الحزب الديمقراطي الكُردستاني يعقد مؤتمراً للكلدان السريان الأشوريين
والمستنفعين وأصحاب أنصاف المواقف يدعونه بـ.. مظلة العمل القومي!!
شمعون شليمون
جاء المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي مخيبا للآمال أكثر من الأول وخصوصا في ما يخص عينة التمثيل والمشاركة، والتي لم تتعد في أفضل حالاتها أفراد بعيدين عن الموضوع تم إستدراجهم لتزيين قاعة المؤتمر وكسر الرقم القياسي للمؤتمر السابق.. حيث الباقون كانوا أما من منتسبي المؤسسات الشعبية التابعة للمجلس، أو من أعضاء مكاتب هيئة شؤون المسيحيين المنتشرة في مناطق شعبنا، أو من المتطلعين لجني مكاسب مادية عن طريق التسلق في هيئات المجلس.
لكن ما يثير الدهشة حقا هو العدد الكبير لأعضاء الحزب الديمقراطي الكُردستاني المشارك في المؤتمر إلى الحد الذي دفع بأحدهم ليعلنها صراحةً أن "جميعنا منتمين إلى البارتي"، وسكوت السادة قادة وممثلي شعبنا المشاركين في المؤتمر عن الأمر.. لا بل تجاوز الأمر عند بعضهم ليوكل نفسه بالدفاع عن الحالة ويبرر لها واصفاً الموضوع بأنه "عمل مؤسساتي" ليس لنا بعد دراية به!!، وآخرون تجشموا عناء السفر والحضور من المهاجر لتفسير الأمر بأنه "مظلة" للعمل القومي لشعبنا"!!.. وسكوت الجميع وأصر على "وصف" الجميع عن الإشارة إلى الحالة حتى ولو باستحياء، وكأن ليس هناك ما يستحق الموقف أو التعليق أو الإشارة أو التمهل لإستيضاحه قبل التورط به.
ومع إحترامي وتقديري الكبيرين لمن يحمل الهم القومي في صدره بصدق ويؤمن بشرعية قضيتنا وحتمية تحقيق أهدافنا، أقول.. لقد آن الأوان لترك الصمت والسكوت جانبا وتسمية المسميات بأسمائها المستحقة، وكفى ضحكاً على ذقون البسطاء والتمشدق بالتوصيفات الرنانة وكيل المديح فيمن ليسوا أهلا له ولا هم يستحقوه.. أو بالأحرى كفى التطاول على مواضيع هي ليست من مستوى لا تفكيركم ولا إستعدادكم وأهمها.. السياسة، ودعوا ذلك لمن يبست أكفه من العجن واحدودب ظهره من حمل الحطب، لأن خبزه بالتأكيد سيكون أفضل وأطيب لي ولكم أيضاً.
دعونا نعود لموضوعنا الرئيس.. نعم لقد عقد لنا الحزب الديمقراطي الكُرستاني مؤتمراً قومياً أو شعبياً "سمه ما شئت"، وتم سوقنا إليه في غفلة من الزمن إلتهينا فيها بالتربص ببعضنا ونسينا أن هناك من تربص وخطط ونسق واشترى الذمم وحاك المؤمرات لتحييدنا عن المسار الصحيح والمفيد لقضية شعبنا.. وطبعا كل ذلك لمصلحة وفائدة قضيته وشعبه هو، وهذا حق لا نستنكره عليه لكن ليس على حساب حقنا نحن.. وإلا ليجيبني أحد السادة المسؤولين في الأحزاب الكُردية على بضعة أسئلة سيكون لها القول الفصل في صحة إدعائي من عدمه:
* إذا عقد مؤتمر قومي لبحث القضية الكُردية في مدينة النجف الأشرف، ماذا سيكون موقفكم؟!.
* إذا عقد مؤتمر قومي كُردي بتمويل من الحزب الإسلامي العراقي، ماذا سيكون موقفكم؟!.
* إذا عقد مؤتمر قومي للكُرد وكان 90% من المشاركين فيه من أعضاء حزب سياسي غير كُردي، ماذا سيكون موقفكم؟!.
* إذا عقد مؤتمر قومي للنظر في مصلحة الشعب الكُردي برعاية شخص مسؤول في حزب قومي عربي، ماذا سيكون موقفكم؟!.
* إذا عقد مؤتمر لمناقشة سبل تطوير العمل السياسي الكُردي وتم إستبعاد جميع الأحزاب الكُردية منه، ماذا سيكون موقفكم؟!.
* إذا عقد مؤتمر قومي "شعبي" كُردي وكانت جميع الكلمات التي تلقى فيه بلغة أخرى ليست الكُردية، ماذا سيكون موقفكم؟!.
* إذا عقد مؤتمر حول السياسة الكُردية في العراق بتحضير من لجنة أعضائها أما من المهاجرين الذين تركوا الوطن أو من أصحاب مؤسسات المجتمع المدني، ماذا سيكون موقفكم؟!.
* إذا عقد مؤتمر قومي كُردي وخرج بتوصيات هي حبر على ورق وليست للتنفيذ، ماذا سيكون موقفكم؟!.
* إذا عقد مؤتمر لتشكيل مظلة للعمل القومي الكُردي وخرج برئاسة دورية بين ثلاثة أشخاص "حنفي وشافعي وحنبلي"، ماذا سيكون موقفكم؟!.
* إذا عقد مؤتمر سياسي كُردي وفاز بعضوية لجنته التنفيذية أشخاص أغلبهم كانوا من أعضاء حزب البعث المنحل سابقا وحاليا هم أعضاء في الحركة الديمقراطية الأشورية، ماذا سيكون موقفكم؟!.
هل أسأل بعد أم أكتفي بهذا القدر؟!.. لذا ليس على الأخوة في الأحزاب الكُردية أن ينزعجوا من مقاطعة بعضنا لمؤتمر المجلس الشعبي، ولا يحق لهم أيضاً أن يجبروا ذلك البعض على الدخول مع المجلس، ومن المعيب أن يتم محاربة البعض المسكين ذاك بسبب موقف حتما سيتخذوه هم إذا ما كانوا في نفس الموقف.