غة الصراخ ليست حضارية ولائقة للدفاع عن حقوق الكلدان يا حبيب تومي!
« في: الأمس في 10:49:27 am »
--------------------------------------------------------------------------------
لغة الصراخ ليست حضارية ولائقة للدفاع عن حقوق الكلدان يا حبيب تومي(تعليق سياسي):
الحقوق تنتنزع ولا تمنح بالصراخ والعويل لا بل بالنضال والتضحية ونكران الذات من اجل المباديء النبيلة يا حبيب تومي.
حقك الكلداني الذي تطالب به موجود يا سيد حبيب تومي في العراق وسوف يبقى الى ابد الدهور ولا يستطيع أحد في هذه الدنيا ان يحجبه عنك , ولكن أمامك اولا مهمة شاقة وطويلة وصعبة جدا وهي ان توقظ شعبك الكلداني من هذا النوم العميق ومن هذا السبات الذي طال عمره وشاخت القضية الكلدانية من ورائه.
الحقوق القومية المشروعة لا تمنح كثمن للصراخ والعويل أو النوح والبكاء كما ذهبت في عنوان مقالتك , وكما وضحه لك ايضا (وهو مشكور طبعا) الاستاذ سمير شبلا في مقالته بعنوان (الاخ حبيب تومي الصراخ لا يكفي) والذي نشرت في صفحة عنكاوا كوم بتأريخ 2008-06-18. عاشت يد الاستاذ شبلا ونفسه الحرة الكريمة النزيهة من وجهة نظري ولربما من وجهة نظر كل الاحرار والابرار من ابناء أمةكلدوآشور وأينما كانوا من بقاع أرض الله الواسعة . لقد وضع لك وللقراء الكرام الاستاذ القدير سمير شبلا النقاط على الحروف وبأسلوب سياسي وادبي قل نظيره في هذا العصر الرخيص الذي نعيش فيه. فاللاستاذ سمير شبلا اقول اننا بحاجة الى المزيد من هذه الكتابات من أجل توعية ابناء شعبنا سياسيا وقوميا كي يكونوا على بينة من الواقع المرير والمؤلم الذي تعيش به امة كلدوآشور منذ زوال صولجان الحكم من يد أبنائها والى اليوم .
كان هناك بعض الامور بودي لو تناولها الكاتب سمير شبلا في مقالته الا انه تغاضى عنها لربما ومن خلال أعتقادي الشخصي كي لا يجلب له التهمة ومن قبل الانفس الضعيفة بالموالاة الى الحركة الديمقراطية الاشورية بقيادة الاستاذ يونادم كنا لان اسقاط التهم ماهي الا بالامر اليسير عند هولاء الضعفاء المفلسين فكريا .
فهناك مسألتين في غاية الاهمية يجب ان يتوقف عندها كل ابناء شعبنا في ارض الوطن وبالتحديد الكلدانيين منهم وهي:
اولا التمثيل الكلداني في البرلمان سواء كان في بغداد ام في أربيل , كيف ومن يمثله؟
ثانيا كتلة الرافدين الانتخابية(بقيادة الاستاذ يونادم كنا) التي شاركت في الانتخابات السابقة وككتلة مستقلة صاحبة القرار معتمدة على ابناء شعبنا في الداخل والخارج .
قبل الخوض في هاتين النقطتين بودي ان اقول للسيد حبيب تومي (ان هناك امم عديدة في العراق كما تعلم من صغيرة وكبيرة من العرب والاكراد والتركمان والصابئة والشبك واليزدية و...الخ). كي تكون محسوب على ابناء أمتك الكلدوآشورية عليك ان تقر وتعترف علنا وامام كل أبناء شعبنا بأن لا مقعد يمثل هذه الامة الا المقعد المنتخب بصوت الشعب الكلدوآشوري وكما حصل عليه الاستاذ يونادم كنا في الانتخابات السابقة.
