لا تقولوا لشعبكم ايامكم سعيدة
سميراسطيفو شبلا
نعم ايها القادة الميدانيون اصحاب القرارت والمواقف التي لاتصب لصالح مصالح شعبكم العليا، وبالتالي لاتكون لصالح حزبكم او طائفتكم او عشيرتكم او مذهبكم او مؤسستكم او دينكم او منظماتكم؛ لماذا؟ الجواب واضح وضوح الشمس، من خلال نتائج ممارساتكم العملية وليس النظرية طبعا، وما آلت اليه ظروف العراق والعراقيين على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية، عليه لايمكنكم ان تقولوا لشعبكم ايامكم سعيدة وان في كل بيت شهيد او قتيل على الهوية، وبين كل 7 أطفال هناك طفل في الشارع؛ وبين كل 4 عوائل هناك عائلة فقدت ممولها؛ اذن نحن امام مأساة حقيقية لايمكن تجاوزها على الأمد القريب للأسباب الواردة في تقارير المنظمات الدولية وما تتكلم عنه الوقائع على الارض من انتهاك حقوق العراق وحقوق الأقليات وحقوق الفرد؛ اذن الى الوقائع ........
العراق والعراقيين
ارقام تتكلم عن لاإنسانية الانسان الاحادي الجانب، مخملي الفكر، دكتاتوري القرار، مذهبي هو الوحيد الذي ينطق الحقيقة، ديني وطائفتي وفلسفتي هي التي تطبق لانها مقدسة، وهكذا ابتيلينا بفكر منغلق من جميع الجوانب؛ اي لا مفتاح له سوى الخضوع وقول النعم،وهكذا وصل عدد قتلى العراقيين الأبرياء الى ما يقارب المليون قتيل
نعلم جميعا ان الثورة الجزائرية سميت بثورة المليون شهيد؛ وتحررت الجزائر من الاستعمار الفرنسي بعد ذلك، ولم نسمع او نقرأ ان جزائري او جزائرية فجروا انفسهم وقتلوا اكبر عدد من الاطفال والنساء والشيوخ الجزائريين بحجة محاربة الاستعمار والامبريالية والصهيونية؛ انها مزايدة مكشوفة للسيطرة المذهبية على مقدرات الشعب بغرض الانتقام وبسط النفوذ الطائفي والاقليمي، على حساب دماء العراقيين والعراقيات
اـ 850 ـ 950 ألف قتيل خلال الخمس سنوات الاخيرة؛ 90 بالمائة منهم أبرياء وذهبوا ضحية القتل المذهبي والطائفي والعشائري والانتقامي ـ الثأري وعلى الهوية؛ والابرياء الذين سقطوا من تطبيق سياسات فرض نفوذ على المناطق الجغرافية لتطبيق واقع ـ خلق الفوضى الدائمة وبالتالي تمرير سياسة تقسيم النفوذ وتغطية المجازر وانتهاكات لحقوق الانسان بعبائة الدين والمقدس، وهكذا نجحت الديكتاتورية المزمنة من ترويض الديمقراطية واسمها لصالح تكوين دويلات طائفية ومذهبية وحزبية يقودها رجال لم يؤمنوا يوما بحقوق الانسان؛ لابل القسم الاكبر منهم لم يسمع بهذين الكلمتين اللتان تؤرق الكثيرين
2 ـ تهجير 4ونصف مليون عراقي؛ مليونا منهم مهجرين من بيوتهم ـ مهجري الداخل ـ اي من محافظة الى اخرى؛ والمصيبة عدم تمكن الكثيرين منهم من العودة الى بيوتهم ومتلكاتهم واشغالهم ومحلاتهم؛ بسبب سيطرة السنة على مناطق نفوذهم والشيعة ايضا عليه سيطرة كل طرف على املاك الاخر في مناطق نفوذهم؛ وقد غذى هذا الاتجاه سيطرة رجال الدين وفتاويهم على الشارع والضحية الابرياء والبسطاء والمهمشين
