• إعادة النظر في التصريح باستخدام بعض المنتجات الصناعية الخطيرة على الصحة.
11• استكمال التشريعات البيئية الوطنية لضمان صحة الإنسان والبيئة.
12• الاهتمام بالتربية البيئية ودمج الأبعاد البيئية والصحية في المواد التعليمية في مراحل التعليم المختلفة وتوعية وتثقيف المواطنين للحد من التدهور وحماية البيئة من التلوث.
13• أهمية برامج محو الأمية وخاصة في المناطق الريفية، في زيادة الوعي بقضايا البيئة والسلوكيات الرشيدة.
14• تفعيل دور المنظمات غير الحكومية في نشر التوعية والتثقيف الصحي والبيئي وتشجيع المواطنين على المشاركة الفعالة في حماية البيئة ووقاية أنفسهم. 15• دعوة الدول العربية لتبادل الخبرة والاستفادة مما توفره المنظمات العربية والإقليمية والدولية من إمكانات وخبرة فنية وخاصة في مجال الإرشاد والتدريب.
16• دعم وتطوير التعاون بين المنظمات العربية والإقليمية والدولية لمواجهة التحديات الصحية والبيئية المتزايدة وخاصة في مجال إعداد الدراسات والبحوث وتنظيم الحلقات الدراسية والتدريبية. ولقد وضعت الكثير من دول العالم مبادئ عدة للسياحة البيئية وشروطاً لممارستها منها:
17• توفر مراكز دخول محددة تزود السائح بالمعلومات اللازمة عن منطقة السياحة من خلال المجتمع المحلي للمنطقة.
18• إدارة سليمة للموارد الطبيعية والتنوع الحيوي بطرق مستدامة بيئيا.
19• وضع قوانين صارمة وفاعلة لاستيعاب أعداد السياح وحمايتهم وحماية المواقع البيئية في نفس الوقت.
20• دمج سكان المجتمع المحلي وتوعيتهم وتثقيفهم بيئيا وسياحيا، وتوفير مشاريع اقتصادية للدخل من خلال تطوير صناعات سياحية وتحسين ظروف معيشتهم.
21• التعاون من أجل إنجاح السياحة البيئية بتعاون مختلف القطاعات المختصة بالسياحة والبيئة معا.