قال رئيس الوزراء السيد نوري كامل المالكي ان وحدة العراق تتوقف عليها كل الامال والطموحات، وسندافع بقوة عن محاولات تقسيم او اضعاف العراق، او تعريض حكومته الاتحادية المركزية للضعف ، لان ضعفها لا يمكنها من حماية العراق وسيادته ووحدته .
واضاف سيادته في كلمة وسط حشد من ابناء مدينة الناصرية :ان اي مواطن لن يعيش سعيدا في اية بقعة من بقاع العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه مالم يكن الجميع سعداء ، فأما سعادة الجميع او شقاء الجميع، وسيزول كل من لايقف مع وحدة العراق وشعبه ،وقد ذهبت الايام التي لم يسمح فيها الابتعليق صور الطاغية على الجدران، فها هي صور ابناء العراق من المرشحين للانتخابات على جميع الجدران، ليتنافسوا معا في ظل العراق الذي يمضي بخطى ثابتة نحو مستقبل واعد راسخ مستند الى الدستور .
وتابع السيد رئيس الوزراء : لايمكن للشيعة او السنة او الاكراد و التركمان والمسيحيين العيش سعداء واقوياء بمعزل عن بعضهم البعض، الافي ظل دولة قوية ، والى جانب جميع المكونات من شبك وايزيدية وصابئة ، وان الوحدة الوطنية لابد ان تقوم على اسس العدالة والمساواة وعدم التمييز بين المواطنين ، ولاعودة لتصنيف المواطنين الى مواطنين من الدرجة الاولى او الثانية ، وان دستورنا كافل لهذا الحق ، كما كفل توزيع الثروات على اساس الكثافة السكانية ودرجة المحرومية لكل محافظة .
وقال سيادته : نريد بناء مشروع وطني على اسس متينة حتى لا تعود الدكتاتورية والطائفية والماضي المليء بالسجون والمعتقلات والاعدامات التي ذهب ضحيتها الكثير من الشهداء ، وفي مقدمتهم المراجع الكبار ، فالنظام المقبور لم يستطع ان يحول الجميع عربا بالاكراه ، وفشل في سياسة اجبار الناس على الانتماء لحزبه، لأن الاكراه مخالف للمنطق والفطرة ، ومخالف للدستور الذي نعمل به اليوم.
واضاف السيد رئيس الوزراء : نحن نحترم كل الانتماءات، ونعتبرها تاصيلا للتنوع العراقي، لكنها ليست امتيازا لمواطن دون آخر ، وسنتمسك باحترام الجميع وضمان حرياتهم وشعائرهم ومعتقداتهم التي هي امانة في اعناقنا ، ومنها الشعائر الحسينية التي هي مصدر الالهام والقوة والجهاد ، بها ننتصر ونخرج على الظالم ، ونسترخص الدماء ونتوحد .
ودعا سيادته المرشحين من جميع القوائم الى التنافس الشريف ، وان لا يكون هدفهم الحصول على المواقع لخدمة الطائفة او الحزب ، بل ليساهموا في شرف خدمة العراق وامنه واستقراره ، وشرف الحفاظ على العراق موحدا قويا كامل السيادة الوطنية ، كما دعا الاجهزة الامنية الى توفير الحماية والحرية لجميع المرشحين من مختلف القوائم ، وضمان حقوقهم في ممارسة الدعاية الانتخابية المشروعة، لانهم سيلتقون في مجلس واحد جديد منتخب .
واكد السيد رئيس الوزراء ان العراق مهيأ للنهوض بعد الاستقرار الذي تحقق بفضل مواقف ابناء العشائر ومؤسسات المجتمع المدني الذين وقفوا الى جانب اخوانهم من الجيش والشرطة ، وبفضل المصالحة الوطنية التي تستحق ان تخلد في تاريخ العراق السياسي ، لقد نجحت المصالحة لأنها تمت على اساس الوحدة والعدالة والمساواة ، وسحبت البساط من تحت اقدام الارهابيين.
واضاف سيادته : ان مجالس الاسناد من نتائج المصالحة الوطنية وتكريما لمواقف هذه المجالس وتعزيز لدورها المهم نسعى لتشكيل مجلس اعلى للعشائر العراقية . مؤكدا ان الحكومة استطاعت ايقاف نزيف الدم والحرب الطائفية التي استنزفت الكثير ، وان الطائفية تأسست عليها كل الاخطاء، وسنسعى لازالة اثارها .فليس منصب الرئيس او ورئيس الوزراء ملكا لطائفة اوحزب او قومية ، ولايجوز ان يكون التعيين من حصة حزب اوطائفة بل لجميع العراقيين .
واكد رئيس الوزراء: ان الدولة وعدت واوفت بوعودها ، وستصرف الزيادات على الرواتب ودفع الفروقات لجميع الموظفين ، كما انها اعادت بناء الجيش ولم يعد هناك الا جيش عراقي واحد ، لا جيش قديم وجيش جديد ، فهم جميعا ابناؤنا ، لكن الذي اختلف هو العقيدة المهنية الوطنية ، وبدلا من ان يكون الجيش اداة في يد الحاكم المحرف فيوجهه لاستخدام الاسلحة الكيمياوية في حلبجة او قمع ابناء الشعب، اصبح في خدمة الشعب والوطن .
وقال سيادته : ان الحكم مسؤولية شرعية ووطنية واخلاقية ، وليست امتيازا، وان الانتخابات تجسد حق المواطن في المشاركة والمراقبة، داعيا المواطنين للادلاء باصواتهم بحرية، للشهادة على من قدم ومن لم يقدم لشعبه ، والمشاركة ان تعمل في دولة حضارية دستورية وقانونية تعطي وتمنح الصلاحيات وفق الدستور وخلاف ذلك هو الفوضى .
ودعا السيد رئيس الوزراء ابناء الناصرية الى التوجه الى صناديق الاقتراع ، والمساهمة بشكل فاعل في بناء العراق وتجربته الديمقراطية، ورفض الضغوط وشراء الاصوات ، مشيدا بتضحيات ابناء هذه المحافظة التي جابهت جبروت الطاغية وقدمت الكثير من الشهداء ، وظلت شامخة لتواصل مسيرة التضحية والتصدي للارهاب ، في امتداد لمواقفها الوطنية المعروفة ، وان الناصرية تعرضت لاضطهاد وحرمان متعمد من قبل النظام المقبور الذي خلف قوافل من الارامل واليتامى ..
وقال سيادته : علينا في حكومة الوحدة الوطنية الاستمرار في رعاية الشرائح المحرومة والمضطهدين والسجناء وذوي الشهداء، وتوفير السكن اللائق لعوائلهم ، وتعويض من هجروا من وطنهم في زمن الطاغية . مؤكدا ان الحكومة ماضية قدما في دعم المبادرة الزراعية التي ستخدم الكثير من ابناء هذه المحافظة، وتوفير فرص عمل للعاطين ، والعيش الكريم لجميع العراقيين .