الضعف والأنحراف في الكنيسة الكلدانية وأساليب المُعالجة
منذ عهد موسى أختار الله له شعباً من بين أسباط أسرائيل ليصبح مملكة أحبار من سبط لاوي (خر 19: 6 ) فرزهُم للخدمة الليتورجية سماهُم بالكهنة وأسّس الكهنوت منذ عهد هارون فكان في ذلك العهد كل حبر يُقام لدى الله من أجل الناس وخدمتهم لكي يُقرب لهم قرابين وذبائح لله كفارة لخطاياهم ، أقيم هذا الكهنوت أيضاً لخدمة كلمة الله وتوجيه الشعب نحو الله واعادة الشركة معه بالصلاة وتقديم الذبائح وأقامة طقوس وتسابيح . الله لم يُخصص لهذا السبط حصة من أرض الميعاد لأن حصتهم هي الله نفسه ، وكذلك بالنسبة الى كهنة العهد الجديد جعل الرب ذاته ميراثاً لهم . وهكذا أستمر الكهنوت الى العهد الجديد ، فليتورجيا الكنيسة يتوسم في كهنوت هارون والخدمة اللاوية و كما تتوسم في هيئة السبعين(شيخاً) رموزاً للخدمة الكهنوتية في عهدنا الجديد خُداماً للمذبح المقدس ، فالكاهن في الكنيسة يجب أن يتميز بصفات كهنوتية ذكرها الرسول بولس ونختصرها بأن يكون بلا لوم لكي يُقتدى بهِ ولكي ترى صورة المسيح فيه والرب هو الذي دعاه لتلك الخدمة حسب قولهِ لرسله في يو " 15:16 " : (ليس أنتم أخترتموني بل أنا أخترتكم ) ، ما من أنسان اذاً يملك حق المطالبة بسر الكهنوت ، أو ما من أحد يدعي لنفسه هذه المهة الا اذا دعاه الله اليها فكاهن الله هو رمز لكهنوت المسيح الذي دعاه الله وحده ( حبراً على رتبة ملكيصادق وقدوساً لا عيب فيه) " عب 7: 26" ، ( حبل اللذين قدسهم كاملين ابداً ، بقربان واحد) " عب 10: 14" ، أي بذبيحة صليبه الواحد. فالأسقف حسب تعليم الكنيسة الكاثوليكية المقدسة هو صورة حية لله الآب حسب القديس أغناطيوس الأنطاكي ، أما الكاهن فيمثل المسيح ، وحضور المسيح في الكاهن يجب أن لا يفهمه على أنه حرًز له من كل وهن بشري كروح التسلط على المؤمنين ومن ثم أرتكاب الأخطاء بحق المؤمنين وحتى الخطيئة ، فقوة الروح القدس لا تضمن كل أعمال الكاهن لكنها مضمونة ومكفولة بدون شك في تقديمه للأسرار وحتى وان كان خاطئاً لأن خطيئة الكاهن لا تحجب ثمرة النعمة حيث ثمة أعمال أخرى كثيرة تحمل بصمات الكاهن البشرية وتترك فيها آثاراً لا تدل دائماً على أمانته للأنجيل المقدس ووصاياه فيلحق الضرر في أيمان المؤمنين وفي الكنيسة وحقبها الرسولي ، لذا سنتحدث الآن عن هذا الجانب ومدى تأثيره سلباً على كنيستنا الكلدانية المقدسة ، الرسالة الكهنوتية تعطي للكاهن رتبة لا بديل لها في الكنيسة ، فالكنيسة بدون كاهن لا وجود لها مهما كان عدد المؤمنين فيها لأن تلك الكنيسة ستبقى بدون أسرار ، أسرار الكنيسة كلها تعطى من قبل الكاهن ، فالكاهن هو خادم كل الأسرار المقدسة ، تطوع الكاهن بمحض أرادته لكي يكون خادماً للرب والمؤمنين فعليه أن يكون أميناً ، هذا الذي ترك الأهل والعالم من أجل الرب فعليه أن لا يُفضل أي شيء على ما يطلبه هذا السر والرب منه ، هكذا سينمو الأيمان الحقيقي في الكنيسة ويزرع البذار الجيد ويلبي طلب الرب منه ولكي تقتنع الرعية بأنه صالح لرعيته ويبرهن لسيده بأنه يحبه ، فليلتزم بقول الرب يسوع عندما قال : " أتحبني يا بطرس ؟ فقال نعم ، فقال أرعى خرافي " ، يجب أن يكون الكاهن اذاً راعياً صالحاً لخراف السيد وأميناً لكنيسته المقدسة و هكذا يجب أن يكون نزيهاً ، ويجب أن يكون الأسقف والكاهن مؤمنين بحرارة في الخدمة لكي يصبح أيمان تلك الكنيسة حاراً لأن الأيمان الفاتر يتقيأه الرب " رؤ 16:3". فهل كنيستنا الكلدانية حارة في أيمانها؟ وفي أي مرتبة يُمكن وصف كنيستنا قياساً بالكنائس المحيطة بنا ؟ لنتناول أولاً الأيمان في الكنيسة : هل خدم الرعاة بمختلف رتبهم الكنيسة خدمة صالحة فأعطوا للمؤمنين تعليماً وأيماناً كافياً وكانوا مثالاً صالحاً في كنائسهم وخائفين على قطيعهم؟ هل كانت الكنيسة الكلدانية مُهيئة للتجارب والرياح العاتية لكي يصمدوا امامها بسبب أيمانهم ؟ أم تجربة واحدة غربلتهم لقلة أيمانهم ؟ الجواب واضح جداً فالعاصفة التي ضربت البلاد في السنين الأخيرة أدت الى هجرة مئات الالاف منهم لكي يتقلص عدد هؤلاء المؤمنين الصامدين منذ عهد الرسل الى النصف ، ولماذا لم يصمدوا أمام الظلم والضيقة ؟ هل أضطهاد الكنيسة في العراق هو أكثر شراسة مما تعانيه الكنيسة القبطية ومنذ سنين طويلة ؟ أم لأن الأيمان في الكنيسة المصرية ووحدة المؤمنين وثقتهم بالأكليروس وما يقدمونه لهم يجعل الجميع كتلة واحدة قوية صامدة أمام مختلف التجارب؟ نعم الظروف الأخيرة كشفت حقائق وعرّت مستوى أعمال قادتنا الروحيين ففشلوا في أنقاذ الكنيسة وفي توجيه المؤمنين ودعمهم لأجل البقاء ، المؤمن قلبه فارغ من الأيمان بل كل ما يمتلكه من الأنجيل هو الذي تلقنه من دورة التناول الأول من المعلمين الذين كانوا لا يمتلكون الا القليل ، أما دور بعض الكهنة في الكنيسة فلا يتعدى على القداس الأسبوعي فقط فمن أين يتعلم المؤمن؟ لهذه الأسباب وبكل بساطة يبحث المؤمن عن ينابيع غريبة لكي يرتوي منا فينخرط في مذاهب غريبة أما لغرض التعليم أو لأنهم ينالون منه ببساطة لأنه فارغاً أو للعوز المادي بسبب الظروف هكذا يتزعزع ذلك البنيان لأن أساسه كان على أرض رملية ، أين تعليم الكنيسة الكلدنية؟ ما هي نتاجتها؟ أين نشاطاتها ؟ ومن هو النشيط البارز فيها ؟ الجواب لا نشاط بارز في كنيستنا و لن تقدم للمؤمنين غير مجلة نجم المشرق ، هل هناك كتب ومكتبات في الكنيسة ؟ هل طبعت كنيستنا كراسات صغيرة الحجم تتناول السيرة الذاتية لقديس مثلاً أو يتناول موضوع روحي يشجع أيمان القارىء ؟ أم يتجه الكلداني الى كنائس أخرى كالمارونة أوالقبطية أو يلجأ الى الكنائس الأنجيلية أو غيرها؟ أين نتاجات آبائنا الكهنة؟ الجواب لا تقدم حتى محاضرات أسبوعة بالشكل المطلوب أبتداءاً من أعلى هرم في الكنيسة الى أصغر كاهن لتغذية المؤمنين روحياً وتثقيفهم وتسليحهم لكي يستطيعوا التصدي أولاً ولتعليم أولادهم كما ينبغي ثانياً ، هل نجهل العمل؟ لماذا لا نقتدي بالكنائس المحيطة كالكنيسة المارونية أو القبطية المصرية الكثوليكية والأرثوذكسية ونتعلم من غيرة وأيمان ونشاط تلك الكنائس ، هل توقف نشاط البابا شنودة مثلاً لكبر سنه أو بسبب الظروف؟ أم أنه لا ينثني أبداً بالأضافة الى مهامه كرئيس للكنيسة القبطية في مصر والعالم محاضراته الأسبوعية أولقائاته النصف شهرية لاتنقطع ( وهل سمعنا يوماً محاضرة أو نتاج من بطاركتنا الأجلاء) ومؤلفاته التي تعدد السبعين كتاباً أما نشاطات كنيسته رغم التحديات فلا يمكن تحديدها بسهولة لكثرتها من فضائيات تبشيرية وأفلام دينية شارك فيها كبار الممثلين المصريين ومحاضرات تقدم على شكل أقراص في كل الكنائس وكتب وكتيبات ومجلات وغير ذلك ، أضافة الى تأثيرها على المحيط فتتحدى الظروف القاسية لا وبل تتحدى حتى الموت ، كنيستنا الكلدانية ضعيفة أيضاً في المهجر ولهذا نرى بأن الكنائس الأخرى كالأنجيلية تنال منها بسرعة وبسهولة فنرى أكثر المنخرطين في تلك الكنائس هم من الكلدان ولكثرة نشاطاتهم الموجهة عن طريق الأذاعات أو عن طريق فضائياتهم الكثيرة أو كتبهم المجانية أو عن طريق خدمة المحتاج أو بالأتصال المباشر ولقاءآت مع الأفراد ، أما كنيستنا وبعض قادتها خالدين في سباتهم وسكارى في خمر المصالح الخسيسة ، ففي أميركا مثلاً هناك أكبر أبرشة كلدانية في العالم نشاطها لا يتعدى ساعة واحدة في الأذاعة لشرح الأنجيل ، ليس فيه مجال لأستلام أسئلة المستمعين والجواب عنها لذا يلجأ المؤمن الى الكنائس الأخرى لكي تجاوب سؤاله فتجاوبه كما يحلوا لها ، أما الأسقف فلا يكترث لاوبل للأسف لا نسمع صوته يوما ، وهكذا الحال في البلاد تمردت المئات بسبب العوز فأستغل المبشرين الجدد الظرف فكانت الكارثة ولماذا لا تبادر كنيستنا بمساعدة فقرائها ؟ أم حتى المساعدات التي تعطى لها من منظمات دولية كالكاريتاس للمواد الغذائية أو منظمات أخرى للعمران تسلمها الكنيسة بأيادي غير نزيهة؟ كيف نقتنع بكاهن يخرج من العراق الذي مزقته الحروب والحصار واذا به يشتري داراً بالدفع المباشر ويقود سيارة مارسيدس تأمينها يكفي لمعيشة عدة عوائل في البلاد أضافة الى أرصدته التي لايعلم بها الا الله ، ألم يسأله الأسقف يوماً ويقول من أين لك هذا أم انه الآخر سكران بنفس الخمرة ؟ اذاً على القادة أن يخرجوا الخشبة من عيونهم لكي يستطيعوا أن يُطهروا عيون الكهنة التي لاتسهر الا على الأله الذي تعبده فكيف يُعلم الرعية وكيف يعطي الوعظة المؤثرة للمؤمنين لهذا نجد الكاهن الذي لديه خدمة عشرات السنين يقدم وعظته التي سرق كلماتها من جهد الغير وعندما يقرأ يخفض رأسه وبعدها يرفعه لكي ينظر الى الجالسين وهكذا كالبلبل الذي يلتقط تارة ، وتارة أخرى يرفع رأسه لكي يتأكد من العدو ، نقول ماذا كان يعمل أبينا الفاضل طول الأسبوع ؟ ألا يكفي له الأسبوع لكي يشرح لنا الأسطر الخمسة التي قرأها للمؤمنين أرتجالياً؟ كنيستنا الكلدانية لا تسير كما تريد منها الفاتيكان حيث قرارات المؤتمر الفاتيكاني الثاني واضحة جداً وخاصةً عمل العلمانيين مع الأكليروس لكن هذا لن يطبق أبداً بل يعتبره بعض الكهنة تعدي على حريتهم ، أو يقوم الكاهن بفرز من يشاء لكي يُقدم لمؤمنيه لجان شكلية ، لكن بالحقيقة هو البادى والناهي في كل أمر ، أخذ هذا المبدأ بالعدوى من الواقع الفاسد الذي تربينا فيه والقائل
