النمر الآشوري النائم
عامر حداد
كان موظفا في شركة نفط الشمال المحدودة في كركوك، ويسكن في دور العمال البسطاء في حي عرفة ويسمع اغاني آشورية لمغنيين رواد للاغنية الآشورية آنذاك .
وفي أحد الأيام الحالكة الظلام لخريف 1980 دق جرس الداراثنان من الفرقة الحزبية يرتدون الملابس الزيتونية وبيدهم كتاب سري للغاية وعلى الفور من مجلس قيادة الثورة يطلب فيه بأخلاء الدار وترك المنزل والوطن خلال فترة محددة وذلك تنفيذا للقرار المذكور بترحيل العراقيين ذوي التبعية الايرانية وقد شمله القرار لأن هذه بعد الحرب العالمية الأولى والمسماة، سفر بلك، حيث هاجر من أورمية الى شمال الوطن وبعده تعين في شركة نفط العراق وأستقر في كركوك مع عائلته الصغيرة.
وبعد أن سمع الجيران بالحادثة أرادوا توديعه. فذهبنا انا والوالد اليه وذلك لتقوية معنوياته ولعمق الروابط الأنسانية آنذاك بحيث تحول منزله الى مزار لكل الخيرين من الطوائف العراقية كافة، ولبلاغة قوله مع الوالد لم أنسى تلك العبارة المدوية والتي لازالت ترن في آذاني أثناء حظنه بكل شوق وعاطفة الينا والدموع تتساقط من عيونه فقال ,دخلنا الى العراق بالجودلية اي البوقجة ونخرج منه بالبوقجة.
والبوقجة هي عبارة شرشف من القماش الثخين يلم فيها الملابس كافة للترحال.
معناه ان مصيره محتوم ومصير قومه الآشوري البطل،كأنه لعبة بيد الدول الأستعمارية الكبرى .
وهذا يذكرني بقول الشاعر العربي الكبير ابو العلاء المعري حين قال..هذا ما خبأه علي ابي وماخفيت على احد...
عامر حداد
المانيا/برلين