تهديدات من كادر في الحزب الديمقراطي الكردستاني تصل المطران مار بشار متي وردة
وايبارشية اربيل الكلدانية توجه انتقادا لاذعا الى العضو في لجنة العلاقات بالحزب جمال مرقص
عنكاوا كوم – عنكاوا – خاص
قال المطران بشّار متي وردة رئيس أساقفة إيبارشية أربيل الكلدانية والمُدبّر البطريركي لإيبارشية زاخو ونوهدرا ان رسائل تهديد وصلته من كادر في الحزب الديمقراطي الكردستاني، مطالبا اياه بتأجيل الاجتماع الذي عقد في قاعة المركز الاكاديمي في عنكاوا، الاربعاء الماضي، لبحث "التغيير الديموغرافي في بلدة عنكاوا"، واكد ان التهديدات تجاوزت ذلك بالتلويح بالعواقب في حال عدم الانصات لمطلب التأجيل.
ووجه المطران وردة انتقادا لاذعا هو الاول من نوعه الى جمال مرقس العضو في لجنة العلاقات العامة للحزب الديمقراطي الكردستاني، مؤكدا على انه هو من قام بالاتصال به والتهديد بتأجيل الاجتماع، وهو من يسعى الى نيل المناصب على حساب اهالي عنكاوا.
وقال المطران في "الايضاح" الذي بعثه الى رئاسة الحزب ونسخة منه الى موقع "عنكاوا كوم"، "أعتقد أنَ مثل هذا التهديد لن يصدر من قبل شخص بمكانة جمال مرقس ما لم يكن مدفوعاً لذلك من قبل شخصيات أعلى في الحزب"، موصيا البارتي بـ "مُتابعة عمل كوادرهِ في أي منصبٍ كان، والكف عن إرسال مثل هذه الرسائل ذات التهديد المُبطن فهذا زمنٌ ولىّ من دون رجعة. إن كان لكم رأيٌ أو موقف فعبّروا عنه بشجاعةٍ من دون هذه الوسائل الدنيئة".
ادناه نص التوضيح كما وردنا...
عنكاوا 9 كانون الأول 2012
إيضاح من إيبارشية أربيل الكلدانية موجّه
إلى/ رئاسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني
طالعنا بإستغرابٍ كبير ملاحظات السيّد جمال مرقس حول الإجتماع الموسّع الذي عُقد يوم الأربعاء الموافق 4 كانون الثاني 2012 في قاعة المركز الأكاديمي في عنكاوا وحضرهُ أكثر من 120 شخصية أصغت إلى ملاحظات ومداخلات الحاضرين حول "قضية التغيير الديمغرافي في بلدة عنكاوا"، وقد قامَ المعني، السيّد جمال مرقس"، بنشر المقال في صفحة "آراء وآفاق" في موقع عنكاوا الأغّر بتاريخ 6 كانون الثاني 2012، مُتعمّداً خلقَ أزمةٍ ثقة بين الكنيسة ومؤمنيها، من خلال تشويه هوية هذا الإجتماع وطبيعتهِ مدفوعاً من قبل شخصيّات في الحزب الديمقراطي الكوردستاني والذي يتحدّث بإسمه في كلِّ مناسبةً، طمعاً رغبة منه في نيل منصبٍ لاسيما أنه يذكر في مقالتهِ أن الإنتخابات قريبةٌ.
ولأني نأيتُ بنفسي عن الرد على ملاحظاتهِ، واثقاً من طُروحاتي ومؤمناً بمَن يعملون معي في سبيل إعلاءِ شأن البلدة وأهلها، طلب مني كثيرون توضيحَ الحقائق، مؤكداً في رديّ هذا على أني أتعامل مع أحد أعضاء الحزب الديمقراطي الكوردستاتي، وليس مع شخصية مُستقلة، لأنَّ الحزب لم يُعلّق على مقالاتِك ولم ينفِ مضمونها مع أنهم كانوا حاضرينَ في الإجتماع بشخصِ مسؤول المحلية، إلا بعد إشارتنا لهم بخطورة الأزمة التي خلقها السيّد جمال مرقس، بل أنَّ الحزب متمسكٌ بعضويّته وهو حقٌ محفوظ لهم، ولنا الحق في الردّ وبيان الحقيقة كي لا نسمح للإنتهازيين والطارئين بالتزلّف لهذا وذاك على حساب سُمعةِ الكنيسة ورسالتها.
أولاً: إني أستغرب من البعض الذين يستخف بنا دوماً ويُنصّب نفسه "مُرشداً أعلى" علينا وكأنه هو الفهيم العاقل فحسب. أهل عنكاوا وسُكّانها أُناس مثقفونَ وواعون جداً لما يحصل من حولهم وليسو بحاجة إلى مَن يُوجههم ويُرشدهم ليُميزوا بين الأبيض والأسود، وإني أفتخر بهم دوماً لأني أستشيرهم في كثير من الشؤون الإجتماعية والسياسية والثقافية، وأبواب المطرانية تشهد لحضورهم الطّيب والثري بالأفكار والطروحات. نحن أعرف بمَن يُريد مصلحتنا ويتطلّع لننالَ حقوقنا، والسنوات الماضية كانت كفيلة ببيان مَن يسعى لمصلحته الشخصية ومَن يُجاهِد في سبيل مصلحة البلدة.