اذا قال صدام قال العراق" رغماً عنه") نعم لو كان مع الكاهن لجان مُنتخبة وكل لجنة تتكون من سبعة أشخاص ، يعني سيدعم الكاهن أكثر من ثلاثين شخصاً وكل لجنة مسؤولة عن مهامها ، أما اللجنة المالية التي هي سبب كل شىء فيجب أن يعلم كل كاهن أو أسقف بأن ليس من حقهم صرف أوقاتهم لخدمة المائدة الزمنية بل يجب أن تعطى للعلمانيين وكما كانت في عهد الرسل حيث قال الرسول بطرس ( لا يصح أن نترك نحن كلمة الله لنقوم بتوزيع الأعانات ، فأختاروا أيها الأخوة سبعة رجال منكم "أي لجنة" لهم شهادة حسنة ممثلين من الروح القدس والحكمة ، فنعينهم بهذه الخدمة أما نحن فنداوم على الصلاة وخدمة الكلمة) "أع6 : 2- 4". هكذا يجب أن يتفرغ الكاهن للخدمة وهكذا يجب أن تعمل كل لجنة وتعلن للمؤمنين كل شىء بوضوح لكي لا يقدر الشرير زرع بذار الشك وهكذا الحق يقال هل يعلم أحد من أساقفتنا الأجلاء ما تمتلكه البطريركية أم هو سر دفين؟ ولا الكاهن يعلم ما في المطرانية ولا المؤمن في كنيسته ، هل هذا أتفاق مبرمج لكي يعمل كل واحد في دولته كما يشاء؟ لا وبل نقول وهل يكتفي الكاهن بهذا القدر أم صكوك الغفران تبقى في كنيستنا الى المنتهى ؟ لهذه الأسباب خلقت الكنيسة الكاثوليكية في القرون الوسطى مذهب البروتستانتية وأكرر الكنيسة الكاثوليكية هي التي أسست البروتستانتية بسبب أخطائها . هناك بعض الكهنة لا تهمهم الظروف التي تسحق أبنائها خاصة داخل البلاد فصكوك غفرانها يجب أن تدفع أبتداءً من معمودية طفل مروراً بالتناول الأول والزواج وقداديس للمرضى والموتى والزواج وصلاة مسحة المرضى والى أن يأخذ المسكين بالتابوت الى المقبرة يجب أن يدفع للكاهن الذي يذهب معه وألا سيكتفي الكاهن بالصلاة على حفنه من التراب في مقره لأنه الفقير لا يستحق الذهاب معه ، ليسمح لنا آبائنا الكهنة الأجلاء لكي نسألهم قائلين : من أي إله أخذتم هذا القانون من الله أم الشيطان ؟ الله قال مجاناً أخذتم ومجاناً تعطوا ، فلماذا تبيعون عطية الله المجانية؟ أم أن الرواتب التي تخصصها لكم الكنيسة قليلة ؟ نقول حتى في فترة الحصار راتب الكاهن كان أكثر من رواتب خمس موظفين ، لهذا قال الرب لمن يفضله على المال: (لا تستطيعوا أن تعبدوا إلهين ، أما الله أوالمال ) لكن هذا الكلام ليس للجميع طبعاً حيث تعهد بعض كهنتنا بوضع أياديهم على الأنجيل المقدس حينما تخرجوا من كلية اللاهوت وبعد الرسامة لكي لا يستلموا أي هدية ولا نقد مدفوع لهم مقابل ما يقدمونه من الخدمة لأنهم أختاروا الرب نصيباً لهم ، ليباركهم ويعوضهم في هذه الدنيا بالنعم والتبريكات والمواهب وفي الآخرة لكي يلتقوا بوجه الرب المنير . نرجع ونقول أين هي نشاطات ونتاجات الأساقفة والكهنة ؟ واضح جداً أن الذين يعملون للرب لا يتعدون أصابع اليد لديهم غيرة لخدمة كنيستهم خدمة صالحة وفي مقدمتهم الأب الفاضل البير أبونا نطلب من الرب القدير لكي يعطي له عمراً مديداً لكي يوجه كنيستنا المقدسة نحو الملكوت ويرويها بنتاجاته التى لا تحصى ويبقى نموذجاً حياً يقتدى به أنه المفكر الكبير والساهر على بيت الرب هذا الذي نذر نفسه للخدمة الصالحة . كانت رسائل هذا الأناء النقي في آذاننا كصوت صارخ ، نعم أنه صوت صارخ في برية كنيستنا لكي يوقظ النائمين ويعد الطريق أمام أبناء الله لأجل خلاصهم فمن له آذان فليسمع لهذا الصوت أنه نعمة من الله لنا . أما الذين يطبقون على آذانهم خوفاً على مصالحهم الزمنية مقتدين طريق بلعام بن بعور والأسخريوطي فنقول لهم ، من فضلكم تذكروا أسلافكم الأساقفة والكهنة الذين رقدوا ، لِمنْ صارت أرصدتهم وكيف وزّعت على ورثتهم . أين تعليمكم لماذا أبناء كنيستنا الكلدانية فقيرة في الأيمان ولماذا نالت منهم كنائس أخرى ؟ الجواب لأنهم لا يعرفون شيئاً من الكتاب المقدس وكأن الكتاب ليس لأجلهم ولا يعرفون منه إلا آيات معدودات لكن الجميع يعرفون بطلاقة الآية
أسمعوا الى أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم)أي لكي يبقوا كالجنود الذين يعلمون ولا يناقشون ولماذا لا يحفظون الآيات التي تتعلق بدخول يسوع الى الهيكل عندما وجد فيه البقر والغنم والحمام والصيارفة جالسين الى موائدهم جاعلين ساحة الهيكل مشروعاً خسيساً للكهنة لذا يقول الكتاب
فجدل سوطاً من حبال وطردهم جميعاً من الهيكل ..... أخرجوا هذه من هنا ) كما أنظرهم قائلاً: ( أما كُتب أن بيتي بيتاً للصلاة يدعى عند جميع الأمم ؟ أما أنتم فقد جعلتموه مغارة للصوص) وتنبأ داود النبي في مزموره قائلاً
أن غيرة بيت أبي أكلتني)" مز9/69" اذاً الذي لا غيرة له على بيت الله يسكُت عن أفعال بعض آبائنا وقادتنا المشينة والأبعد من ذلك يُدافع عن الأخطاء يا للعجب !! هؤلاء الذين حولوا بيوت الله الى مشاريع لهم لا وبل الكنيسة هي مشروعهم ولا تسمى الكنيسة بعد بأسم القديس بل تدعى كنيسة ( القس فلان) كل ما ننقد به آبائناً ليس لغرض الطعن بهم كما ذكرنا في المقدمة بل لأخطائهم وغايتنا هي لوضع الكنيسة الكلدانية المقدسة في مكانها الصحيح ولكي تنهض للعمل وخاصة آساقفتنا أي القادة المسؤلين لأن حساب الأسقف عسير جداً ، فعلى الجميع أن يتذكروا غضب الله على رئيس الهيكل عالي الذي ترك ولداه الكهنة حفني وفينحاس على حريتهما رغم أعمالهما الخاطئة ضد هيكل الله المقدس وأحتقارهما لله في خدمتهم وهكذا خطأ عالي أيضاً في نظر الرب لأنه سمح لأبنائه بالأستمرار في الخطأ ، الله ينظر بمعايير خاصة ولا يتهاون اذا خطأ قادة الكنيسة بمسؤولياتهم ولم يحاربوا الممارسات الشريرة بكل قوة ، فليتذكروا اذاً رد الله العادل على عالي وأولاده الكهنة وكيف بادهم بيد قوية في يوم واحد " 1 صمو 4/ 17-18 " . العمل اذاً يجب أن لا يقتصر على الأكليروس فقط بل أن يتدخل المؤمنين لأنقاذ الكنيسة بآرائهم وجهودهم وأفكارهم ، أما ما نسمعه هذه الأيام كتدوين أسم الكلدان القومي عند المسؤلين أي تثبيت الفرقة وتشديد الواوات الموجودة بين طوائف