غير متصل
بعد مضي خمسة سنوات على الاطاحة بالنظام الدكتاتوري في بغداد:
« في: الأمس في 05:12:21 pm »
Ankawa.com
تمر اليوم على العراقيين أينما كانوا في بقاع العالم الذكرى السنوية الخامسة المؤلمة للاحتلال الامريكي العسكري المباشر البغيض للعراق ففي التاسع من نيسان 2003 تم اسقاط الحكم الدكتاتوري الدموي في بغداد الذي اقام أنهر من الدماء على ارض العراق منذ سنة 1980 والى سنة 2003 وبعده بدأت الولايات المتحدة الامريكية بتطبيق عهدها الجديد منذ التاسع من نيسان 2003 ليكتمل ما هو مرسوم على جبين العراقيين لانه يبدو بما لا يقبل الشك انها هي هذه قسمتهم في الحياة بانوراما المسلسل الدموي في العراق لمدة لاتقل عن ثمانية وعشرين سنة وما زال الحبل على الجرار وهذا كله بسب مايملكه العراق من الكميات الكبيرة من الموارد المعدنية من النفط والغاز الطبيعي والكبريت والحديد ناهيك عن موارده الطبيعية الاخرى الهائلة التي لا تقل أهميتها عن الموارد المعدنية .
أسئلة محيرة كثيرة تتردد الى اذهان المثقفين والكتاب في عالمنا هذا حول الاضطرابات الكبرى التي تشهدها الساحة السياسية في هذا العالم سوى على المستوى المحلي أو الاقليمي أو العالمي وفق التحركات الامريكية أذ تشير مدلولات كثير ان أمريكا من خلال حلفها الناتو تحاول تقويض أو ان صح التعبير تقليص دور الامم المتحدة لا بل تهميشها على مستوى العالم ومن هذه الدلائل البسيطة نذكر على سبيل المثال أحتلال أفغانستان, أحتلال العراق أحتلال الخليج... خروج القضية الفلسطينية من اروقة الامم المتحدة والدخول في طاولة حلول الامم الامريكية المتحدة ...محاولتها استقطاب مايمكن استقطابه من الجمهوريات السوفيتي المتفككة من الاتحاد السوفيتي السابق كمحاولة ضم أوكرانيا الى حلف الناتو بالرغم من الاستهجان وغضب الجماهير الاوكرانية التي اقدمت على حرق العلم الامريكي ودمية لجورج بوش في تظاهرات جماهيرية كبيرة في كييف عاصمة اوكرانيا على اثر زيارة جورج بوش لها مؤخرا عارضا عليها دعوة الانظمام الى حلف الناتو الا ان الشعب الاوكراني حرق هذه الدعوة ورفض الترحيب بزيارة بوش, على اية حال هذه هي بعض المؤشرات التي يمكن قرائتها على الساحة السياسية الدولية كم يقول المثل الشعبي الشائع ( الظاهر لنا والخفي على الله ) أنه يبدو وبما لا يقبل الشك انه احتلال امريكي متأخر وتبديل الاحتلال من بريطاني الى امريكي والمحصلة واحدة احتلال وتفكيك العراق وليس تحرير كما يدعي جورج بوش وكما يذهب اليه غالبية الكتل السياسية المؤيدة لسياسته في العراق التي لم تعد بخفية حتى على اطفال العراق وهذا ما يهم العراقيين بكافة مللهم وأديانهم من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب.
