طالباني يرأس اليوم اجتماعاً مهماً لحزبه لمعالجة الخلافات في صفوفه ... استقالة نائب رئيس «الاتحاد الوطني الكردستاني» و4 قياديين إثر خلافات عميقةاربيل - رامي نوري الحياة - 15/02/09//كشف مصدر في «الاتحاد الوطني الكردستاني» أن نائب الامين العام للحزب كوسرت رسول علي واربعة من القياديين قدموا استقالاتهم امس اثر خلافات سياسية وتنظيمية داخلية، فيما يتوقع ان يعقد المكتب السياسي لـ «الاتحاد الوطني» اجتماعاً مهماً اليوم (الاحد) في السليمانية برئاسة أمينه العام جلال طالباني للبحث في الخلافات في صفوفه.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه في حديث الى «الحياة» إن «قيادة الاتحاد الوطني تعمل على احتواء الازمة واعادة المستقيلين الى مناصبهم»، معربا عن توقعه بأن يعدل القياديون المستقيلون عن قراراهم. وتابع المصدر ان «اختلاف وجهات النظر أمر طبيعي جدا، لكن قيادة الاتحاد تعمل على عدم تفاقم الأمر».
وكانت مصادر كردية ذكرت ان كوسرت رسول، الذي يشغل ايضا نائب رئيس اقليم كردستان، واربعة قياديين آخرين في «الاتحاد الوطني الكردستاني» بزعامة الرئيس جلال طالباني، «قدموا استقالتهم» اثر خلافات داخلية وصفها المصدر بـ «العميقة».
وأضاف المصدر أن القياديين الاربعة هم عمر سيد علي وعثمان حاج محمود وجلال جوهر ومصطفى سيد قادر، موضحاً ان «الخلافات تتعلق باصلاحات داخل الاتحاد الوطني فضلا عن الاختلاف على بقاء عضوية القيادي نوشيروان مصطفى، النائب السابق للأمين العام، الذي استقال من منصبه قبل ثلاث سنوات بسبب خلافات تتعلق بصلاحيات الامين العام جلال طالباني حيث طالب نوشيروان حينئذ بتقليصها».
وأشار المصدر الى أن نوشيروان مصطفى «يعتزم الترشح للانتخابات التشريعية المقبلة في الاقليم بقائمة مستقلة، وهذا ما قد يضر بالعلاقات الثنائية مع الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني».
الى ذلك نفى القيادي في «الاتحاد الوطني» سعدي بيرة في تصريح الى «الحياة» صحة هذه الانباء. وقال بيرة: «هذه الانباء لا اساس لها من الصحة مطلقا، ونحن اعتدنا ظهور مثل هكذا إشاعات مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر العام للاتحاد الوطني الكردستاني».
وكان الحديث عن وجود خلافات داخل تنظيمات «الاتحاد الوطني» مستمراً منذ أكثر من سنة، حيث عقد الحزب اجتماعات ومؤتمرات عدة مصغرة طارئة لتجاوزها.
ولفت المصدر الى ان «رسول والاعضاء الاربعة يطالبون بإبقاء مصطفى في داخل صفوف الاتحاد فيما تطالب مجموعة من المقربين من طالباني بطرده».
وذكرت وكالة «فرانس برس» ان مصطفى قاد قبل ثلاثة اعوام، وبتأييد مجموعة من قياديين في «الاتحاد الوطني»، مطالبة بتقليص صلاحيات جلال طالباني.
ولقيت فكرته تأييد اعضاء بارزين في الاتحاد رفعوا شعار اجراء اصلاحات في الحزب والمؤسسات الحكومية في اقليم كردستان. لكن جناحه فشل في الانتخابات الحزبية الاخيرة لقواعد الاتحاد.
ولطالباني نائبان في الحزب هم كوسرت رسول وبرهم صالح نائب رئيس الوزراء العراقي. ويعتبر كوسرت رسول أحد اقوى المرشحين لخلافة طالباني في زعامة الحزب.
وبحسب وسائل اعلام كردية لدى مصطفى مشروع متكامل لمعالجة الفساد الاداري والمالي في الحزب وفي حكومة اقليم كردستان.
وقال المسؤول ان «الاستقالة تتعلق ايضا بقضايا فساد ومطالبة الاعضاء بديموقراطية اكثر في داخل الحزب والاقليم».
وكان المكتب السياسي في «الاتحاد الوطني» قرر في تشرين الاول (اكتوبر) 2008، طرد اربعة كوادر اثر مطالبتهم بإجراء تغيير في قيادة الحزب. واكد بيان للحزب حينذاك ان المكتب السياسي قرر بحضور طالباني طرد اربعة كوادر متقدمة بسبب انشاء منبر داخل الحزب ومطالبات بتغييرات في قيادة الاتحاد. وافاد البيان ان «هذه المجموعة تريد القيام بانقلاب على هيئة القيادة في الحزب، والانقلاب على الشرعية والهيئات المنتخبة من قبل اعضاء الاتحاد خلال المؤتمرات».
وكان رسول علي عارض في تصريح سابق لـ «الحياة» قرار طرد الكوادر الاربعة من «الاتحاد الوطني» وأشار الى أنه كان يفضل «استدعاءهم الى السليمانية للحوار معهم» معتبراً ان «قرار الفصل كان شديدا».
يشار الى أن الكوادر الاربعة هم من قادة الاتحاد الوطني الكردستاني في بريطانيا، وشكلوا تكتلا باسم «عصب» مؤكدين ان الحزب يمر «بمرحلة تنظيمية صعبة تهدد استمراريته» وحملوا الهيئة القيادية الحالية مسؤولية ذلك وطالبوا باستقالتها.
وتتكون الهيئة القيادية من اربعين شخصا بينهم 16 اعضاء في المكتب السياسي.
وكان طالباني اسس عام 1975 الاتحاد الوطني الكردستاني في خطوة كرست انفصاله عن حزب بارزاني الذي كان قبل ذلك عضوا فيه.
وعلى صعيد متصل، قال رئيس ديوان رئاسة الاقليم فؤاد حسين في تصريح الى «الحياة» إن كوسرت رسول علي «لم يستقل من منصبه كنائب لرئيس الاقليم»، مشيرا الى أن هنالك انباء عن استقالته من منصب نائب الامين العام لـ «الاتحاد الوطني» «وهذا شأن داخلي يخص الاتحاد وهم سيعالجون الامر».
من جهة ثانية أوردت صحيفة «آوينة» الكردية المستقلة، أن «وفدا من المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكردستاني برئاسة سكرتير المكتب فاضل ميراني وصل مدينة السليمانية، السبت، للبحث في ايجاد حلول للمشاكل الداخلية التي يمر بها الاتحاد الوطني بعد استقالة علي واربعة من قياديي الحزب».
وأضافت الصحيفة أنه من المقرر أن «يعقد المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني اجتماعا اليوم الاحد برئاسة طالباني لاتخاذ قرار بشأن ما اذا كان نوشيروان مصطفى سيطرد من الحزب أم لا». ونقلت الصحيفة عن مصدر خاص لم تكشف عن اسمه أن رسول «شدد على التوافق داخل حزبه، معتبراً ان التوافق مع بغداد افضل من التوافق مع تركيا، والتوافق مع الحزب الديموقراطي افضل من بغداد، ومع نوشيروان مصطفى أفضل من الديموقراطي».
http://www.daralhayat.com/arab_news/levant_news/02-2009/Article-20090214-761bee23-c0a8-10ed-0095-ef172e373dfb/story.html