المطران لويس ساكو / تكريمكم وسام على صدورنا
« في: اليوم في 02:19:57 am »
--------------------------------------------------------------------------------
المطران لويس ساكو / تكريمكم وسام على صدورنا
سميراسطيفو شبلاّ
قبل أيام عَبَرنا عن فرحتنا بتكريم الأستاذ المحامي زهير كاظم عبود من قبل إتحاد كتاب - السويد، وذلك لدوره وجهوده المتميزة في الكتابة والتأليف في الدفاع عن حقوق الإنسان، كل إنسان، مهما كان دينه ولونه وشكله، ومعالجاته الجادة في مكافحة الارهاب، وأكدنا أن تكريم أستاذنا "زهير" هو تكريم للعيش المشترك، هو إنتصار للكلمة الحرة الشريفة في كل مكان..........
واليوم يستلم مطراننا الجليل لويس ساكو جائزة لعمله الدؤوب والدفاع عن العيش المشترك، وهذه المرة أتت من إيطاليا، من مكان إستشهاد القديس بطرس، انه وسام لم يضع على صدر "ساكو" وحسب، بل وضع على صدورنا جميعاً، على جبين كل حر شريف، وناشط في الدفاع عن حقوق الإنسان، انه رسالة الى وجدان جميع رجال الدين من كل الأديان لكي يكونوا فوق كل مصلحة إن كانت شخصية أو مذهبية أو طائفية أو حتى دينية، ويكون الإنسان والمجتمع والشعب والوطن فوق كل اعتبار، منطلقين من العيش المشترك، من قبول الآخر والإعتراف به، ومن هنا نوجه ندائنا الى المؤتمر الاسلامي العالمي للحوار - السعودية، لكي ينظروا الى العالم كما هو اليوم، وليس كما كان قبل 15 قرناً، وليكن الغفران والسماح والتسامح ومن ثم المحبة تكون شعار الجميع مستقبلاً
لماذا الجليل ساكو بالذات؟ للجواب يمكننا الرجوع الى تاريخ "الإنسان لويس"، سوف نقدم بعض أو جزء من المعلومات التاريخية المثبتة بوثائق تاريخية وعملية جاءت ثمرتها هذا الوسام الذي لم يكن مفاجئة لمن يعرف الأسقف ساكو عن قرب! نعم نتباهى الى حد ننظر للأمام ورأسنا مرفوع للأعلى، وليكن "ساكو نموذجاً نحتذى به "كرَجُل العيش المشترك"، إذن الى الجواب على السؤال :
1- عند مناقشة الوضع الأمني في العراق بشكل عام وكركوك بشكل خاص، طُلِبَ من الأسقف مغادرة العراق ولو بشكل موقت فإنتفض وقال : "الراعي الصالح لا يترك قطيعه للذئاب"، وكرر الطلب وبدون تردد أجاب :"أموت مع أحبائي ولا أتركهم أبدا"، (معلومات تنشر لأول مرة)، من هنا جاءت دعوة سيادته عندما قال في مقابلته الأخيرة مع راديو الفاتيكان : عندما نصبح كهنة يعني ان حياتنا ليست لنا، لذا وجوب الحفاظ على القطيع، والا كيف نكون رسلاً وشهوداً؟
2- خلال عمله كأسقف كركوك كان فكره ووجدانه ينصب في كيفية الحفاظ على قطيعه وشعبه وذلك كونه لم يفرق بين إنسان وآخر، بين مسلم ومسيحي، وبين مسيحي ومسيحي والدليل تشكيل "مجلس مسيحي كركوك" الذي يضم كل الكنائس العاملة في كركوك بعيداً عن تدخل السياسة والسياسيين، وبين سني وشيعي والدليل هو تقديمهم المساعدات العينية والمادية للعوائل المتعففة للمسلمين قبل المسيحيين، وخاصة في موائد رمضان المبارك
3- انه رجل الحوار، ليس كونه أسقف على محافظة وحسب، بل كونه يمثل ثقافة الحوار بين الاديان بتكليف من قداسة البابا! وهكذا كان ومارس عملياً من خلال إجتماعاته ولقاءاته مع الأديان الأخرى للحفاظ على جميع مكونات شعبنا في هذه الظروف الصعبة والاستثنائية، إضافة الى لقاءاته وزياراته الخارجية لطرح قضية ومأساة شعبنا في المحافل الدولية
4 - ليس لديه رصيد في البنوك الداخلية والخارجية، الموجود هو لمشاريع الكنيسة ومساعدة الفقراء والمحتاجين، ليس بتوزيع المساعدات كما نوهنا فقط، بل من خلال إنشاء مشاريع علمية بحيث تتماشى مع روح العصر منها كمثال لا الحصر "إنشاء مركز للكومبيوتر" لمساعدة طلاب وطالبات الكليات والمعاهد والثانويات في تطوير قابلياتهم ومهاراتهم العلمية، من خلال متابعة تطور العلم والتكنلوجيا والاتصالات، وما توصلت اليه الشعوب المتقدمة والمتحضرة من مستجدات التي هي لصالح حقوق الإنسان وبقاءه وسعادته، وهذا ينطبق على معلمي ومعلمات التعليم والتثقيف المسيحي والأخويات وبرامجها التربوية والاجتماعية التي تصب في تطور الإنسان باتجاه الحفاظ على كرامته، يضاف اليها المشاريع الأخرى المتعددة،،،،،،
5- انه رَجُل المائدة المستديرة، يؤمن بالآخر "السني والشيعي واليزيدي واليهودي"، يعترف بكرامة الآخر كونها متساوية بين الجميع، ملتزم بروح الآباء بدليل تأليفه عدة كتب ومؤلفات تخص آباءنا العظام، وهو موضوع ومادة تدرس في كلية بابل للفلسفة واللاهوت، فما دام "رَجُل الحوار" إذن هو "المدافع عن"، عليه يكون تكريمه بسبب دفاعه عن حقوق الآخرين بمثابة وسام شرف لكل إنسان مؤمن بقضيته، ومهما كان هذا الإنسان
النتيجة : نحن أمام إنتماء ديني صميمي، أي الإيمان بأن الآخر يكملني، لأنه لا يوجد أحد يملك الحقيقة كلها، وانما جزءاً منها! لماذا؟ لأن هذه الحقيقة ليست محصورة في فكر واحد وانما في مجموعة من الأفكار، عليه تكون النتيجة ان الحقيقة لا يمكن ان تُسجَن داخل آية أو جملة أو فتوى أو دين،،،!! كيف لا؟ لأن الحياة ليست لون واحد، ولا فصل واحد "الشتاء فقط مثلاً" والا رجعنا الى طوفان عام، ولا تاريخ واحد - أمامنا تواريخ لشعوب متعددة وحضارات لأجناس متنوعة، امامنا خير وشر، حلو ومر، صيف وشتاء، اسود وابيض،،،،، لذا إنتصر العيش المشترك بتنوعه وتعدده بشخص سيدنا "لويس ساكو"
انه وسام على صدور الشرفاء أيها الأخ والصديق والأسقف والإنسان
shabasamir@yahoo.com