فالمقعد او المقاعد البرلمانية الكلدانية لو كانت عشرة مقاعد في أربيل ومثلها في بغداد فلا قيمة لها ان لم تكن نتيجة استحقاق أنتخابي يحصل عليها المرشح من خلال تصويت ابناء شعبنا له في الانتخابات الحرة النزيهة التي يطمح بها كل الشعب العراقي ومنه ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني , كي يكون ممثل المقعد البرلماني ممثلا حقيقيا لشعبنا ويكون في الوقت نفسه مسؤلا حرا لا تكبله اية قيود غير قيود تحكيم الضمير والوجدان أمام الله والقانون في تمثيل ابناء شعبه والدفاع عن حقوقه المشروعة وبرؤوس عالية وبعزيمة فولاذية وليس تمثيل الغنائم والمكاسب على حساب ملتنا المنكوبة التي اخذت اعدادها بالتآكل نتيجة هجرة اعداد كبيرة منهم الى خارج الوطن تحت وطأة الظروف القاسية التي مر بها العراق , اذ كنا وما زلنا لقمة سائغة تحت أنياب الارهاب المبرمج.
ثانيا كتلة الرافدين التي اود ان اتطرق اليها من خلال هذه المقال , بودي ان اطرح سؤالا بسيطا جدا على السيد حبيب تومي المنقهر اليوم جدا لهضم حقوقه الكلدانية في العراق!!! واعتقد جازما ان السيد حبيب تومي هو من اكثر الناس في امة الكلدان علما بجواب هذا السؤال وهو: لماذا لم يدخل الحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني الانتخابات بقائمة مستقلة بأسم معبر عن القضية القومية الكلدانية وبالشكل الصريح وكما تبتغيه اليوم وتطالب بحقك من خلال الصراخ اين حقي الكلداني!!!؟ ونحن في أول عرس ديمقراطي (الانتخابات), فحينها كان بالامكان حصد صوت كل الكلدان في العالم لا أردتم تفويت الفرصة على الاستاذ يونادم كنا لكنه حصد اصواتكم لان القائمة المستقلة (الرافدين) كانت هي الوحيدة في الانتخابات التي تمثل ابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني وبثقتها العالية بأبناء أمة كلدوآشور وعلى العكس تماما من موقف الحزب الكلداني!!!!.
لماذا لم يتجرأ السيد أبلحد أفرام ساوا وحزبه الضيق التمثيل الشعبي المحدود (الشعبية) ومع الاسف الشديد أقول هذه الكلمات متألما ومجروحا في القلب لانني يوما من الايام كنت أدافع عن القضية الكلدانية في الحقل الاكاديمي الذي كنت انتسب اليه, وكنت اعتبر أي القضية الكلدانية قضية شرف وكرامة يجب ان يتحلى بها كل كلداني ويجب ان تكون عنده فوق كل الاعتبارات مهما كانت النتيجة ومهما كانت العواقب . ولكن مع الاسف الشديد اقولها لاول مرة وبكل مرارة وبكل معنى الكلمة يا سيد حبيب تومي لقد أصطدمت بواقع مرير ومؤلم جدا الى غاية الدرجة بداية من الرأس (الكنيسة) والى عامة الشعب.تصور ياسيد حبيب تومي ان الاستاذ المشرف على اطروحتي (كلدان العراق دراسة جيوأثنوغرافيا ) قالها لي يوما وبالحرف الواحد منزعجا مني ومن كتاباتي (أنني مستعد ان أتي لك بمئة شخص من مدينتك عينكاوا ان يقولون نحن أكراد ولسنا كلداننا مثلما تدعي انت(يا سيروان شابي) انه كان يعتقد انني انافق عليه وعلى جامعة صلاح الدين عندما اذكر له في كتاباتي باننا كلدانيين على غرار ما كان يسمعه من الناس في عينكاوا( اذ كان الناس في عينكاوا يعتقدون انني أقصد من خلال اطروحتي (كلدان العراق) تشكيل جمهورية كلدانية في عينكاوا يكون رئيسها والدي الذي لا يجيد القراءة والكتابة!!!) لذلك كانوا يخبرون السيد المشرف بان مايقوله سيروان حول الشأن الكلداني ليس صحيحا وانهم اكراد وليسوا كلدان على حد زعمي في الاطروحة المسكينة التي رأت الويلات لا بل الويل الكبير الذي جناه صاحب المقال والاطروحة اذ ابعدت عن جامعة صلاح الدين واصبحت انسانا غير مرغوب به في الحقل الاكاديمي الجامعي في جامعة صلاح الدين(اذ كنت الاول على قسم الجغرافيا سنة 1994) بالرغم من احتجاجي الرسمي على هذا الموقف من خلال مذكرة كتبتها الى الاستاذ نيجيرفان البرزاني وقدمتها من خلال اتحاد الطلبة الى مكتب السيد علي عوني نعمت وكان مقرهم حينها مقابل (هولي زرد) في مدينة أربيل ولكن دون جدوى ودون جواب ودون نتيجة.
