بعد يوم من اعترافها بقتل 9 مدنيين عراقيين «دفاعاً عن النفس» ... قوات أميركية تقتل 4 من عائلة واحدة «عن طريق الخطأ»
بغداد، تكريت، الطارمية الحياة - 06/02/08//
قتل الجيش الاميركي عائلة مكونة من أب وزوجته وابنه وابنته «عن طريق الخطأ» في عملية دهم فجر الثلثاء شرق تكريت، كبرى مدن محافظة صلاح الدين، بعد يوم من اعلانه مقتل تسعة مدنيين عراقيين بينهم طفل عن طريق الخطأ اثناء عملية ضد مسلحين في تنظيم «القاعدة» جنوب بغداد.
وروى محمد حمد شهاب، وهو من اهالي منطقة الدور التي تبعد 15 كلم جنوب تكريت (180 كم شمال بغداد ان «قوات اميركية داهمت فجر الثلثاء منزل اخي علي حمد شهاب (51 عاماً) وأطلقت النار على العائلة، وهم جميعا نيام، وقتلت اخي وهو في فراشه اضافة الى زوجته نعيمة علي سليمان (42 عاماً) وابنه ضياء (19 عاماً)، واصيبت اثنتان من بناته واحدة توفيت بعد نقلها الى قاعدة البكر للعلاج».
وأضاف ان «العائلة بأجمعها قتلت باستثناء بنت واحدة وهي الآن مصابة بجروح خطيرة في المستشفى. ولم يسلم الا ولد واحد عمره ست سنوات».
واظهرت صور التقطها مصور «رويترز» تعرض المنزل لطلقات نارية كثيفة كانت آثارها واضحة على الجدران والابواب وزجاج النوافذ. كما اظهرت بقعاً كبيرة من الدم على الفراش الذي كان يستخدمه الضحايا اضافة الى بقايا أعيرة نارية تناثرت على الارض. وحمل شقيق الضحية الادارة الاميركية مسؤولية الحادث ووصفه بأنه «عمل اجرامي شائن ان تقتل امرأة في فراشها».
واعترف الجيش الأميركي بالحادث مشيراً الى ان احدى دورياته قتلت «دفاعاً عن النفس» رجلين وامرأة واصابت طفلة عن طريق الخطأ بعد تعرضها الى اطلاق نار اثناء عملية دهم فجر الثلثاء شرق تكريت.
ونقل البيان عن الناطق العسكري اللفتنانت مايكل ستريت قوله ان «القوة تعرضت الى اطلاق نار من اسلحة خفيفة لدى دهم منزل بناء على معلومات استخباراتية (...) فرد الجنود على النيران دفاعا عن النفس، ما اسفر عن مقتل رجلين وامرأة واصابة طفلة». واضاف ان «الجيش الاميركي يأسف لمقتل مدنيين ابرياء واصابة الفتاة التي تتلقى العلاج في وحدة طبية تابعة لقوات التحالف».
بدوره، اكد مصدر في الشرطة العراقية ان «القوات الاميركية قتلت فجر الثلثاء ثلاثة اشخاص من اسرة مزارع في الحي العسكري في قضاء الدور التي تبعد 15 كلم جنوب تكريت (180 كم شمال بغداد)». واضاف ان «الجنود قتلوا علي حمد الاطرش وزوجته ونجله في العشرين من العمر واصابوا ابنته بجروح بالغة ونقلوها للعلاج».
ويأتي الحادث بعد يوم من اعلان الجيش الاميركي مقتل تسعة مدنيين عراقيين بينهم طفل عن طريق الخطأ اثناء عملية ضد مسلحين في تنظيم «القاعدة» جنوب بغداد.
وسبب قتل الجنود الاميركيين مدنيين عراقيين توتراً في العلاقات بين بغداد وواشنطن. ويتهم مراقبون القوات الاميركية بأنها عادة ما تطلق النار على المقاتلين من دون توخي الحرص اللازم لتحديد ما اذا كان هناك أحد غيرهم في المنطقة، بينما يزعم الجيش الاميركي ان المقاتلين عادة ما يتعمدون استخدام المدنيين كدروع في مواجهة القوات الاميركية المهاجمة.
الى ذلك، اعلنت الشرطة العراقية في الطارمية (شمال) مقتل ثمانية على الاقل من عناصر احد «مجالس الصحوة» الذين يحاربون تنظيم «القاعدة» في تفجير انتحاري أمس بواسطة حزام ناسف قرب بلدة التاجي، شمال بغداد.
وقال ضابط شرطة رفض الكشف عن اسمه ان «انتحاريا يرتدي حزاما ناسفا فجر نفسه وسط مقاتلي مجلس الصحوة في قرية عواد (شمال التاجي) ما اسفر عن مقتل ثمانية منهم على الاقل واصابة اخرين».
واضاف ان «الانتحاري كان يستهدف مقر الشيخ شذر العبيدي قائد صحوة شمال بغداد، لكنه لم يتمكن من الوصول اليه».
وكان الجيش الاميركي أعلن مساء اول من أمس في بيان مقتل 15 مسلحاً من تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين في عملية شنها الاثنين على مخبأ مفترض لاحد قياديي التنظيم في مدينة الخالص في محافظة ديالى على بعد ستين كلم شمال بغداد.
الى ذلك، أشادت الحكومة العراقية بتعاون المواطنين مع الاجهزة الامنية في الكشف عن مخابئ المسلحين وافشال مخططاتهم مؤكدة ان «تعاون المواطنين مع فرق الجيش والشرطة اسهم بشكل كبير في انخفاض العمليات الارهابية في بغداد».
وقال الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ في بيان ان «مستوى العمليات المسلحة واعمال العنف انخفض بنسبة كبيرة نتيجة تنامي الاجهزة الامنية وفاعليتها» واوضح ان «انخفاض مستوى العنف في بغداد يرجع الى تعاون المواطنين بالدرجة الاولى وتنامي الاجهزة الامنية وجاهزيتها في مهاجمة مخابئ المسلحين ومنعهم من تنفيذ مخططاتهم واعمالهم المسلحة». وأوضح ان «عدد القتلى في بغداد انخفض من 958 شخصاً خلال شهر كانون الثاني (يناير) عام 2007 الى 16 قتيلاً من الشهر نفسه خلال العام الحالي» كما «تدنت ايضاً نسب الهجمات بالسيارات المفخخة من 50 سيارة الى 7 سيارات فقط. وانخفضت اعداد الجرحى من 2200 الى 50 جريحاً فقط» وزاد ان «اعداد الجثث المجهولة الهوية ايضا انخفضت عن معدلاتها السابقة.
Stockholm...Erbil...Ankawa