الاخبار و الاحداث / أخبار شعبنا / نيويورك تايمز تكتب عن تصعيدات المتطرفيين ضد المسيحيين في العراق وعنكاوا واحة الأمان في الشمال في: أكتوبر 25, 2006, 11:52:42 pm
نيويورك تايمز تكتب
عن تصعيدات المتطرفيين ضد المسيحيين في العراق
وعنكاوا واحة الأمان في الشمال
[/size]
بات من الواضح جداً أن مسلسل الإرهاب الذي يبث سمومه في العراق لا زال طويلاً بحلقاته الدموية التي لم توفر أحداً، فكان شعبنا الكلداني الآشوري السرياني ضحية من ضحايا عملياته الحاقدة والمتطرفة البشعة حين طالت عائلاتنا ورموزنا الدينية بمبانيها وأرواحها وحين استرسلت مقصلة التعصب بإجرامها فلم ترحم رقاب الكهنة.
هكذا بعد الإعتداءات الأخيرة من تفجيرات وقتل، عادت الوسائل الإعلامية الأجنبية لتغطي من جديد الأحداث المأساوية الحاصلة .
اخترنا لزوار الموقع موضوعاً نشرته نيويورك تايمز بقلم الصحافية ميكاييل ليو وبالتعاون مع السيد وسام حبيب وخالد الأنصاري في بغداد ومع موظف نيويورك تايمز في الموصل.
تناول الصحافيون في الموضوع آخر التطورات عن أوضاع المسيحيين المهجّرين والمرحّلين والمهددين والمضطهدين في وطنهم العراق والذي لم يعرفوا أماً لهم سواه .
ننشر للقراء ترجمة موجزة لأهم النقاط التي وردت في التقرير :
- تضمن الموضوع نبذة عن التاريخ الحضاري، اللغوي والديني للكلدان الآشوريين السريان في العراق. هم من سكان العراق الأصليين ودخلوا المسيحية منذ 2000 سنة مما جعل من وطنهم العراق أحد أقدم الدول المسيحية في العالم. لا زالوا يتكلمون ويصلون بلغة المسيح "الآرامية".
- خطاب البابا بينيدكت السادس عشر الذي أُُلقِيَ في المانيا أثار تنديدات غاضبة من قِبل السنة والشيعة، دفع ثمنها المسيحيون في العراق كضحية لردات فعل إجرامية تُرجِمت بإعلان بعض المنظمات المتطرفة عن خططها بقتل كل المسيحيين اذا لم يعتذر "البابا" عن إساءته للإسلام.
بالإضافة طبعاً الى أعمال عنف عديدة يُذكر منها خطف فتاة ومطالبة الخاطفين من أهلها أن يأتي "البابا" بنفسه لتحريرها منهم. يشير الموضوع أيضاً الى التفجيرات التي طالت بعض المتاجر والكنائس وكان آخرها الإنفجار الذي وقع في كنيسة العذراء مريم في بغداد والذي أوقع العديد من الضحايا. ويذكر أيضاً عمليات الخطف التي طالت بعض الكهنة والجريمة البشعة التي أدت بحياة راعي كنيسة مار افرام للسريان الارثوذكس الأب بولص اسكندر بعد أن خُطِف وقُطِع رأسه.
أما هذا التصعيد ضد المسيحيين فيعود لسببين، أولاً هو إنتماؤهم الديني المرتبط ، حسب مفهوم المتطرفين، "بالحملات الصليبية المعاصرة" وثانياً بسبب إمتلاكهم لمتاجر المشروبات الروحية والكحول.
- تهجير المسيحيين من البصرة وبغداد والموصل بات من البديهيات اليومية بسبب رسائل التهديد التي تُدس في بيوت العائلات المسيحية مطالبة برحيلهم. يشير الموضوع أيضاً الى الأخطار التي تتعرض لها النساء المسيحيات لو لم يتحجبن كالمسلمات. حتى ممارسة التقاليد الدينية لم تعد من الأمور الممكنة بعد أن ارتفعت وتيرة الإعتداءات مما دفع بعض الكنائس الى إلغاء القداديس خاصة بعد ان انخفض عدد المصلين من 500 الى 50.
- أصبحت مدينة عنكاوا في منطقة أربيل في الشمال واحة الأمان التي تلجأ اليها العائلات الهاربة من الإعتداءات والتفجيرات حسبما أكد الأب يوسف صبري راعي كنيسة القديس يوسف الكلدانية. هذا ومن العادي جداً أن تدخل سيارات تحمل "لائحات تسجيل من بغداد" الى عنكاوا وذلك بحثاً عن إمكانية الإستقرار في المدينة.
بالإضافة الى الهجرة الداخلية يكشف التقرير ايضاً عن أرقام تعكس صورة مخيفة للهجرة خارج العراق اذ ان عدد المسيحيين الذين غادروا الى دول الجوار قد ُقدر بحوالي 100.000.
في هذا الصدد أفاد الأب خوشابا كاهن رعية كنيسة العذراء مريم أن نسبة طلبات العائلات لإستمارات "العماد" لأطفالهم قد ازدادت لتصل الى 50 إستمارة في الأسبوع تقريباً وذلك لحاجتهم لها حين يقدمون أوراق الهجرة في السفارات.
وفي نهاية التقرير يُتوقع ان يخف الضغط بعض الشيئ عن المسيحيين بسبب إنشغال المنظمات المتطرفة بالصراع السني-الشيعي الدائر على أشده في الآونة الأخيرة. ويذكر على سبيل المثال حادثة الإختطاف الذي تعرض لها سائق راعي الكنيسة الانغليكانية في بغداد والذي أُخلي سبيله بعد أن اعتذر منه الخاطفون قائلين له "ظننا انك شيعي".
--------------------------------------------------------
طبعا من المؤسف والمحزن أن يصل الوضع الى هذا الحد من اللاوعي في العراق ولكن من المفيد والمهم جداً أيضاً أن نستمر في الكتابة والتداول والبحث عن حلول قد تنقذنا من الجحيم الذي ضرب وطننا وأهله.