المجلسُ الشعبي لا زال سادراً في ضَـلالـِه التآمـُري على الكلدان
لقـد أوعـزت الرئاسة الديكتاتورية لهذا المجلس المشبوه النـوايا المـدعو زوراً بـ ( الكلداني السرياني الآثـوري أو " الآشوري المزيـَّف" ) ليقـوم أفـرادٌ من لُـجنتِـه المُخـوَّلة بالتحضير لمؤتمره الشعبي الثاني المـزمع عقـدُه في موعـدٍ غير محـدَّدٍ من الأشهر القادمة ، بزيارات مُـريـبة لمقـرات تنظيماتنا الكلدانية لإستـطـلاع آرائـها من حيث المشاركة في المؤتمر التآمُـري . لم يتـردَّد الأمناء العامون لتنظيماتنا ومساعدوهم باستقبال هؤلاء الأفـراد المأمورين الذين لا يحلـُّون ولا يربطـون ، ولكنهم مُلـقـَّـنـون لِما يقـولـون ، فلـدى مجابهتهم بإخفاقات هيئة رئاسة المجلس المتعمدة نحـو تنظيماتنا ومنها ا - رفض العمـل المشترك الذي دعت إليه تنظيماتنا . ب - توحيد الخطاب القـومي من حيث الثوابت المشتركة المتفق عليها من قبل كافة تنظيمات شعبنا . ت - إحالة موضوع التسمية المختلف عليها للمختصين التاريخيين للبت فيها . ث - عـدم الإنفـراد برفـع العلـم الآشوري المزيـَّف في المناسبات العامة . ج - عـدم انحياز فضائية عشتار الى المكـون الآشوري الضئيل والهـزبل المخالف كلياً لِـما تـدَّعيه بأنها وجـدت للجميع . ح - عـدم فرض التسمية المركبة الهجينة والمستَـهجَـنة لعـدم واقعـيتها وخـلـوها من الثوابـت التاريخية . عـدم الكيل بمكيالين ووجوب الوقـوف على مساحةٍ واحدة من كافة تنظيمات شعبنا من حيث الـدعم المالي والمعنـوي .
لقـد اعترف أعضاء اللجنة الموفدون بهذه السلبيات وأقـروا بأنهم على علم باخرى غيرها ، وأنهم كانوا يُبـدون انتقاداً لـها ، وأضافـوا بأنهم جادون بالإعـداد الجيِّـد للمؤتمر القادم لكي تُـشارك فيه كافة تنظيمات شعبنا ، عاقـدين العـزم على أن نبـدأ بـداية جـديـدة وصائبة . ولكن للأسف ، ما كانت هذه الأقـوال إلا زيادة ً في الخـداع والتمويه ، والـدليـل على ذلك هو قيام المجلس الشعبي الخائـن بـتـقـديـم طـلبٍ رسمي الى الشيخ هُـمام حمودي رئيس لجنة التعـديل للدستور العراقي مفاده إدراج التسمية الثلاثية المركبة والمصنـَّعة في دهليز السياسة الكـُرد آشورية ومن تصميم الداعية الآشوري سركيس أغاجان الصامت ولا صَمتَ أبي الهـول مستعيضاً صمتـَه بالبذخ الفاضح الذي وفـَّرته لـه جـهة مجهـولة ، لتحـل محـل التسمية القـومية الكلدانية الأصيلـة والتسمية الآشورية اللاقـومية ، ولم يكن قد مضى يومان على تقديم المجلس المشبوه لطلـبه الشائن ، حتى تقدمت ما تُسمّى بمنظمة كلدوآشور التابعة للحـزب الشيوعي الكردستاني بطلـبٍ مماثـل الى ذات اللجنة حول الموضوع ذاته ، تُـرى هل جاء الأمر صدفـة ً أم كان اتفاقاً شيطانياً مسبقاً ، ثـم لنسأل متى كان الشيوعيون يعترفون بالقومية ؟
إنها مؤامرة خبـيـثة من مجلس ٍ اوجِـدَ من قبـل داعـيةٍ آشوري أظهـرَته فجأة ًقـوى متنفـذة لينـفـذ أجندتها ذات الأهـداف الخفية تحت الاسم الآشوري المزيـَّف لإستـبعاد الشبهة ، والهـدف الأول منها هـو تغييب الشريحة الكبرى من شعبنا المسيحي " الكـلـدان " عن الساحة السياسية بحجب إسمها القـومي عن التداول الرسمي في وطـنها الأصيل العراق ، والعمل على صهره عن طريـق لـَصـق ِ إسمين آخـرين بـه وهي سابقة لم يشهدها التاريخ من قبـل . ولتحقـيـق هذا الهدف العدائي السافـر ، رأى مؤسسُ المجلس الشعبي العميل وداعموه الأقـوياء ، بأن الظرف الحالي هو فرصة ذهـبية مؤاتية ليـقـوم أداتُهم الطـيـِّعة المجلس الشعبي بتـنـفـيذ الأجندة المرسومة ، فالبرلمان العراقي الحالي قد جعـلته الأحـزاب الشيعـية ذات الغالبية العـددية والأحـزاب الكردية المتحالفة معها الـعـوبة ً بأيديها ، وإن القـوى الـوطـنية قد جرى تقزيمُها بفعـل عـوامل ضغطـ ٍ متعـدِّدة مورست على الناخبين منها دينية ، احتلالية ، تزويرية ، والإنخـداع بالديمقراطية الموعـودة التي انقلبت الى ديكتاتورية المليشيات تُمارس القـتـلَ والإختطاف والإبـتـزاز والتهجيـر ونهب المال العام دون رقيب أو حسيب . هذا الـوضع المزري والشاذ إستـغـلـَّه مسيـِّرو المجلس الشعبي فطالبـوه بالتحرك السريع لإلغاء القـومية الكلدانية مـن دستـور العراق الفـيـدرالي وإحـلال محلـِّها الـتسمية السمجة الهجـيـنة ، ولكن هيهات ، أن يصل أعـداء الإنسانية والديمقراطـية الى مأربهم الشرير ، فإن رئيس لجـنة تعـديـل الدستور وأعضاءَها المحترمين هم من الحـنكة والدراية بالتاريخ ، ويعـلمون أن هذا المطـلب الغريب وراءَه هـدف سياسي غير سليـم ويتحـدى إرادة شعـبٍ أصيـل وُضع في موقف المغـلوب على أمره ، وعلى مّن اؤتمنوا على العدالة إسعافــُه !
وبالرغم من ثقـتنا برئيس وأعضاء لجنة التعديل الدستوري بـأنها ستدرس الطلبين المقدمين إليها بعنايةٍ ونـزاهة ، باحثـة ً عن الدوافـع العـدائية واللاانسانية وراءَهما ، وسيكون قـرارُها منصفاً لحقنا في التمسك بقـوميتنا ، ولكن الـواجب يـدعو رئاسة الكنيسة الكلدانية ممثلـة ً بشخص رئيسها صاحب الغبطة مار عمانوئيـل الثالث دلي الجزيل الإحترام ومطارنتـها الأجـلاء ، أن يبادروا الى اتخاذ موقـفٍ حازم ومسؤول لتـدارك هذا الموضوع الخطـير بتدخلهم لدى رئيس وأعضاء اللجـنة مُعـربين لهم عن معارضـتهم الشديـدة على التجاوز المراد ايـقاعـُه على القـومية الكلدانية ، وإن الجهتـَين اللتـَين تقـدمتا بطلب إدراج التسمية المركبة المفـبركة لا تُمثـلان الكلدان على الإطـلاق . القـومية الكـلدانية لا يُمثـلـُها إلا أبناؤها الكلدان ممثـلين برئاسة كـنيستهـم وآبائـها وتـنظـيماتهم السياسية الكلدانية التي تضمهم الهـيئة العليا للتنظـيمات الكلدانـية . ما يسمى بالمجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري هو مُسمـَّي صُـوَري لكنـه في حقيقـته على أرض الـواقع فهو مجلس آشوري صرف . كيف يجوز لتنظيم فرضَ نفسه وصياً على شعبٍ رغم إرادتـه ! يا آباء كنيستنا المـوقرين ، لا تـُصغـوا الى لـومة اللؤماء الذين يعـزفـون على وتر عدم التدخـل بالسياسة ، والذي يبرز صوتـُه النشاز ضِدَّ آباء الكنيسة الكلدانية فقط ، ويختفي نهائياً عن وجه رجال الدين من الكنائس الاخرى المنغمسين حتى آذانـهم في وحـل السياسة . فدفاعكم عن وجود وكـرامة أبناء امتكم الكلدانية هو أحـد واجباتكم الرعـوية تماماً كاهتمامكم في تقـوية وتثبيت ايمانهم ، إنكم رعاتُهم ومسؤولـون عن حمايتهم والدفاع عنهم ضِدَّ الذئاب المتربصة بهم .
أيَّ خير ٍ يتـوقـع الكلدان مـمَّن نصبـوا لهم عـدواً شرساً هو المجلس الشعبي ، الأداة الخانعة والمُـعـَدة لتنـفـيذ المآرب الشريرة ضِدَّهم ! وهـل هنالك بصيص أمل ٍ بأن مؤتمر المجلس العميل القادم سيخرج عن دائرة مؤسسه الرجل الصامت ذي النوايا السيئة تجاه الكلدان ؟ لا أعـتقـد أبـداً ، فكُـلُّ شيءٍ قد أعِـدَّ بعناية ، وإن قرارات معادية للكلدان ستتخـذ ضِدَّهم وستترجم على أرض الواقع ، وبقـي على الكلدان الإنتباه جيداً وإعـداد أنفسهم للتصدى لمؤامرات المجلس العميـل المقبلـة .
الشماس كوركيس مردو
في 7 / 11 / 2009