علاوي يزور السيستاني للمرة الأولى ولا يستبعد التحالف مع الحكيم... متقي يعلن من بغداد تفاؤله بوعود واشنطن: فرصة جيدة لتحسين الوضع في الشرق الأوسط
بغداد الحياة - 12/02/09//
أعرب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي عن تفاؤله بتحسن الأوضاع في الشرق الأوسط، إذا التزم الرئيس باراك أوباما وعوده بالتغيير التي قطعها خلال حملته الانتخابية ورأى فيها «فرصة جيدة للتغيير ولتحسين علاقات واشنطن مع العالم». وأكد أن الحاجة إلى حوار بين بلاده والولايات المتحدة حول العراق «لم يعد لها مكان نظراً إلى تحسن الظروف».
إلى ذلك، كثفت القوى السياسية العراقية لقاءاتها لعقد تحالفات قد تجمع خصوم الأمس، استعداداً لتشكيل مجالس المحافظات. وفاجأ رئيس الوزراء السابق إياد علاوي هذه القوى بزيارة للمرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في النجف، للمرة الأولى منذ عام 2003 وإعلانه إمكان تحالفه مع زعيم «المجلس الأعلى» عبدالعزيز الحكيم.
وجاءت تصريحات متقي خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد مع نظيره العراقي هوشيار زيباري الذي طمأن طهران إلى أن الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة «لا يتضمن ملاحق سرية».
وقال متقي: «اننا ننظر بايجابية الى الشعارات التي طرحها أوباما، وما زال موقفنا على حاله، إذا أرادت الادارة الأميركية السير بها، فإنها أنباء سارة... أعتقد بأن هذه التغييرات ستعطي أميركا فرصة جيدة في علاقاتها مع الدول الأخرى في العالم. كديبلوماسيين، نحن متفائلون».
وأضاف: «نظرنا بإيجابية إلى الشعارات التي رفعها اوباما، فالعالم يتغير واذا ارادت الولايات المتحدة ان تواكب هذه التغيرات فهذا نبأ سار واذا استطاع أوباما تحقيق وعوده فسيساعد ذلك أميركا»، مشيراً الى أن الحوار «في إمكانه أن يكون وفق الاحترام المتبادل» وأن الادارة الاميركية الجديدة «لديها الفرصة لتوضح صورتها أمام العالم».
وعن الحاجة الى اجراء جولة جديدة من المفاوضات الاميركية - الايرانية حول العراق، أوضح متقي أن «هذا النوع من المحادثات، وفي هذه الظروف ليس له مكان (...) الشعب العراقي والحكومة قادران على توفير الأمن». وكانت ايران أجرت ثلاث جولات من التحاور مع الولايات المتحدة في شأن العراق منذ آذار (مارس) عام 2007.
أما زيباري فقال إن الاتفاق الامني بين العراق والولايات المتحدة «واضح وصريح ومعلن وليس فيه ملاحق سرية واطلع عليه البرلمان والصحافة وهو في تقديرنا في مصلحة البلدين (بغداد وواشنطن) وسيكون انسحاب القوات الأميركية، بحسب ما نص عليه، عام 2011، وهو موعد نهائي»، وأضاف أنه حتى ذلك الوقت «سيكون هناك خفض تدريجي للقوات الأميركية». وتابع الوزير مبتسماً لنظيره الايراني: «سيشاهد السيد متقي أن الوضع هذه المرة في المنطقة الخضراء مختلف عن السابق، وهذا سيستمر».
على صعيد آخر، لم يستبعد علاوي الذي التقى الحكيم قبل يومين، التحالف معه، وقال بعد لقائه السيستاني أمس: «نحن نفتح حوارات مع مختلف القوى السياسية كالمجلس الاعلى، وعندما تعلن النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات سيكون لنا حديث».
وتعد زيارة علاوي للسيستاني الأولى منذ عام 2003، بعد ان قوبلت طلبات مماثلة خلال السنوات السابقة بالرفض، قال قيادي قائمة رئيس الوزراء السابق، أن السبب هو اعتقاد سائد في النجف بأنه يمثل البعثيين.
وقال علاوي خارج مكتب المرجع الشيعي: «تشرفنا بزيارة سماحة المرجع الأعلى وتطرقنا معه الى أحاديث مهمة تتعلق بالوضع العراقي، ولمسنا منه حرصه الشديد على وضع العراق ووحدته وسلامته وأمنه، وهذا ماعهدناه منه دائماً. وتطرقنا في الحديث عن هموم العراق، واستأنسنا برأيه الايجابي بما يتعلق ببناء البلد واستقراره، وكان في حديثنا كثير من التوافق على الوضع العام».
ولم يستبعد التحالف مع قائمة «شهيد المحراب»، وأشار إلى أن المحادثات الحالية مع «المجلس الأعلى» تجري «وفق معطيات واضحة وضمن تاريخ مشترك وفهم وقناعة من الجميع بأن العراق لن يبنيه إلا أبناؤه، ولن يكون العراق في واشنطن ولا في الرياض ولا في طهران وانما سيكون في العراق».
وفي ما يشير إلى إمكان هذا التحالف قال القيادي في حزب الحكيم الشيخ جلال الدين الصغير ان قائمة «شهيد المحراب والقوى المستقلة لن تضع خطوطاً حمرا على احد في تحالفاتها المقبلة»، واكد في اتصال مع «الحياة»: «اننا نتواصل مع القائمة العراقية (علاوي) بشكل مستمر من أجل التشاور حول ما أفرزته نتائج الانتخابات المحلية والتفاهمات الموجودة لكن لم نصل الى تحالف حتى الان».
وعلى صعيد التحالفات أيضاً، قال القيادي في حزب «الدعوة» النائب علي الاديب في تصريح الى «الحياة» إن «أقرب القوائم التي يمكن أن يتحالف معها حزب رئيس الوزراء نوري المالكي هي قائمة الأحرار المدعومة من التيار الصدري».