صحيح قلت ياسيد حبيب تومي حين ذكرت في مقالتك (ان الكلداني مع الكردي هو كرديا ومع العربي هو عربيا ومع اليزيد هو يزيديا) . ولكن الكلداني مع الكلدانيته هو كلداني ولكن بنسبة ضئيلة لا تتجاوز 5% ومع الاسف الشديد هذا هو الواقع المرير الذي يجب ان لا تغفله ولكن مرة أخرى لماذا هذا الواقع المؤلم؟ الذي جبر رئيس الحزب الكلداني ان يتحالف في الانتخابات مع التحلف الكردي وليس التحالف مع الشعب الكلداني؟ والجواب واضح وبوضوح الشمس أليس بسبب غياب الوعي القومي الكلداني لدى الكلدان ؟ بحيث اضعفت ثقة رئيس الحزب الكلداني السيد أبلحد افرام ساوا بشعبه الكلداني مما اضطر الى التحالف مع التحالف الكردي بغية ضمان مقعدا لحزبه في البرلمان.
فبدلا من لغة الصراخ والعويل التي تطالب بها شعبنا الكلداني لايصال حقوق الكلدان الى الرأي العام العالمي , ليتك قلت: (أننا سوف نناضل ونناضل من اجل بلوغ حقوقنا المشروعة من الان وليس غدا وان اليوم لآتي ومهما كان بعيدا ومهما طال بنا الزمن!! مستذكرا ببعض أبيات شعر المقاومة التي تلهب روح الحماسة لدى شعبنا الكلداني الخامد وكما قالها شاعر المقاومة أبراهيم طوقان: يا عدو الشمس لن أساوم
والى اخر نبضة في عروقي سأقاوم ).
كن على ثقة يا سيد حبيب تومي ان لغة الصراخ اين حقي الكلداني ليس من ورائها اية جدوى او طائلة وبخاصة من الدول المتجمدة كالنرويج والسويد بل عليك خوض النضال الحقيقي من على ارض الوطن لتحمل مشاق وألم هذا النضال الذي ينتظرك يا سيد حبيب تومي من اجل ايقاظ الشعور القومي الكلداني الحقيقي لدى ابناء شعبنا وبخاصة عندما تكون في وسط شعبك (لان الاخرين قد أخفقوا وكانوا في وسط شعبهم!!) فكيف يكون الحال معك وانت تصرخ من النرويج لاخراج شعبنا من هذه الغيبوبة(غياب الوعي القومي) الذي طال امده , وحينها سوف تجني العديد من المقاعد البرلمانية النزيهة والوفيرة العدد بما يكفي لتمثيل الحق الكلداني الغائب والله من وراء القصد.
سيروان شابي بهنان
باحث اكاديمي /مقيم في السويد
العنوان الالكتروني الشخصي
www.irak.1talk.net 2008-06-19