رسالة الى جورج بوش لحل الازمة الامنية بجدية في العراق
بقلم : سيروان شابي بهنان
مادام آمن وسلامة العراق قد اصبح محط الرهان بين أمريكا وقوات متعددة الجنسية من جهة وايران وحلفائها من جهة اخرى وعامل الزمن أخذ يراهن على ذلك, فأن كل الخيارات الفكرية أصبحت متاحة أمام المفكريين العراقيين من أجل ايجاد المنفذ للاخراج بلدنا العزيز العراق من هذا المأزق القاتل.
تعد الازمة الامنية السبب الرئيسي لتأخر العراق وتفاقم كل الازمات الاخرى فيه أبتداء من الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية منذ سقوط بغداد عام 2003 على أيدي قواتكم العسكرية, وان العراق كبلد سوف لن يستطيع الشروع بعملية التنمية والتطوير من دون تثبيت ركائز الامن القوي فيه, أي من دون تحقيق حالة أمنية مستقرة لا يوجد أي خطوة نحو ما يسمى عراق واحد متطور ولا يمكن الشروع بتطوير العراق من دون حل المشكلة الامنية فيه التي باتت تهدد كيان العراق كدولة مستقلة برمته.
سيادة الرئيس جورج بوش:
قبل أيام زار السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الجارة ايران وقد نقلت قناة الجزيرة نيت عبرى صحيفة الانترنيت بتأريخ 20070809 خبر حول الزيارة يقول
قالت ايران ان طريق الاستقرار في العراق يمر عبر انسحاب أميركي , وهو انسحاب لا يرغب فيه تحديدا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي جاء اليها بحثا عن الدعم السياسي والاقتصادي , وقالت ايران انها جاهزة لتقديمه. وأنهى المالكي زيارة يومين الى طهران _الثانية خلال عام تقريبا _التقى خلالها مسؤولين رفيعين بينهم الرئيس أحمدي نجاد ونائبه برويز داوودي ورئيس مجلس الامن القومي علي لاريجاني, لكن دون ان يعرف ان كان التقى مرشد الثورة علي خامينئي. وقال داوودي ان أمن العراق من أمن ايران واستعادته يتوقف على خروج المحتلين وعدم التدخل في شؤون العراق, وقدرة حكومة المالكي. وشكر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لايران دورها في تعزيز أمن العراق, وأبدى أمله في تنفيذ كل الاتفاقيات الثنائية قريبا وبينها اتفاقيات في التعليم والتعاون الصناعي واقامة خط نفطي بين البصرة في العراق وميناء عبدان, وقعت في نوفمبر/ تشرين الماضي.)
سيادة الرئيس جورج بوش ان رسالة حكام ايران كانت واضحة جدا الى رئيس الوزراء العراقي خلاصتها لا استقرار ولا آمان سوف يتحقق في العراق طالما بقت قواتكم العسكرية(الامريكية) في العراق موجودة أي ان استقرار العراق وأمنه وفق النهج الايراني بات مرهون برحيل قواتكم العسكرية من العراق لا وبل وعد الحكام الايرانيون بتقديم كل الدعم للعراق وسوف يجعلون العراق جنة ايرانية ثانية بعد جنة جمهورية ايران الاسلامية.
في حين دعى اليوم 200708013 الاستاذ عدنان الديليمي ومن خلال نفس القناة الاخبارية الجزيرة نيت وهو احد الاعضاء البارزين في كتلة التوافق السنية المنسحبة من حكومة نوري المالكي بتأريخ 20070801 وهو أيضا احد الناطقين الرئيسين بأسم هيئة العلماء السنة لاخوتنا العرب في العراق يقول ان السيطرة الايرانية باتت شبه نهائية على العاصمة العراقية بغداد وهو يدعوا القادة العرب في الوطن العربي للوقوف بوجه المد الفارسي الخطير اذ اخذ يفرض سيطرته النهائية على بغداد.
سيادة الرئيس جورج بوش ان قواتكم العسكرية الامريكية الموجودة حاليا في العراق تؤكد من خلال استعراضاتها الدورية الميدانية اليومية تقريبا في مدن وسط وجنوب العراق الى كافة وسائل الاعلام عن ضبطها لكميات كبيرة من الاسلحة وبمختلف الاحجام قد تم ظبطها في العراق قادمت من ايران وهي تستعمل وبشكل مباشر ضد قواتكم العسكرية وضد الشرطة العراقية وضد قوات الحرس الوطني العراقي ووفق هذا السيناريو سوف لن يتحقق الامن والاستقرار في العراق أبدا.
اذا وفق هذا العرض البسيط للمشكلة الامنية في العراق والتي هي ضحية أو نتيجة للصراع بينكم أقصد التحالف الامريكي ومشروعكم الديمقراطي ومحاولة تطبيقه في العراق من جهة ومحاولة أفشاله من قبل ايران وحلفائها من جهة اخرى وعلى حساب ارواح وموارد العراق التي تحرق وتهدر يوميا لا يسعني الا وان اقول لسيادتكم يا سيادة الرئيس جورج بوش انت ملزم بعقد قمة طارئة في البيت الابيض وليس في بغداد لحل المعضلة الامنية في العراق لانه لم يعد هناك اية جدوى من القمم المعقودة في الدول الجوار المتأمرة اصلا ضد العراق وشعبه وحريته وسيادته, ويجب ان تشارك في هذه القمة وفد رسمي من الحكومة الايرانية, زائدا وفد يمثل الاتلاف الشيعي في العراق زائدا وفد يمثل هيئة علماء السنة لاخوتنا من عرب العراق من أجل أعادة توزيع مراكز القوى بين الكتلتين الشيعية والسنية اللذان يمثلان ديموغرافيا الغالبية العظمى لسكان العراق هذا من جهة وطمئنة جمهورية ايران الاسلامية مستقبليا في عدم التعرض لها عسكريا من قبل قواتكم العسكرية الامريكية المتواجدة في العراق والخليج من جهة اخرى وبهذه الطريقة سوف نستطيع من الوصول الى منفذ للاخراج العراق من هذا المسلسل اليومي الدموي المؤلم الذي يعيشه العراق والا سوف يتحول موضوع أمن العراق وأستقراره الى واحدا من حكايات ألف ليلة و ليلة التي سوف لن تنتهي حلقاتها حتى رحيل اخر مواطن عراقي من العراق . فأسرع يا سيادة الرئيس جورج بوش الى التحضير لعقد هذه القمة لانقاذ ما يمكن انقاذه من الشعب العراقي المصلوب والله من وراء القصد
سيروان شابي بهنان
ماجستير آداب_جغرافيا
جامعة صلاح الدين _أربيل _العراق
نشرت في صفحة عينكاوة بتأريخ 20070813