خبير أميركي بارز: السعودية ترغب باستبدال المالكي بعلاوي وهي تقدم دعما سريا لمجالس الصحوات
14/01/2008
نشر مجلس العلاقات الخارجية، وهو واحد من أبرز المؤسسات البحثية في الولايات المتحدة الأميركية، تقريرا جاء فيه أن الرياض ترغب في رؤية رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي معزولا عن منصبه، بسبب ما وصفه التقرير بعلاقاته الوثيقة مع إيران.
ويشير التقرير الذي جاء على شكل مقابلة أجريت مع غريغوري غوس F. Gregory Gause III، وهو أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيرمونت ومختص في الشأن السعودي، إلى أن السعوديين يودون استبدال المالكي بشخصية مفضلة لديهم مثل رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي، والذي وإن كان شيعيا فإن السعوديين يرونه أقل طائفية من المالكي، حسب التقرير.
ويرى غوس أن أهم تطور طرأ على المشهد السياسي في العراق، من وجهة النظر السعودية، يكمن في بروز ظاهرة مجالس الصحوة والتي قام فيها المقاتلون السنة من أبناء العشائر بمقارعة عناصر القاعدة وطردهم من مناطقهم بالتعاون مع القوات الأميركية.
ويؤكد غوس أنه على الرغم من عدم وجود تصريحات علنية وأدلة دامغة على الدعم السعودي لمجالس الصحوة، بسبب الطبيعة السرية للنظام السعودي، إلا أنه متيقن من دعم الرياض لها.
ويرى الباحث الأميركي أن السعوديين دعموا مجالس الصحوة بكل قواهم السياسية والمالية، ورأوا فيها جزءا من نفوذهم الطبيعي داخل العراق.
ويقول غوس إنه بالرغم من إدراك السعودية من أن الشيعة يمثلون أغلبية سكانية في العراق، وأنهم سيستمرون في دورهم كمكون أساسي في نظام الحكم، إلا أن السعوديين يبدون قلقهم من أن يؤدي هذا الأمر إلى تهميش سنة العراق بشكل كبير، فضلا عن تحول الطبقة السياسية الشيعية إلى مجموعة من العملاء في يد طهران وعلى رأسهم نوري المالكي، حسب التقرير.
ولكن المفارقة تكمن كما يشير غوس إلى أن الحليف الأكبر للمالكي حاليا هو جورج بوش، وعلى الرغم من أن تشكيل تحالفات بديلة عن الحكومة العراقية الحالية من خلال دعم إياد علاوي يتفق مع سياسة الإدارة الأميركية، إلا أن بوش لا يحبذ التخلص من المالكي.
ويضيف غوس أن هناك ايضا جانبا شخصيا في الأمر حيث يرى أن جورج بوش يرتاح خلال تعامله مع نوري المالكي، من الناحية الانسانية.
وأكد غوس الذي يعد من أبرز الخبراء في الشأن السعودي أن السعوديين يعتقدون أن أفضل طريقة لإنهاء الحرب في العراق تمكن في اختيار إياد علاوي رئيسا جديدا للوزراء، لأنهم يتصورون أن حكومته ستضم كثيرا من الوزراء السنة.
ويختم غوس تقريره بالقول إنه غير متاكد من إمكانية تحقيق هذا السيناريو ولكن هذا على الأقل ما يتمناه السعوديون، حسب تعبيره.