الكاردينال دلي يطالب الحبر الأعظم بالمساعدة

من جريدة الزمان
http://www.azzaman.com/index.asp?fname=2009\05\05-08\999.htm&storytitle=


بابا الفاتيكان يبدأ من عمان حج السلام وعبدالله الثاني يدعو إلي دعم حوار الأديان
الكاردينال دلي يطالب الحبر الأعظم بالمساعدة علي إعادة آلاف المسحيين والمهجرين الي العراق وإسرائيليان يتوعدان بنديكتوس بدعوي نهب اليهود

عمان - غزة - الزمان:
أعلن البابا بيندكتوس السادس عشر الجمعة في الأردن انه جاء الي المنطقة حاجاً من أجل السلام.
في حين دعا العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الجمعة البابا الي بدء حوار جديد بين المسيحيين والمسلمين والعمل معا من اجل تجديد الالتزام بقيم الاحترام المتبادل. وقال البابا الذي كان يتحدث في مركز سيدة السلام التابع للبطركية اللاتينية في عمّان بعد صلاة أقامها بحضور آلاف المواطنين، "أيها الأصدقاء لم آت حاملا الهدايا مثلما فعل الحجاج في الماضي، أتيت حاملا أمنية ونية واحدة، الصلاة من أجل عطية السلام والوحدة الغالية وتحديداً من أجل الشرق الأوسط، سلام للأفراد والجماعات سلام للقدس وللأرض المقدسة سلام دائم يدفعه ويحركه العدل والاستقامة والرأفة". وكان البابا قد توجه بعيد وصوله الي العاصمة الأردنية الي المركز الذي أسّسته البطركية اللاتينية في الاردن عام 2004 لتقديم خدمات الرعاية الاجتماعية لأصحاب الاحتياجات الخاصة. واستقبل البابا عند وصوله الي ساحة المركز، آلاف الأشخاص الذين جاؤوا من دول العراق ولبنان وسوريا الذين تقدمهم الكاردينال دلي حيث قال انه سيطالب البابا بالمساعدة علي اعادة آلاف المسحيين المهجرين الي العراق. حرص الحبر الأعظم علي مصافحة عدد من الشباب الذين احتشدوا للترحيب به. ودعا عاهل الاردن الملك عبدالله الثاني بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر للعمل معا علي انهاء الصراع عبر التوصل من خلال المفاوضات الي حل سلمي يلبي حق الفلسطينيين في الحرية والدولة، وحق الاسرائيليين في الأمن. وشدد العاهل الاردني في كلمة ألقاها في حفل الاستقبال الرسمي للبابا عقب وصوله الي الاردن علي أن القدس ستظل مركز اهتمامنا جميعا، ويعرف الأردن والكنيسة الكاثوليكية شرف مسؤولية خدمة المواقع المقدسة في القدس الشريف ورعايتها، وعلينا حماية هذه الأماكن المقدسة والحفاظ علي هوية القدس، التي يجب أن تظل حرية العبادة فيها مصونة لجميع الاديان. واكد أهمية الالتزام بقيم الاحترام المتبادل والتأسيس لحوار عالمي جديد قوامه التفاهم والنوايا الطيبة .. وعبر عن الأمل بأن نستطيع معا توسيع الحوار الذي بدأناه. حوار يقبل بخصوصية هوياتنا الدينية، ولا يخاف من نور الحقيقة . حوار يعظّم قيمنا وروابطنا المشتركة. وقال يؤمن الأردن بأن الايمان يقترن بالمسؤولية . مسئولية أن نعيش بسلام وأن نري العدالة تتحقق، ونمنح الأمل للأجيال الشابة، وهذا هو التزام بلدنا ومحور قيم مجتمعنا. وكان البابا أعرب في كلمة ألقاها في المقصورة الملكية بمطار الملكة علياء، بعيد وصوله الي عمان ظهر امس، عن أمله بأن تساهم زيارته للأردن في تعزيز العلاقات بين المسلمين والمسيحيين وأن تعم العدالة والسلام ليس فقط علي سكان منطقة الشرق الأوسط بل العالم اجمع. وقال ان زيارته للأردن تعبر عن عميق احترامه للمسلمين، مشيدا برسالة عمان التي اطلقها الملك عبد الله الثاني عام 2004 والتي تدعو للحوار بين مختلف الاديان وتؤكد وسطية الاسلام .
واعتبر البابا ان هذه الرسالة رد علي اولئك الذين يروّجون للعنف، مؤكدا ان الحرية الدينية حق انساني أساسي للجميع في العالم، مشيدا بالحرية الدينية التي يتمتع بها الاردن . وسبق وصول البابا للاردن انتقادات من الحركة الاسلامية ومطالبتها له بالاعتذار عن تصريحات كانت قد نسبت اليه عام 2006 ربط فيها بين الاسلام والعنف مما اثار موجة استنكار في العالم الاسلامي انتهت بتأكيد البابا ان ما ورد علي لسانه اقوال اقتبسها ولا تمثل رأيه الشخصي بالاسلام . في حين دعا وزير الاديان الاسرائيلي يعقوب ميرغي البابا بنديكتوس السادس عشر الي التنديد صراحة بالمشككين بالمحرقة والمعادين للسامية خلال زيارته المقررة الاثنين الي نصب ياد فاشيم لضحايا محرقة اليهود في القدس. وقال الوزير في رسالة نشرت الجمعة ان "الناجين من المحرقة في اسرائيل والعالم ينتظرون منكم تنديدا لا لبس فيه بالمشككين بمحرقة اليهود وبالمعادين للسامية، في وقت يعلن فيه بعض هؤلاء ولاءهم للكرسي الرسولي".
واضاف ان "زيارتكم الي ياد فاشيم تشكل مناسبة مثلي لدحض المزاعم التي تقول ان الكنيسة ترفض ان تأخذ موقفا رافضا لا لبس فيه ممن ينكرون حصول المحرقة ويعادون السامية". واعلن اسرائيليان من اليمين المتطرف الجمعة انهما ينويان رفع دعوي قضائية ضد البابا بنديكتوس السادس عشر فور وصوله الي اسرائيل الاثنين يتهمان فيها الفاتيكان بالقيام علي مر القرون بنهب ممتلكات يهودية. وبحسب نص الدعوي الذي اطلعت عليه وكالة فرانس برس، فان باروخ مارزل المولود في الولايات المتحدة وايتامار بن غفير، يتهمان الكنيسة الكاثوليكية ممثلة خصوصا برئيسها بنديكتوس السادس عشر باخفاء مسروقات. واكد المدعيان انهما سيتقدمان بدعواهما، التي يتهمان فيها الي البابا مسؤولين آخرين في الكنيسة الكاثوليكية، امام محكمة في القدس الاثنين. وتتضمن الدعوي القضائية لائحة من الثروات المنهوبة، بحسب المدعين، من الشعب اليهودي ومودعة حاليا في الفاتيكان، ومما تضمنته هذه اللائحة شمعدان مذهب سرقته من هيكل القدس قوات الجنرال الروماني تيتوس الذي ادي دورا كبيرا في دمار الهيكل اليهودي في العام 70 للميلاد. وتضمنت اللائحة ايضا وثائق دينية محفوظة في مكتبة الفاتيكان. واوردت الدعوي شاهدين علي هذه الاتهامات هما الحاخامان الاكبران في اسرائيل يوناه ميتسغر وشلومو عمار.