أيام النهضة الكلدانية
في السويد رسالة تاريخية واضحة
الدكتور عبدالله مرقس رابي
استاذ وباحث اكاديمي
عقد في الفترة بين 15و19من الشهر الحالي تشرين الاول عام 2011 في عدة مدن من المملكة السويدية تحت شعار اجاد في اختياره القائمون للتحضير لتلك الايام الرائعة في تاريخ الكلدان هو(حقوق الانسان للشعب الكلداني والتكامل بين الشعب الكلداني وبلدان الانتشار) فهو شعار يترجم الى الواقع ابرز مقررات المؤتمر االكلداني الاول الذي عقد في سينديكو الامريكية في 30 من شهر نيسان الماضي.اذ اوصى ذلك المؤتمر على التأكيد لدراسة الوضع الحالي للشعب الكلداني في بلدان المهجر لكي يحقق التكامل والاستقرار في المجتمعات الجديدة و مع الارتباط بالتراث الكلداني والحفاظ على الهوية الكلدانية اينما يحل الكلدان .
ومن متابعة نشاطات واحداث المؤتمر اثناء انعقاده ،وبالذات تلك المحاضرات التي القاها المطران( سرهد يوسب جمو) في اماكن مختلفة في المدن السويدية ،وما جاء الاساتذة المشاركون من تأكيدات في كلماتهم والاتصالات الرسمية للمؤتمرين ،وما تبع ذلك من حضور جماهيري يومي لجلسات المؤتمر،وروعة التنظيم الاداري لوقائعه ،يمكن ان نستخلص الى القول ان ايام هذا المؤتمر النهضوي هي رسالة واضحة وبينة رسخها المؤتمرون ووجهت لمستويات متعددة وابرز ما تتضمن هذه الرسالة التاريخية الاتي:
اولا : انها اشارة الى كل المتآمرين على النيل من الهوية القومية للكلدن ،على ان الشعب الكلداني قادرمن نيل حقوقه في بلده الام وبلدان المهجر،وانه شعب عريق يتعامل مع الاوضاع والمتغيرات بفطنة وحكمة للتواصل في الحياة على مر العصور.
ثانيا: رسالة واضحة الى الاساقفة والكهنة في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية ،ان بمقدورهم المشاركة الفعالة والتعاون مع العلمانيين لنشر الوعي القومي الكلداني دون التلكؤ واتخاذ موقف اللامبالات من اهمية هذا الموضوع على المستوين الديني والقومي، أو بعضهم يقولون ولايفعلون .وعليهم الالتزام بموقف ثابت طالما انهم وقعوا على المذكرة التي تخص المفهوم القومي في اجتماعهم في مدينة عينكاوة سنة2005.
ثالثا: تعد تلك الايام رسالة واضحة للجميع، ان الصوت الكلداني بامكانه ان يصل الى كل القنوات السياسية والمحافل والمنظمات الدولية التي تهيمن على القرارات السياسية وصناعتهاسس في عالم اليوم.
رابعا: ولما كانت الهجرة من ابناء شعبنا الكلداني مستمرة من بلد الام الى بلدان المهجر وبازدياد مضطرد بحيث اصبح عددهم يزيد عن ما هو في داخل العراق لسوء الاوضاع العامة هناك، وتهميش هذا الشعب الاصيل في المشاركة في الحياة السياسية بشكل جدي تليق باصالته.وعليه كانت هذه النشاطات رسالة واضحة من النهضة الكلدانية على انها مهتمة بالاوضاع الاجتماعية والثقافية لكلدان المهجر لنيل حقوقهم الانسانية وتنظيم شؤونهم لكي يتحقق تكاملهم واستقرارهم و وتكيفهم في المجتمعات المستقبلة لهم للحفاظ على هويتهم القومية .
خامسا :رسالة مهمة على ان مؤتمر النهضة الكلدانية يهتم ويدعم مواصلة اللغة الكلدانية سواء على المستوى الرسمي أو الاجتماعي عن طريق التنشئة الاجتماعية الاسرية التي لابديل عنها في تواصل الاجيال الكلدانية في تراثهم،لا كما يظن البعض بان المؤتمر قد يستغفل اهمية اللغة للوعي القومي الكلداني .
سادسا: يوجه لنا المؤتمر رسالة واضحة بخصوص اهمية التعاون والتكاتف للمنظمات السياسية والمدنية للشعب الكلداني من اجل المساهمة في نهضة الكلدان .وما اتحاد الاندية الكلدانية في السويد ابرز مثال لهذا التعاون من اجل تحقيق اهداف الامة الكلدانية في العالم لتتخذ هذه التنظيمات خطوات متماثلة في كل البلدان وبالاخص في ولاية مشيكان الامريكية حيث اكبر تجمع كلداني في العالم.
سابعا: بين المؤتمر امكانية وقدرة مثقفي الكلدان الاكادميين وغيرهم المساهمة في نشر الوعي القومي وايجاد سبل كفيلة للنهضة الكلدانية والتصدي لكل المؤآمرات التي تحيط بالشعب الكلداني.
واخيرا نثمن ونفتخر بما قدمه الكلدان الاصلاء في السويد في مبادرتهم المكملة للمؤتمر الكلداني في سينديكو الامريكية،وما قدمه المطران سرهد جمو والكهنة والكتاب والاداريين من انشطة ثقافية وادارية كللت ايام المؤتمر بالنجاح لايصال المعلومة والرسالة.