دور قسم الجغرافيا السياحية في تطوير قطاع السياحة في أقليم كوردستان:
بقلم الباحث : سيروان شابي بهنان
مدرس مساعد في قسم الجغرافيا السياحية
تعد موافقة هيئة المعاهد في اقليم كوردستان العراق على فتح قسم الجغرافيا السياحية في المعهد التقني السياحي في اربيل خطوة رائعة في مجال تطوير البحث العلمي , من أجل النهوض بالواقع السياحي في الاقليم بشكل خاص وفي التعريف بالواقع السياحي في عموم العراق والعالم بشكل عام.
ليس خافيا على الجغرافيين في العراق بما يملكه وطنهم من مقومات سياحية كبيرة سواء كانت طبيعية أم بشرية والتي تعد الدعائم الاساسية التي من شأنها ان تخلق النشاط السياحي في اي منطقة من مناطق العالم. وللجغرافي بشكل عام دور كبير في دراسة هذه الامكانات اذ تشترك الجغرافيا مع السياحة في كثير من الجوانب الدراسية وهذاناتج عن تطور الفكر الجغرافي حديثا . ان تطور الفكر الجغرافي عبر المراحل التاريخية من كونه علم وصف الارض وبحسب مدلول الكلمة الجغرافي ذوات الاصل اليوناني فأن الجغرافيا تتكون من مقطعين جيو وتعني الارض وكرافي تعني الوصف فأن الجغرافيا تعني علم وصف الارض, الا ان الجغرافيا كعلم حديث قد اجتازة هذا التعريف القديم وتطورت كثيرا وأصبحت تدرس اليوم استعمالات الارض واخذت نتيجة لذلك تتوسع الجغرافيا كعلم الى ان أصبحت اليوم تملك فروع عديدة تتفرع عن قسميها الرئيسيين وهما الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا البشرية.وواحدة من الاقسام الحيوية التي تتفرع من الجغرافيا البشرية هي الجغرافيا الاقتصادية وهي الاخرى تتفرع الى فروع رئيسية مهمة تتمثل بالجغرافيا الصناعية, الجغرافيا السياحية,الجغرافيا الزراعية,جغرافية النقل والتجارة. اذ أخذت أهتمام الجغرافيا بالتزايد في دراسة السياحة لما لهامن بعد أجتماعي وأقتصادي كبيرين في حياة السكان في الوقت الحاضر. فقد كان للسياحة دور كبير في تنشيط وتفعيل لا بل تحريك الجانب الاقتصادي في اي رقعة جغرافية في العالم حيثما توفرت فيها المغريات السياحية سوى كانت على المستوى الاقليمي او الدولي.
ان تزايد أقبال السكان على السياحة أصبح سمة واضحة في المجتمعات المتقدمة والمجتمعات النامية مؤخرا. اذ أخذت أعداد السواح بالتزايد بشكل كبير جدا على المستوى العالم كله, اذ تشير بعض الاحصاءات الصادرة عن المنظمة الدولية للسياحة على ان حجم السياحة الدولية أرتفع من 103 مليار سائح في عام 1978 ليصل الى 3 مليار سائح عام 2003 . وأرتفع عدد السواح الذين قضوا أجازتهم من مختلف دول العالم خارج دولهم من 265 مليون سائح ليصل العدد الى 700 مليون سائح لنفس الفترة وعلى التوالي.
ان هذا الاقبال الكبير للسكان على السياحة جعل الجغرافي ان يهتم بهذا الجانب اي الجغرافيا السياحية لما للجغرافي من التأثير في صناعة السياحة ومن خلال جوانب عديدة. أذ تعد الجغرافيا دراسة ميدانية للسياحة اذ تهيء لها ميدانا خصبا للتقصي والدراسةهذا من جانب ومن جانب اخر للسياحة تشعبات تهم الجغرافي مثل التغيرات في أستخدام الاراضي,التطور الحضري,نشأة المدن وتطورها , الدراسات الاقليمية ....ألخ.
كما ان الجانب الاقتصادي ولسيما المالي والمتمثل برؤوس الاموال الكبيرة المتولدة عن النشاط السياحي أخذت تلعب دوركبير هي الاخرى في تحفيز الجغرافي الى دراسة هذا الجانب أي السياحة لما تلعبه من دور كبير في تحريك اقتصاد الدولة , فلا نبالغ ان قلنا ان السياحة اخذت تشكل مورد مالي فعال يساهم في تنمية أقتصاد بعض البلدان في العالم المعروفة بدول العرض السياحي في العالم مثل اسبانيا وايطاليا وفرنسا واليونان وبعض دول البحر الكاريبي. اذ تؤكد الاحصاءيات على تزايد رؤوس الاموال التي تنفق في مجال السياحة بشكل كبيرجدا أذ بلغت حوالي 500 مليار دولار أمريكي عام 2002 في حين لم تكن تتعد عن 105 مليار دولار أمريكي عام 1986.
ان هذا الدافع أي المالي لعب دور كبير في دفع العديد من الدول النامية الى الاهتمام بالسياحة كأحد الحلول المقترحة لمشكلاتها الاقتصادية ولكن بدرجات متفاوتة تبعا لمواردها الطبيعية المتاحة وأمكاناتها البشرية والاقتصادية. فمن هذه المنطلقات التي تطرقنا أليها لا نبالغ ان قلنا ان أستحداث قسم الجغرافيا السياحية في المعهد التقني السياحي في أربيل يعد خطوة جيدة في الاقليم بقصد مسح الواقع السياحي ودراسة الامكانات السياحية التي يملكها الاقليم وتصنيفها سواء كانت طبيعية أم بشرية ودراسة السبل الكفيلة للتطوير وصيانة هذه الامكانات بغية خلق نشاط اقتصادي وحركة عمل في هذا القطاع الحيوي اي السياحة في الاقليم , لما تلعبه من دور كبير في تحريك السوق في الاقليم وتفعيل استخدام الايدي العاملة بالاضافة الى دفع حركة التنمية في القطاع السياحي في الاقليم من خلال تطوير البنى التحتية التي تتطلبها السياحة والمتمثلة ب (الفنادق السياحية , المطاعم السياحية المقاهي والاماكن الترفيهية..الخ). بالاضافة الى خلق كادر سياحي أكاديمي مؤهل له القدرة على التعامل مع السائح وبمختلف مستواياتهم الثقافية والحضارية.
المعهد التقني السياحي في أربيل
20090906