3 ـ هناك احصائيات لمنظمات وجمعيات حقوقية عالمية ووطنية تؤكد
آ ـ وجود اكثر من مليونين ونصف من اطفال الشوارع
ب ـ مليوني انسان يعيشون في القمامة
ج ـ 6 ملايين عراقي يعيشون على خط الفقر؛ نصفهم تقريبا يعيشون تحت الخط
د ـ هناك اكثر من 2900 إمرأة قتلت لاسباب اجتماعية ـ دينية ـ مذهبية، وكانت حصة البصرة كبيرة؛قتلت في شهر واحد 150 إمرأة، يليها اقليم كردستان 166 إمرأة في ثلاثة اشهر؛ 100منهن قضوا في شهر واحد؛وكانت حالات الانتحار كبيرة لاسباب عشائرية ومذهبية
ه ـ هناك 3 ملايين ارملة في العراق، مع مليوني يتيم مفقودي الابوين
هناك انتهاكات منظمة لحقوق الاطفال ـ بيعهم المنظم ـ للدعارة وغسل ادمغتهم واستغلالهم لاغراض دينسياسية، وكقنابل موقوتة، وكجنود حرب، لذا هناك نصف مليون طالب تقريبا تركوا مقاعد الدراسة لاسباب اقتصادية وامنية
الاقليات
كانت حصة الاقليات من القتل والتشريد والتهجير والاضطهاد كبيرة جدا قياسا بحجمها وعددها وخاصة كونها مسالمة اي لاتحمل السلاح بوجه احد؛ وبشكل اخص شعبنا المسيحي الذي لا يملك السلاح حتى للدفاع عن انفسهم؛ لانه لا يؤمن بالقتل والثأر على مستوى الدين والعقيدة والانسانية؛ عليه اصبح ضحية ايمانه بالسلام والمحبة والمغفرة والسماح والتسامح؛ وكالاتي ـ
1 ـ 643 شهيد مسيحي؛ 106 منهم خلال غزوة الموصل؛ 19 شهيد خلال الاضطهاد الاخير في الموصل؛ مع تهجير اكثر من 2400 عائلة، وتفجير خمس بيوت وكنيسة، وقتل اسقف ـ مطران ـ واحد، وكاهنين، وقطع رأس آخر؛ و 5شمامسة؛ وخطف والاعتداء على ثمان بنات ولا زال مصير اثنتين منهن لحد الان مجهولا
2ـ قتل 577 يزيديا ؛ وسقط العدد الاكبر منهم في تفجيرات سنجار وتلعفر؛ مع قتل بدم بارد اكثر من 20 من عمال نسيج الموصل؛ كل هذا من اجل الضغط عليهم وفرض امر واقع سياسي مع اضطهاد ديني مكشوف
3 ـ وكان للشبك حصة الاسد في الاضطهاد والقتل، لفرض وتهيئة طريق واتجاه واحد لضم وتمييع قضية وتاريخ شعب؛ وهذا ايضا كان حال اخوتنا الصابئة المندائيون حيث تعرضوا الى ما يسمى ـ قلع من الجذور ـ
هذه المكونات الاصلية والاساسية في تاريخ العراق القديم والمعاصر ؛ انه تهديد بالزوال والانقراض كوجود وتاريخ وحضارة وثقافة وقيم، انه خنق لحقوق الانسان العراقي الاصيل
اعياد الميلاد ورأس السنة
بعد ايام يولد المسيح؛ وسندخل في سنة جديدة؛ وسيقوم كل رب الاسرة بتقييم ما قدمه لعائلته خلال السنة المنصرمة؛ومن الضروري بل من المؤكد ان يمر على الاخفاقات واسبابها قبل الايجابيات؛ وسيضع الحلول اللازمة وعدم الوقوع في الاخطاء السابقة والاستفادة منها في المستقبل؛لحد الان كل شيئ طيعي، ومثل هذا القائد او رب العائلة يستاهل ان يقول لمن حوله ومن بمعيته؛ان يقول لهم كل عام والاخطاء في زوال
