الدكتور عبد الحسين شعبان
في ندوة مركز »كارنيغي للشرق الأوسط«:
الاتفاقية العراقية ـ الأميركية قبول بالإكراه
نظم »مركز كارنيغي للشرق الاوسط« حلقة نقاش حول »الاتفاقية الامنية العراقية ـ الاميركية: دلالات ومعان«، تحدث فيها المفكر العراقي الدكتور عبد الحسين شعبان، بحضور رئيس المركز الدكتور بول سالم، القائم بالاعمال العراقي المنهل الصافي، ودبلوماسيين عرب وأجانب، ومفكرين عراقيين، وإعلاميين وباحثين لبنانيين وعرب
واعتبر شعبان ان الولايات المتحدة الاميركية ارادت من خلال هذه المعاهدة، الانتقال من الاحتلال العسكري للعراق، الى الاحتلال التعاقدي والتعاهدي، الذي يكرس هذا الاحتلال من الناحية العملية. وقد استعملت اسلوب التحذير والاكراه على المسؤولين العراقيين، لحثهم على توقيع الاتفاقية، محملة الحكومة العراقية عواقب عدم التوقيع والنتائج التي ستترتب عليه، معتبرا انه قبول بالاكراه والترهيب.
ولفت الى ان عدم توقيع الاتفاقية يعني بالنسبة الى واشنطن الانسحاب من العراق وانهيار استراتيجيتها في المنطقة برمتها، وبالتالي انتصار أعدائها، وهذا يعني اخفاق اميركا ليس فقط في العراق، بل في المنطقة ككل
وتحدث شعبان عن الميزان القانوني للمعاهدة العراقية ـ الاميركية، مؤكدا انه على الرغم من تباين وجهات النظر بين الديموقراطيين والجمهوريين بشأن الحرب والانسحاب الا انهما يتفقان على ضرورة عدم هزيمة الولايات المتحدة. مشيرا الى ان الموقف العراقي من الاتفاقية محكوم بثلاثة اتجاهات: الاول هو الرفض المطلق، والثاني هو قوى الممانعة تكتيكيا، والثالث يتمثل بموقف القيادات المؤيدة. معتبرا ان الاتفاقية احدثت شرخا كبيرا في الوضع العراقي. وأن كتلة المعارضة اتخذت طابعا جماهيريا حاشدا، في حين اكتنف الغموض عرض الاتفاقية على مجلس النواب.
ورأى ان الورقة العراقية كانت عاملا مساعدا، ان لم يكن اساسيا في فوز اوباما في الانتخابات الرئاسية الاميركية. معتبرا ان نجاح او فشل السياسة الاميركية في الشرق الاوسط، قد يتوقف على حل العقدة العراقية، علما ان الاتفاقية لقيت معارضة من بعض دول الجوار لا سيما ايران، على الرغم من كونها حليفة للحكم العراقي، الامر الذي يرتب اصطفافات جديدة واعادة النظر في بعض التحالفات.
واكد شعبان في نهاية الندوة ان الانسحاب الاميركي لن يتم من العراق في العام ٢٠١١ بحجة ان الجيش العراقي غير مؤهل لتسلم مقاليد الامن. متوقعا ان يتوسع الاعتراض والتحرك الشعبي الرافض للاتفاقية بعد التوقيع عليها.
جريدة السفير اللبنانية العدد رقم 11161 تاريخ 27/11/2008