ثانياً: ذكرَ الكاتب أن بلدة عنكاوا كانت كلدانية وهذا عين الصواب، وهو خير العارفين أن للكنيسة أراضي تتجاوز مساحتها الـ 450 دونم تم إطفاؤها لمشروع المطار ولمشاريع خدمية وتجارية ولم تعوّض الكنيسة عن هذا الإطفاء بما يلزم، مثلها مثل كثيرين من أهل البلدة. ومازلنا نُراجع دوائر الإقليم ولم نحصل على حقوقنا، فإذا خصصت حكومة الأقليم أراضي لبناء كنائس لأخوتنا الأثوريين والسريان الكاثوليك والسريان الأرثدوكس لأنَّ لهم عوائل إستقّرت في بلدة عنكاوا وهي تُريد أن تُصلي وتُمارِس طقوسها، فما الضيرُ في ذلك؟ ومَن هو صاحبُ النظرة الشوفينية والمُتعصّبة؟ فليُقدّم إعتراضه إلى الحكومة عن عدم التعويض عن الأراضي، ولا يعترض عن تقديمها لأراضي مُخصصة للعبادة. فليعترَض على سياسة المُماطلة التي يجلدنا بهم بعض المسؤولين في حكومة الأقليم ويُعرقلون منح حقوقنا بألف حجةً، في حين يسيلُ حبر أقلامهم فرحاً لأي مشروع لهم فيه عُمولاتٌ دسمةٌ.
هذه الكنائس المسيحية لن تُغيير من خصوصية بلدة عنكاوا المسيحية، بل هناك مشاريع أخرى هي التي أثّرت على ديموغرافية المنطقة. وما الضير في أن تكون الكنيسة مُستقرّة مادياً عبر مشاريع تنموية تُتيح لنا التقديس والتعليم ومساعدة الفقراء والعيش بكرامةٍ؟ هل يُريدنا السيّد جمال مرقص أن نمدَّ الأيادي ونشحذ من هذا وذاك ليمّنوا علينا ببعض ِالدراهمِ؟
وإذا كان للسيد جمال مرقص ستندات مثلما يدّعي فلينشر سند الملكية الخاص بالأرض التي تواجه كنيسة مار يوسف ويدعي أنها مُخصصةٌ لتكون حديقة عامّة أو كراج للسيارات؟ بالتأكيد لن يكون بإمكانه ذلك، فمثلُ هذا المُستند غير موجود البتّة، وسند الأرض محفوظٌ في الدائرة الإيبارشية، وكلّنا يعرِف مَن سعى لتكون هذه الأرض بإسم الكنيسة، فلا داعي لتحريف الحقائق.
ثالثاً: موضوع الإجتماع كان "التغيير الديموغرافي الحاصل في بلدة عنكاوا"، أسبابهِ وسُبل معالجتهِ وفقّ ما ينصُ عليه الدستور والقوانين المعمول بها في البلاد، وكانت ندوة مفتوحة لكّل الطروحات، ولم نُقاطع مَن تحدّث في صلبِ الموضوع، بل قاطعنا مَن أرادَ جرّنا إلى مواضيعَ أخرى ليكون داعيةً لنفسهِ وكان السيّد جمال مرقس واحداً منهم، وقاطعنا مَن تقدّم ليكون الداعية لمشاريع ذات منافعَ شخصية. ولم يتطرّق الإجتماع إلى بناء مشاريع خاصة بالمسيحيين، أو إنشاء مرافق خدمية خاصّة بنا كمسيحيين. مُستشفياتنا ومدارسنا وجامعاتنا مفتوحة للجميع من دون إستثناء. على العكس، نحن مَن سعى منذ تسنمنا إدارة الإيبارشية في تمّوز 2010 لتأسيس مشاريع خدمية مُتميّزة، وحصلنا على وعودٍ بمنحٍ مالية لها، وللأسف تم عرقلة هذه المشاريع من قبل بعض المُتنفذين في حكومة الأقليم، وألغيت المنح وضاعت مثل هذه المشاريع التي كانت ستوفّر فرص عمل كبيرة لأهل البلدة. إسألوا عن مشروع الألف وحدة سكنية للشباب الذي ألغي بسبب عدم وجودِ أرض لها على الرغم من كثرة الطلبات التي قدّمناها بهذا الخصوص! إسألوا عن مشروع مدرسة نموذجية! إسألوا عن مشروع العيادة الطبيّة! إسألوا عن مشروع دار العجزة!
