Sirwan Shabi Admin
عدد الرسائل : 936 تاريخ التسجيل : 04/10/2007
| موضوع: العراقيون لم يقولوا بعد وداعا للسلاح /النور/ تحليل سياسي الأحد فبراير 22, 2009 1:43 am | |
| العراقيون لم يقولوا بعد وداعا للسلاح انقسام شيعي حول انفصال كردستان المفترضة وانقسام كردي حول توحيدها شؤون سياسية - 19/02/2009 - 1:07 pm
النور/ تحليل سياسي
طبقا لما كشفته صحيفة التايمز البريطانية حول صفقة أسلحة للجيش العراقي هي ليست فقط الأكبر في تاريخه، بل الأكبر في المنطقة فإنها يمكن ان تكون عامل توتر جديد بين العرب والأكراد لاسيما وان الولايات المتحدة تحزم حقائبها للخروج من العراق بعد تغيير سلم الأولويات. وفي الوقت نفسه عد فيه وزير الخارجية هوشيار زيباري ان تغيير سلم أولويات واشنطن إزاء العراق بحيث لم يعد يمثل أولوية أولى مثلما كان عليه الأمر على عهد إدارة بوش مؤشرا على استعادة هذه البلاد مكانتها السياسية ودورها الريادي في العالم فانه ليس بعيدا من تصريحات زيباري الدبلوماسية المتفائلة تقف على النقيض منها تصريحات القيادي البارز في الحزب الديمقراطي الكردستاني في اربيل نيجرفان البارزاني وهو الحزب الذي ينتمي اليه زيباري نفسه لترسم صورة قاتمة لمستقبل العلاقة بين العرب والأكراد بسبب المناطق المتنازع عليها والتي لاتزال وربما ستبقى بسبب مطاطية الدستور العراقي موضع خلاف بين المركز والأطراف.
ليس وداعا للسلاح
طبقا لتفاصيل صفقة الأسلحة التي كشفتها التايمز فان العراق سيتسلم طلبية من طائرات أف 16 و الدبابات 140 للمشاة خلال عام 2015 بعد ان تسلم طائرات مقاتلة ودبابات وأسلحة ذات تقنية عالية ضمن اكبر برنامج لإعادة التسليح .ونقل المركز الوطني للإعلام عن الصحيفة أن الولايات المتحدة الأميركية زودت القوات العراقية بالدبابات والطائرات المقاتلة والأسلحة ذات التقنية العالية التي تقدر بمليارات الدولارات، ضمن واحد من اكبر برامج اعادة التسليح التي لم يشهد لها مثيل في المنطقة سابقا. وأشارت الى انه تم تسليح قوات الجيش والبحرية والجوية ضمن هذا البرنامج في مسعى لإنهاء العنف في البلاد قبل انسحاب الجيش الأميركي نهاية 2011 حسب اتفاقية الانسحاب الموقعة بين البلدين في تشرين الثاني الماضي وعلى وفق اتفاقيات شراء الأسلحة بين العراق والولايات المتحدة كجزء من حملة تطوير الشراكة الإستراتيجية بين البلدين لتغطية احتياجات القوات للدفاع ضد أي تهديد خارجي. وذكرت أن عام 2015 سيشهد وصول طلبية للعراق من الطائرات المقاتلة من طراز (أف 16)، وطلبية الدبابات طراز (140) للمشاة، فيما تترقب القوات البحرية العراقية وصول أول سفينة دوريات من أصل أربع سفن زنة (450) طناً من مناشئ ايطالية بحلول تشرين الثاني المقبل.
كردستان المفترضة
وبينما يسعى الأكراد الى حث الولايات المتحدة الأميركية من خلال الإدارة الحالية الى حل مشكلاتهم مع العرب في العراق فان هناك مؤشرات عديدة تذهب الى التأكيد ان واشنطن فكت ارتباطها المصيري مع بغداد. كما ان الرهان الكردي على جوزيف بايدن صاحب خطة تقسيم العراق لم يعد في محله بعد ان تبين له بعد ان انتقل من صنف سيناتور الى صنف نائب رئيس ان حسابات الحقل غير حسابات البيدر.إزاء ذلك فانه في الوقت الذي يختلف فيه قادة الشيعة في العراق حيال كيفية التعامل مع مسالة احتمال انفصال كردستان فان القادة الكرد الذين باتوا ألان يعيشون أزمات داخلية طاحنة كما هي حال حزب الرئيس جلال طالباني فأنهم مختلفون حول كيفية توحيد كردستان بما في ذلك كردستان الكبرى التي بات اسمها بالنسبة للقيادي الشيعي البارز علي الأديب وهو نائب المالكي في حزب الدعوة (كردستان المفترضة).فبينما يؤيد المجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عبد العزيز الحكيم تطوير مفهوم الفيدراليات والأقاليم في العراق والمضي قدما في حل قضية المناطق المتنازع عليها في العراق بموجب المادة 140 من الدستور فان خسارته أمام ائتلاف المالكي في انتخابات مجالس المحافظات واحتمال خسارته الانتخابات التشريعية القادمة سيؤدي بلاشك الى تراجع قوته سواء في مناطق نفوذه التقليدية التي وعدها بإقليم الجنوب اذا ما فاز بالانتخابات فاختارت المالكي الداعي الى قوة المركز والدولة القوية بل وحتى الحاكم القوي.والواقع ان فكرة الحاكم القوي التي عزف على وترها المالكي خلال الانتخابات تلقى في السيكولوجية العراقية هوى أعمق بكثير من التثقيف الذي لجأ اليه قادة المجلس الأعلى الإسلامي في الجنوب مثل الدكتور عادل عبد المهدي والشيخ جلال الدين الصغير والخاص بالفيدرالية والأقاليم بينما معظم سكان العراق لايعرفون حتى الان معنى مفردة الفيدرالية.إزاء الانقسام الشيعي ـ الشيعي من قضية كردستان فان الدعوة الصريحة التي وجهها الأديب للدولة العراقية بالتعامل بحزم مع ما اسماه سعي الأكراد لتوسيع ما دعاها بـ(دولة مفترضة اسمها كردستان) لتشمل مناطق من الدول المجاورة. وقال الأديب في تصريحات هي الأخطر من نوعها ان الطموحات الموجودة لدى بعض الرموز الكردية تتجاوز حدود الدستور، وتتجاوز حدود الوحدة الوطنية، وبالتالي تعرض وحدة الوطن إلى كثير من، ليس فقط الانقسامات، بل والصراعات بين الأكراد وبين القوميات الأخرى المتعايشة في مناطق مثل ديالى وكركوك، وكذلك صلاح الدين والموصل.وتتزامن تصريحات الأديب هذه مع المخاوف التي عبر عنها رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان البارزاني مؤخرا من إمكانية ان تحصل حرب بين العرب والأكراد حول المناطق المتنازع عليها. وفي الوقت الذي يشهد فيه البيت الكردي اهتزازا قويا حذر رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني من امتداداته على مجمل الأوضاع في كردستان تجيء دعوة الأديب الصريحة الى الحكومة المركزية بضرورة ان تقوم بدورها في التعامل مع ما وصفه بانفصال إقليم كردستان عن العراق، زمن النظام السابق، وذلك بان تعيد لحمة الوطن إلى ما كان عليه في السابق هذا النسيج المتقطع، هذا النسيج المفتت الذي حاول نظام صدام أن يعزز تفتيته، لابد من أن يرجع مرة ثانية إلى تماسكه، لذلك فإن خطوات الحكومة بهذا الصدد لمواجهة التوسع أو حال الإزعاج أو الاستفزاز بالنسبة للقوميات أو بالنسبة للمذاهب الأخرى تعد في صميم الوحدة الوطنية وهي من مسؤولية الوفاق الوطني. وفي الوقت الذي لم يصدر فيه بعد رد رسمي من المسؤولين الأكراد بشان هذه التصريحات التي ربما تمثل من وجهة نظرهم تراجعا خطيرا عن كل التعهدات السابقة فإنها في كل الأحوال واحدة من اخطر رسائل اللعب بالنار في وقت بدا بعض رموز الكرد الكبار مشغولين ببحث قضايا تتعلق بخلافات داخلية وشؤون مالية وانشقاقات حزبية الامر الذي يعطي قوة للمركز ويسلب ماحصل عليه إقليم كردستان الفيدرالي بعض امتيازاته التي لاتزال الكثير منها معلقة في أهداب دستور مختلف على معظم مواده برغم حصوله على أكثر من 80 % من الأصوات عند الاستفتاء عليه أواخر عام 2005.
المصدر : النور الصادرة عن الملف برس - الكاتب: النور
http://www.almalafpress.net/index.php?d=143&id=81294 | |
|