أسقاط الطاغية صدام حسين في التاسع من النيسان 2003 كان بحق حدث كبير في العالم لم يكن يتوقعه الكثير من عامة الناس والسياسيين لا في البلدان العربية ولا على المستوى العالمي حتى للعراقيين جميعهم ولسبب واضح وبسيط يتمثل بمدى الخدمة الكبيرة التي قدمها صدام حسين الى الولايات المتحدة الامريكية والتي تتمثل في تسهيل قدوم الاساطيل الامريكية العسكرية الكبرى الى الخليج العربي والتي بدورها قلبت الاحتلال من بريطاني الى أمريكي مباشر للمنطقة ان ما قدمه الرئيس العراقي للامريكا كان كبيرا وثمينا الى ابعد ما يتصوره السياسيين وهذا ما يبرهنه شعور صدام حسين بالارتياح والامان لم سلمى الى القوات الامريكية عندما وقع في الاسر للاول مرة وهذا ما صرح به موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي من دون ذكر اي تحليل أي لماذا شعر صدام بالامان لم تم تسليمه الى القوات الامريكية!. اما فيما يخص التهديدات الفارغة التي كان صدام يطلقها بين الحين والاخر مهددا في خطاباته العنترية التي لا تقوي على تحريك ذبابة وليس قتل الذبابة منها بحرق العراق من بعده او تهديده بحرق أسرائيل ومحيها من الوجود في حالة شن امريكا الحرب على العراق ,ولكن الايام مضت ومضيها كان أسودا قاتما لمستقبل العراقيين الابرياء بكل ماتحمله الكلمة من معنى , العراق دمر والدكتاتور ولى الى مزبلة التأريخ وأسرائيل لم تحترق بل أحترق الشعب العراقي وشرد العراقيون بين دول العالم كمهاجريين ودمر وطنهم. ان مايحدث على ارض الواقع وطيلة خمس سنوات من الاباحة الامريكية للعراق والتعامل الفوقي او الاستعلائي مع سياسيي العراق , اي ان أمريكا تنفذ كل ما هي تعتزم القيام به مهما كانت النتائج من دون أدنى الحساب لرأي السياسين العراقيين وهذه هي المحصلة النهائية للسياسة الامريكية في العراق من قتل و دمار وأنقسامات طائفية خطيرة جدا بالشكل الذي لم يشهده العراق في تأريخه كله الى درجة حدة الامور بالريئس الوزراء العراقي الاستاذ نوري المالكي ان يصف تعامل الامريكان مع العراق(أنهم يتعاملون مع العراق وكأنه ضيعة من ضيعاتهم) لقد أندهشت كثيرا حينها على هذا الوصف للسيد رئيس الوزراء وقلت في نفسي يأستاذنا العزيز نوري المالكي ياريت لو كان الامريكان يتعاملون مع العراق كاحد ضيعاتهم , ان الضيعات الامريكية اكثر تطور وآمان وأزدهار أقتصادي من كل الدول الاوربية برمتها !!! أما العراق فيحترق يوما بعد يوم على أيدي الامريكان وأفعالهم.
المتن:
ان الحرب الامريكية على العراق كان تحت مبررات محدودة وواضحة وهذا ما وضحته الولايات المتحدة الامريكية في الامم المتحدة وكانت تتمثل ب (أولا تجريد العراق من أسلحة الدمار الشامل التي ادعت أمريكا على انها في حوزة المقبور صدام حسين بعد ان عجزة الامم المتحدة عمل ذلك او تحقيق ذلك فأرادة الولايات المتحدة الامريكية تحقيق هذا الشيء وهو أصلا غير موجود في العراق وهذا ما صرح به هانس بليكس كبير المفتشين عن أسلحة الدمار الشامل العراقية قبل اسابيع اذ قال ان مخابرات امريكا وبريطانيا قد بالغوا كثيرا فيما ذهبوا اليه بتقاريرهم الخاطئة والزائفة حول أسلحة الدمار الشامل. ان هذه التقارير الخاطئة في رأي الشخصي قد مهددت الطريق لامريكا ان تكمل ما مهده لها صدام حسين سابقا وهو احتلاله للكويت في الثاني من آب سنة 1990 , ثانيا تحرير العراق من سلطة الدكتاتور صدام حسين لكونه على حسب الادعاءات الامريكية له صلة بتنظيم القاعدة وهي الاخرى لم تثبت صحتها) هذه كانت اهداف امريكا من هذه العملية الكبرى أسمها أحتلال العراق وليس بناء عراق المؤسسات الديمقراطية ودولة الدستور والقانون وازدهار العراق التي اصبحت كليشة جميلة يتغنى بها اصدقاء امريكا في العراق لا بل حولت العراق وعلى حد وصف الاستاذ يونادم كنا النائب البرلماني العراقي في ندوته المشهورة في نادي أسيرسكا في 2007-11-18 في سودرتالية في ستوكهولم الى بلد تحكمه الحيتان الكبرى او صراع الحيتان الكبرى وهذا هو الواقع حاليا في العراق.
ثمت امور برزت الى الوجود على مستوى العراق كله من جراء الاحتلال الامريكي له في التاسع من نيسان 2003 والى يوما هذا يمكن تلخيصها كما يلي :
اولا القضاء على الامن والقانون بالشكل النهائي في العراق بالشكل الذي اسقط هيبة العراق كدولة ذو سيادة وقانون والامن والاستقرار في ربوعها.
ثانيا القضاء على ما كان سائدا في العراق من مبدأ وحدة الاراضي العراقية في دولة واحدة قبل الاحتلال الامريكي للمنطقة منذ 1991 وبالحدة التي بلغتها حاليا سوف لن تسمح للعراق مستقبلا من أن يضم كل محافظاته مرة اخرى في عراق واحد من الشمال الى الجنوب وفي حكومة دستورية واحدة فهذا الامر وفق هذه القراءات السياسية لم يعد الا مجرد حلم سوف لن يتحقق ابدا وفق ما هو قائم على أرض الواقع من سياسة التصفية الطائفية والعرقية السائدة في عراق اليوم ومع الاسف الشديد أمام محطة أنظار أمريكا والامم المتحدة التي لم تعد قادرة على فعل اية شيء في العراق غير تمنياتها بعودة الحياة الطبيعية الى العراقيين كاتمنيات البابا في دولة الفاتيكان لاحظ الى اي مدى وصل الاستهجان الدولي في التعامل بالقضية العراقية وهذا ليس من باب الاعتباطية في التعامل الدولي وانما ناتج بما لا يقبل أدنى شك من قبل الضغوطات الامريكية والاسرائيلية التي تمارس على الامم المتحدة والتي بدورها اسقطة الهيبة من الامم المتحدة لا بل اخذ المواطن الذي يقراء في السياسة ان اسرائيل وامريكا هم الامم المتحدة الفعلية على ارض الواقع والبقية هي الامم المتحدة الصورية أو الشكلية .