رابعاً: لما لإستخفاف دوماً بمنظمات المجتمع المدني وأحزابنا المسيحية؟ لماذا تخونونَ أحزابنا المسيحية؟ ولمصلحة مَن تشوهون سُمعتهم؟ إني افتخر بهم جميعاً وأشهد لمحاولاتهم الدفاع عن قضايانا وحقوقنا وهم يعملون في أجواء سياسية غير ناضجة، وفي بيئات سياسية وإجتماعية مُتشجنّة. علينا جميعاً واجب مُساندتهم وتشجيعهم لا الحط من كرامتهم أو تخوينهم وكأنهم أعداء لنا. هم منّا وهم عارفون بما نطلبُهُ وهم يشعرون بأوجاعنا، وعلينا جمعياً التكاتُفَ معاً لينجحوا في رسالاتهم كلّهم من دونِ إستثناء.
خامساً، ومع أن موضوع الإجتماع الموسّع لم يكن مناقشة موضوع الإصلاح، إلا أن الشيءِ بالشيءِ يُذكر. لا يكون الإصلاح بتغيير عشرة شخصيات إدارية في بلدية عنكاوا فحسب. ولا يكون الإصلاح بنقل 8 موظفين من دوائرهم القريبة على مناطق سُكناهم إلى دوائر لم يعرفوها مُسبقاً، وكلّنا يعرف أنهم كانوا موظفون يُطبقون ما تأمرهم جهات حكومية عُليا. الإصلاح يكون بإلغاء المشاريع التي لا تخدم البلدة وهذا لم يحصل، بل إستمّرت هذه المشاريع وبعنادٍ مُتحدينَ إرادة أهل البلدة، فالعمولات الكثيرة التي دُفعَت أعمت البصائر وصار الناس لا تلحظُ الحقيقة، ولا نُفرّقُ بين مصلحة البلدة ومصلحتها الشخصية. الإصلاح يكون بإستحداث مشاريع خدمية تستوعب الشباب والعاطلين عن العمل وهذا لم يحصل! الإصلاح يكون بتعويض مَن أُخذت أراضيهم لمشاريع مُتعددة الأغراض، وهذا لم يحصل! الإصلاح يكون بأن نُعطي لشباب عنكاوا فرصة الإيمان بوجود مُستقبلٍ آمن له في بلدتهم الحبيبة. وقائمة الإصلاح تطول والإنتظار يطول، والجميع يقول أن قطار الإصلاح لم يمشي بعدُ الخطوات اللازمة.
سادساً. كون السيّد جمال مرقص أحد أعضاء الحزب الديمقرطي الكوردستاني، وعضو في مكتب العلاقات العامّة للحزب، ولأنه عوّدنا على تقديم نفسه مُتحدثاً بإسم الحزب، ولأن الحزب لم يرد على مقالته مثلما أسلفنا، ولم يتطرق إليها لا من قريب ولا من بعيد، وهذا يعني موافقتهم الرسمية على طروحاتِه، وهذا يقودني إلى النقطة الأهم وهي أنّ الحزب لن يُوقفني عن التحرّك لما فيه مصلحة شعبي المسيحي أينما كان، ولم ولن تُخيفني التهديدات المُرسلة من قبل بعض كوادر الحزب. فالسيّد جمال مرقص هو مَن إتصل بي مُهدداً بإسم محلية عنكاوا للحزب الديمقراطي الكوردستاتي قبل الإجتماع طالباً تأجيل الإجتماع، بل مُهدداً بالعواقب! وأعتقد أنَ مثل هذا التهديد لن يصدر من قبل شخص بمكانة جمال مرقس ما لم يكن مدفوعاً لذلك من قبل شخصيات أعلى في الحزب. وأوصي الحزب بمُتابعة عمل كوادرهِ في أي منصبٍ كان، والكف عن إرسال مثل هذه الرسائل ذات التهديد المُبطن فهذا زمنٌ ولىّ من دون رجعة. إن كان لكم رأيٌ أو موقف فعبّروا عنه بشجاعةٍ من دون هذه الوسائل الدنيئة.
سابعاً: إني وأذ أشكر كل الخيّرين من أهل عنكاوا وسُكانها على تفهمهم العالي لموقفنا، وأشكر جميع منظمات المجتمع المدني الغيارى وأحزابنا المسيحية الموقّرة على مواقفهم الشُجاعة، وأُقدّر عالياً موقف شبابنا الأبطال الذين رفضوا الرضوخ لمثل هذه المساوماتِ، أؤكد لهم على أنني سأواصل العمل من أجل إعلاءِ شأنِ بلدة عنكاوا لتكون، مثلما كانت دوماً منارةٍ للعلم ورُقيِ الثقافةِ.
المطران بشّار متي وردة
رئيس أساقفة إيبارشية أربيل الكلدانية
والمُدبّر البطريركي لإيبارشية زاخو ونوهدار
نسخة منه إلى:
1. بطريركية بابل الكلدانية
2. سفارة الفاتيكان في العراق
3. موقع عنكاوا الإلكتروني (حيث نشر السيّد جمال مرقص ملاحظاتهِ).
تنبيه للمراقب سجل
--------------------------------------------------------------------------------
أي نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة، دون الإشارة الى " عنكاوا كوم " يترتب عليه أجراءات قانونية