كنيسة المشرق فأنه لجريمة نكراء ، لماذا لا نبحث عن العكس حيث الوحدة والتآخي التي أرادها الرب يسوع منا ( كونوا واحد كما أنا والآب واحد ) عندما ننجح في توحيد الكنيسة ونصبح تحت سقف كنيسة واحدة حينذاك سنتوحد قومياً أيضاً ، لا وبل نقول لو أصبح العراق كله في كنيسة الرب وهذا يجب أن يكون هدفنا حينذاك سيفكر الجميع بجذورهم وأصلهم وماذا كانت قوميتهم وأصلهم ،علينا اذاً الرجوع الى وحدة الكنيسة التي بادر بها غبطة البطريرك مار دنخا الرابع الكلي الأحترام في عام 1994 مع كنيستنا الكاثوليكية ، خرجت الكنيستين ببيان مشترك عن الأيمان الواحد لكن من هو المسبب في توقيف هذه المبادرة؟ وهكذا يجب أن تشترك كنيسة المشرق القديمة فتتوحد البطريركيات الثلاث التي هي أساساً متوحدة في أرضها وتاريخها وطقوسها وأرثها العريق ولغتها وفي قانون الأيمان النيقي المشترك لا وبل البطاركة الثلاث متوحدين في زيهم الأحمر ، وهذا اللون لن يختار عبثاً ، هذا الثوب الأحمرهو رمز لثوب البطريرك الشهيد مار شمعون برصباعي الذي كان ثوبه ممضرجاً بدمه ودماء رفاقه الأساقفة عند أستشهادهم يوم الجمعة العظيمة من عام 340 م ، هكذا أبى كل الجثالقة الذين تبعوه الا أن يلبسوا هذا اللون دلالة على أستعدادهم للشهادة مثله. أذاً يجب أن تختلط أفكار البطاركة والأساقفة معاً كما أختلطت دماء أسلافهم مع بعضها حباً بالمسيح وكنيسته . نقترح بأن تبدأ الكنائس بمبادرات للوحدة المشتركة وعلى شكل خطوات تبرهن الشروع في طريق الوحدة تبدأ بالأجتماعات الدورية لدراسة الأمور اللازمة معاً . توحيد الأعياد والمناسبات والطقوس وأصدار تقويم كنسي مشترك بأسم كنيسة المشرق . أنشاء قناة فضائية على غرار قناة النور اللبنانية التي تبث نشاطات الكنيسة الكاثوليكية اللبنانية والأرثودكسية وبمحبة بدلاً من نشر نشاطات الكنيسة في قناة عشتار وهكذا ستشترك الجهات الثلاث في تموينها ، وعن طريق تلك القناة يستطيع المؤمن أينما كان أن يتابع برامجها ويشرب الأيمان من النبع الحقيقي لما تقدمه من تعليم لمختلف الأعمار والنشاطات ومحاضرات من آبائنا الكهنة وحسب الأختصاصات . توحيد التعليم بدراسة الجميع في الكلية الحبرية وتهيئة كادر تخصصي جيد ونزيه في أيمانه ومثاله الصالح لكي يقتدوا بهم الطلبة في كل حياتهم الكهنوتية ويُفضل بأن يكونوا من الرهبنة وحتى وأن كانوا من بلد آخر . تثبيت أسم الكنيسة بأسم مشترك واحد ( كنيسة المشرق) . نقل مقر البطريكية الآثورية الى العراق لكي تكون قريبة من أبنائها أولاً ولغرض العمل ثانياً. هكذا سيحصل بطاركنا الأجلاء على أكاليل المجد بتوحيد أبنائهم وكنيستهم وأسمهم الواحد . الخطوة الأولى التي تسبق كل هذا هو أعلان الكنائس الثلاث الصوم والصلاة والتذرع من الصميم الى الله القدير لكي يرسل روحه القدوس لدعم مشروع وحدة الكلمة والأيمان المشترك . هكذا سيحصل الفرح في السماء والأرض بقوة ربنا يسوع المسيح وبشفاعة أمنا مريم العذراء الكلية الطوبى ولإلهنا كل المجد .
وردا أسحاق عيسى
ونزرد-كندا