ثالثا أصبحت واردات العراق وبخاصة النفطية سهلة الحصول عليها ومصادرتها من العراق مقابل لقمة العيش فقط للعراقيين لا اكثر مما ادى الى تردي الاوضاع المعيشية في العراق وأرتفاع اسعار المشتقات النفطية في العراق بالشكل الذي يضاهي اسعارها في الاسواق العالمية وهذا بحد ذاته يعد كارثة ما من بعدها كارثة! في بلد غني بالنفط كالعراق.
ثمت امور اخرى توحي للمستقبل بان الاحتلال الامريكي للعراق سوف يستمر لسنين طويلة لا بل سوف تأخذ امريكا من التجربة العراقية وبهذه الوظعية الخطيرة كأداة حيوية وفعالة لتفزيع او ان صح التعبير ارعاب اي نظام وفي اي منطقة في العالم يفكر مستقبلا التصدي للمصالح الامريكية وكما فعل جاهل السياسة العراقية صدام حسين اي سوف يكون مصيره كمصير العراق ورئيس العراق. هناك امور اقتصادية نفذها الرئيس العراقي قد مست مصالح امريكا في الصميم وكانت منذ التسعينات منها ايقاف التصدير النفطي الى الولايات المتحدة الامريكية , وايقاف التعامل مع الدولار الامريكي الذي هو الاخر قد غزا العراق قبل الجندي الامريكي وايعازه بالتعامل مع اليورو(العملة الاوروبية المشتركة) الذي لم يكن يعرفه العراقيين لكونها عملة حديثة النشئة أنذاك فأن تصرفات صدام حسين هذه من جهة وتقربه الخطير من روسيا وفرنسا من جهة اخرى قد ارعب فعلا أمريكا فبدأت بأعداد الارضية اللازمة للاطاحة بصدام حسين وليس مسألة ديمقراطية العراق او اسلحة الدمار الشامل والا اين كانت امريكا واين كان موقعها من الاعراب عندما شن العراق بقيادة الدكتاتور صدام حرب ضرسة مع ايران لمدة ثمانية سنوات اين كانت امريكا عندما كان النظام الصدامي يستخدم الاسلحة الكمياوية ضد ابناء شعبه داخل العراق اين كانت امريكا عندما كان صدام يصادر ارواح الالاف الابرياء في مقابر جماعية منذ تسلمه السلطة في العراق ولحين اسقاط حكمه في التاسع من نيسان 2003 ام كان حينها صدام ونظامه ديمقراطيا في نظر أمريكا والامم المتحدة !!!.
الخلاصة : اذا كانت تبدو هذه هي المعطيات الحقيقية للتواجد الامريكي في العراق والتي لم تعد بأمر خفي حتى لدى العميان في العراق سؤال يتبادر الى الاذهان الم يحن الوقت للكتل السياسية العراقية والتي تتغنى ليلا ونهارا بحب الوطن وصيانة كرامة الشعب من ان تنظر الى موضوع الاحتلال الامريكي للعراق بجدية وحزم وبتكاتف كل الاحزاب ومن دون أستثناء أي حزب عراقي أذا كان قولا وفعلا عراقي وتهمه كرامة العراق كدولة مستقلة حرة أبية ذو السيادة الكاملة على ارضه للعمل سوية لوضع الامم المتحدة امام واجبها الفعلي تجاه قظية العراق من الاحتلال والذي يتمثل برسم خارطة الطريق لللانهاء الاحتلال الامريكي البغيض للعراق من خلال وضع جدول زمني واضح لسحب كافة القوات الامريكية من العراق واحلال قوات القبعة الخضراء التابع للامم المتحدة محلها وفي المناطق التي تتطلب ذلك وهذا وحده هو السبيل الكفيل لتحرير الفعلي للعراق والقضاء بالشكل النهائي على الارهاب والله الموفق.
سيروان شابي بهنان
باحث آكاديمي /ناشط قومي كلداني عراقي
مقيم حاليا في السويد
العنوان الالكتروني
Irakkaldean@hotmail.com www.irak.1talk.net 2008-04-09