الحكومة السويدية أمام مسؤلية تأريخية كبيرة:
« في: الأمس في 04:29:21 pm »
--------------------------------------------------------------------------------
الحكومة السويدية أمام مسؤلية تأريخية كبيرة:
الحكومة السويدية امام مسؤلية تاريخية كبيرة (رسالة واضحة الى كل السياسيين في العالم) بمناسبة عقد مؤتمر عهد العراق في ستوكهولم العاصمة السويدية في 2008-05-29 وتحت أشراف الامين العام للامم المتحدة بان كي مون:
تشكلت دولة العراق لاول مرة في العهد الحديث سنة 1921 على اثر انهيار الامبراطورية العثمانية (حفيدتها تركيا حاليا) في الحرب العالمية الاولى امام دول الحلفاء بقيادة الانكليز(بريطانيا العظمى).
نصب فيصل الاول على الدولة العراقية كأول ملك , اذ كان نظام حكمه ملكيا خاضعا تحت أدارة الانكليز الغير مباشرة احيانا والمباشرة في احيان أخرى حسب الظروف التي كانت تمر بها البلاد . لم يكن الملك فيصل عراقيا أي لم يكن من أبناء العراق بل كان واحدا من أبناء القبائل العربية التي كانت تقطن مملكة نجد والحجاز أي السعودية العربية حاليا. جلب فيصل الى العراق لترضيته عن العرش الذي فقده في موطنه الاصلي فأعطيت له بلاد ما بين النهرين عراق اليوم .كان العراق حينها يتكون من ثلاثة ولايات عثمانية تركية وهي : ولاية الموصل في الشمال وولاية بغداد في الوسط وولاية البصرة في الجنوب.أستمر عهد الحكم الملكي في العراق الى سنة 1958 وتحديدا الى يوم 14 تموزمن نفس العام. اذ برز في العراق قائد عسكري قوي أسمه عبد الكريم قاسم بين صفوف الجيش أذ أستطاع القيام بالثورة ونجح فيها وقتل الملك وبدل نظام الحكم في العراق من الملكي في عهده الاسود (عهد الاستغلال والتجويع) الى العهد الجمهوري (العهد الاحمر) عهد القتل وأنهر الدماء وتلته من حينها العديد من الانتفاضات والثورات في عموم العراق واحدة تقمع الاخرى ذهب ضحيتها الالاف من أرواح العراقيين (بسبب عدم وجود نضوج سياسي حقيقي في العملية السياسية في العراق والى اليوم). باختصار شديد ان العراق منذ تاسيسه كدولة في العهد الحديث سنة 1921 والى يوم احتلاله ( والذي يعد من قبل أمريكا تحريره) في التاسع من نيسان 2003 قد مر بعهدين واضحيين هما العهد الملكي (الاسود المحزن) والعهد الجمهوري (الاحمر الدموي المفزع). ومنذ التاسع من نيسان 2003 بدأ عهد جديد في العراق أسمه العهد الجمهوري زائدا كلمة الديمقراطي الامريكي ان كنت صائبا , وهذا العهد يجمع كلا اللونين السابقين (الاسود والاحمر) ومن نتائجه أو ثماره التي جناها ومازال يجنيها الشعب العراقي وبمختلف أطيافه ولكن بشكل غير عادل هي (الخوف , الترهيب, الحزن, الجوع, القتل, التشريد والتنكيل) ناهيك عن سلبيات فادحة وخطيرة للغاية تتعلق بمسالة الفساد المالي والاداري المستشرية في شرايين الدولة وبعض من هذا نتركه للامين العام للامم المتحدة ورئيس حكومة مملكة السويد ان يبحثوا فيها في مؤتمرهم الموقر (مؤتمر عهد العراق ، لكن مازال غامضا هذا الاسم وغير واضح المعالم سياسيا) . ولكن أطالبهم باسمي وباسم كل العراقيين الشرفاء المجروحين في قلوبهم وامام العالم كله ان يختاروا اسما واضحا لهذا العهد اي ان لا يتركوا هذا العهد مجهول الاسم كما يعيش العراقي اليوم في العراق مجهول المستقبل! كأن يسموا المؤتمر على سبيل المثال (مؤتمر نفاذ الصبر مع السياسيين العراقيين الجدد المتصارعيين فيما بينهم على كعكة أسمها العراق). كما ان المؤتمرين مطالبين ان يختاروا لونا لهذا العهد على الاقل ليطمئن المواطن العراقي المسلوب الارادة في الداخل والخارج أنه ليس وحيدا ولكن القانون بجانبه ومثلما لف حبل المشنقة حول عنق الدكتاتور صدام حسين فهو قادر ان يلفه حول أعناق المجرمين والمستهترين بالدولة وبمالها ، والا لماذا هذا الانفاق وهذا الجهد وأشغال نصف العالم بهكذا مؤتمر كبير لم تشهده السويد في تاريخها كله.
