ankawa com
مشرف
غير متصل
رسائل: 4782
المطران لويس ساكو، رئيس اساقفة كركوك للكلدان: اقامة "اقليم" للمسيحيين العراقيين وهمٌ!
« في: الأمس في 08:43:10 pm »
--------------------------------------------------------------------------------
عن موقع اسيانيوز الفاتيكانيّة 20/4/2009
المطران لويس ساكو، رئيس اساقفة كركوك للكلدان:
اقامة "اقليم" للمسيحيين العراقيين وهمٌ!
في الايام الاخيرة، أخذ يطالب بعض السياسيين والمفكرين ورجال الدين المقيمين خارج العراق، باقامة منطقة مستقلة " منطقة آمنة" للمسيحيين في سهل نينوى. في حين لا أحد يطالب الان، باقامة كذا اقاليم مستقلة في الجنوب.
ان المطالبة بكذا مشروع سوف يثير مشاكل جسيمة لاطائل لها، وقلقي نابع من كوني راعيا للنفوس وليس رجل سياسة.
ان المطالبين بكذا مشروع، يعيشون في الخارج ناعمي البال ومتمتعين بالامان، في حين ان دمنا في كفنا ومعرضون لاعمال ارهابية والموت. قد يكون هدف هؤلاء الاشخاص نبيلا وانهم يودون المساعدة، الا ان ذلك يجب ان يتم بالتعاون مع من هم في الداخل وليس بمعزل عنهم، وخصوصًا الا ينفردوا بتقرير مصير المسيحيين العراقيين ومستقبلهم من دون استشارتهم وتخويلهم ان يكونوا الناطقين باسمهم.
ان مستقبل المسيحين يجب ان يدرسه المسيحيون المقيمون في العراق جميعًا وبشكل شامل وعميق، اي من قبل الكلدان والاشوريين والسريان والارمن وقادة احزابهم السياسية باقتدار وتجرد. على هؤلاء تقع مسؤولية اتخاذ قرار واضح حول المستقبل.
بامكان من هم في الخارج المساعدة في مواصلة توعية الرأي العام الدولي بالوضع القائم، لكن من دون ان يكونوا بديلا لنا.
اننا نحتاج الى مساعدتهم في بلورة مفهوم الحقوق وان يساعدونا لكي نكون اصحاب قرار، والا سوف يجعلوننا عرضة للمشاكل ونهمش في " وضع" الاقليات"..
ان المطالبة بحكم ذاتي للمسيحيين في الوضع العراق الحالي، في نظري لعبة سياسية خطرة، ستستغل لتأذيتنا. لذلك ادعو الى الموضوعيّة والواقعيّة والفطنة.
اقامة " غيتو" للمسيحيين يمكن ان يتحول الى صراعات مذهبية وسياسية، و بالنتيجة نتضرر وتحجم حريتنا كمواطنين.
نحن المسيحيين مكون اصيل لتاريخ العراق وحضارته. ولحضورنا أثر أدبي وديني في المجتمع، ونشعر باننا عراقيون في كل الاصعدة. لقد صبرنا وتحملنا الصعوبات والاضطهادات في سبيل البقاء ومواصلة شهادتنا المسيحية، ولم نكف من اظهار انتمائنا والتزامنا بتربتنا بامانة وقد دفع العديدون الثمن بدماء ابائهم واخوتهم واولادهم..
اليوم، نود ان يستمر حضورنا وتتواصل شهادتنا بنفس الطريقة على ارض اجدادنا، فنكون خميرة وملحا في عجينة مواطنينا، وان المطالبة بالعيش في " غيتو" يتعارض مع الرسالة المسيحية.
ان ما يدعم وجود المسيحيين في العراق هو التشجيع على الوحدة الوطنية والديمقراطية والعيش المشترك وثقافة التعددية والاعتراف بالاخر كشخص بشري واحترام كرامته في الواقع المعاش والتعاون من اجل بناء مجتمع افضل مؤسس على احترام حقوق الانسان والحريات الاساسية ضمن الدستور العراقي وكما ترسمه " شرعة حقوق الانسان" الدولية.