اما انتم ومن هم على شاكلتكم ليس من حقكم ان تقولوا لشعبكم كل عام وانتم بخير وسعادة، ربما سائل يسأل لماذا؟ وما هذه القسوة؟ وخاصة نحن نعيش اعياد ميلاد السلام والمحبة؛ نجاوب ونقول
1 ـ لا يولد المسيح عند الذين ينظرون للآخرين نظرة دونية، اي وكأننا امام قوانين الغاب؛ القوي والضعيف؛ الغني والفقير؛ الضابط والجندي؛ العبد والسيد؛ لأن يسوع المسيح دعى الى تساوي الكرامات؛ والى حقوق بني البشر؛ عليه لا يحق لأي قائد او راعي او مسؤول ان يوجه ولو رسالة الى رعيته او حزبه او منظمته مادام هو ينتهك حقوق الآخرين عمليا ويسوع لا يولد عند اصحاب النظريات والاقوال فقط
2 ـ لايولد يسوع عند الذين ينهزمون من المعركة؛ او عند اقتراب خيال ذئب من القطيع؛ لأن المسيح مر بتجارب في البرية وهو صائم، ولم يكن له قصور بآلاف بل بملايين الدولارات ؛ ولم يعش في التدفئة والتبريد؛ نعم انه اختلاف الزمن ولكن كان واضحا اعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله؛ لم يجبركم احد على الدخول في الكهنوت او في حزب او في منظمة او ماشابه؛ عليه الذي له رأي مخالف لرأي يسوع لينزل من كرسيه او يستقيل ليعطي الفرصة للآخرين لأن يسوع لا يولد داخل قلب اسود
3ـ لايتجدد ميلاد يسوع عند القائد الذي لايجمع؛ ويبعد المسيح اكثر عندما يعمق الإختلاف ويزيد الهوة والمسافة بينه وبين زملائه ومؤيديه وشعبه؛ إذن ليس من حقه ان يدعي الميلاد ولو برسالة؛ وهو منقسم على نفسه، والى جانبه يسوع يبكي بشدة، ليس من البرد والجوع والعطش وحسب؛ ولكن من التشرذم وتعدد القرارات والاصوات؛ وهو يدري جيدا ان يسوع لا يقف من البكاء الا اذا اصبحوا واحدا كما هو واحد
4 ـ هل يولد يسوع في قلب مغارة اللصوص؟ الجواب عند الذين يقبضون اكثر من حقهم؛ عند الذين يبيعون ويشترون مؤسستهم او حزبهم او تجمعهم لمصالحهم الشخصية والسياسية، ويتركون يسوع ينظر بعيون دامعة ليغسل الايادي الملوثة بدموعه التي تزداد غزارة كلما يتحول التلوث من الايادي الى القلوب
ولادة المسيح ليست في 25 ـ 12 من كل سنة؛ بل هي في كل لحظة؛ نعم هكذا علمونا وهكذا ايضا نعلمها؛ وهذه اللحظة هي بين الحيوانات وليست بين الكبرياء والدكتاتورية والاوامر، هي بين التواضع وليست بين التكبر؛ هي بين الحب وليست لحظة الكراهية؛ هي لحظة العبد والسيد والغني والفقير والأسود والأبيض والتعدد والتنوع ـ وليست لحظة الأبيض فقط او السيد فقط او الغني فقط او الفكر اوالواحد فقط او الدين الواحد فقط او المذهب الواحد فقط او الطائفة الواحدة فقط ،،،،،،،،،،،،،الخ؛ انها لحظة البشر جميعا والانسانية كلها وفي مقدمتها حقوقها؛ وتساوي كرامتها؛ انه ميلاد لتنظيف القلوب وليس لملأ الجيوب
shabasamir@yahoo.com