ان الاحتلال الامريكي للعراق قد اربك كل العراقيين وبكل قومياتهم واديانهم وكلهم دائما امام تساؤل خطير : هل ان الامريكان سوف يساعدون جميع العراقيين على بناء دولة دستورية تكون من أركانها تطبيق القانون والعدالة على كل العراقيين من دون تفضيل كفة عراقي على كفة عراقي آخر ؟ وبخاصة ما نشاهده من المشهد المؤلم والمرير لما يجري على ارض الواقع وفي ضوء هذا الاحتلال الامريكي ، أذ لا يعرف على وجه التحديد ما آلت اليه الامور من سوء ولا يعرف مصير ومستقبل أمور كثيرة في العراق وما سوف تؤول أليه في نهاية المطاف(الاحتلال) , لا بل لا يعرف مصير أمور كثيرة تحدث على ارض العراق نذكر منها على سبيل المثال ولتبرئة الضمير وامام الله والباقي نتركه لضمير المؤتمرين ليتداولوا فيه ، فمن هذه الامور نذكر :
أولا: ما عدد الذين أستشهدوا من ابناء الشعب العراقي والذين وقعوا كضحايا للارهاب وللعمليات العسكرية التي تقودها القوات الامريكية وشركات الحماية الاجنبية في العراق. أم على العالم فقط ان يعرف عدد ضحايا الهجوم الارهابي في 11 سيبتمبر2001 الذي وقع في أمريكا!!.
ثانيا: عدد المعوقين والمشوهين نتيجة الحرب الضروس منذ التاسع من نيسان 2003 والى يومنا هذا.
ثالثا: عدد المشردين من أبناء العراق سواء داخل حدود العراق بين المدن العراقية أو خارجه .
رابعا: عدد الايتام ودور اليتامى في العراق نتيجة أحداث الحرب.
خامسا: عدد المليارات التي سرقت من أموال العراق والتي خصصت بالاصل من أجل المواطن العراقي ومن أجل أعمار العراق ولم تكن على حد علمي المتواضع قد خصصت كنثريات للسلب والنهب.
سادسا: عدد الجرائم التي أرتكبت ومازالت ترتكب بحق الابرياء من الناس, وبحق رجال الدين مسلمين ومسيحيين وبحق اساتذة الجامعات العراقية.
سابعا: عدد العراقيين الذين فصلوا أو أبعدوا من وظائفهم بسبب سياسة الاقصاء والتهميش والتنكيل التي تعرض لها المواطن العراقي البريء المستقل وغالبيتهم هم من أصحاب الكفاءات العالية اكاديميا , اذ لا يرتبطون بتنظيم سياسي معين مما آلت بهم الامور في نهاية المطاف الى ترك الوطن والهجرة الى الخارج والعيش في ظروف اللجوء الانساني في البلدان الاجنبية ونحن اصحاب دولة نفطية!!!.
ثامنا: نوعية الخدمات الاساسية والضرورية التي يحصل عليها المواطن العراقي كالصحية والتعليمية والبلدية (الماء والكهرباء) وخدمات النقل.
تاسعا: عدد النساء الواتي اصبحن أرامل وتشردت اسرهم بسبب الحرب والاقتتال الداخلي . وما
تعرضت له النساء الارامل من الماسي تحت وطأة الظروف الاقتصادية المحرجة التي يمر بها العراق وبما لا ترضي القيم التي جاءت في الكتب السماوية والتي توصي بحفظ كرامة الانسان. لكن ومع الاسف الشديد كان هذا الانسان العراقي مهملا بعيدا عن أهتمام الحكومات , فلو حظى بربع الاهتمام الذي يحظاه المسؤل العراقي (بجيبه) لما آلت اليه أمور العراق الى هذا الوضع المحرج . اني احس بالاسف الشديد والالم من أعماق القلب لوصول العراقي الى هذه الحالة بعد ان كان رمزا للهيبة والصدق والعلم والخير يضرب به المثل وعلى مستوى العالم كله.
بعد سرد هذه النقاط المهمة التي وجدتها ضرورية الوقوف عندها في حين تركت النقاط الاخرى وهي مهمة ايضا , والتي تحسست بها عن قرب من خلال وجودي في مملكة السويد خلال سبعة اعوام والتي يتمتع بها المواطن في مملكة السويد على سبيل المثال نذكر منها(حقوق الطفل, حقوق البيئة, حقوق الشباب, حقوق رعاية المسنين والمعوقين, حقوق الكلاب والقطط, و.....الخ) وسبب عدم التطرق اليها يرجع الى خجل الكاتب التطرق الى مثل هذه الامور بالقياس الى الوضع المأساوي الذي يعيشه اليوم العراق في ظل الاحتلال وبين التشرد والجوع والقتل على الهوية!. كلمة اخيرة: اني أطالب دولة رئيس وزراء السويد السيد فريدريك راين فيلد والامين العام للامم المتحدة ان يسعفنا ويسعف العراقيين بنقاط اخرى ذكية لمساعدة العراقيين اهلنا الطيبين للخروج من محنتهم المؤلمة القاسية هذه والاخذ بالنقاط التي ذكرتها بعين الاعتبار بقصد وضع رجل الدولة العراقي (الاستاذ نوري المالكي) أمام مسؤلياته الكبرى تجاه الانسان والوطن العراقي لكونه المسؤل الاول أمام الله والشعب من هذا الوطن الجريح العراق العزيزعلى قلوبنا جميعا والله الموفق.
........................................
سيروان شابي بهنان
باحث آكاديمي عراقي مقيم في السويد
العنوان الالكتروني
irakkaldean@hotmail.comwww.irak.1talk.net 2008-05-29