ا
السياحة الشتوية في جمهورية لبنان:
الاربعـاء 10 محـرم 1427 هـ 8 فبراير 2006 العدد 9934
جريدة الشرق الاوسط العدد: لاربعـاء 10 محـرم 1427 هـ 8 فبراير 2006 العدد 9934
السياحة الشتوية في لبنان تضفي على جماله جمالا:
خمسة أشهر من السنة تكسوها الثلوج
بيروت: ميريللا حايك
سويسرا الشرق تسمية اطلقت على لبنان قبل عقود، خصوصاً خلال فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي التي تميّزت بانفتاح اقتصادي واجتماعي وسياحي. هذه التسمية فقدت الكثير من مضمونها مع تعاقب الاحداث لكنها ما زالت تصحّ عند التطرق الى مرتفعات لبنان الرائعة المكسوّة بالثلوج ومنتجعاته التي توفرّ سياحة شتوية بامتياز. ويعتبر لبنان من الدول القليلة في منطقة الشرق الاوسط المجهزة لممارسة مختلف انواع الرياضات الشتوية، خاصة في مناطق تؤمن لروّادها الاقامة في فنادق وشاليهات فخمة. لذا تستقطب المنتجعات الشتوية عددا كبيرا من السيّاح العرب والاجانب، اضافة الى اللبنانيين الذين يقصدون مناطق فاريا ـ عيون السيمان والارز وفقرا والزعرور واللقلوق وقناة باكيش في الفترة الممتدة من ديسمبر (كانون الاوّل) حتى ابريل (نيسان) بهدف ممارسة هواياتهم المفضلة.
وتعدّ منطقة فاريا ـ عيون السيمان التي تبعد عن العاصمة بيروت 46 كيلومترا من اهم مراكز التزلج في لبنان والشرق الاوسط. فعروس محطات التزلج تستقبل نحو 4000 زائر يوميا في نهاية الاسبوع، وهي تحتوي اضافة الى 16 حلبة تزلج تتناسب مع مختلف مستويات المتزلجين وتقدم كل الخدمات على مستوى راق، على وسائل ترفيه متعددة مثل «سكي دو» و«سنوموبيل» وهي عبارة عن عربات للانتقال السريع عبر الجليد، والتلفريك الذي يقل الاشخاص الى القمم.
ومن اعالي فاريا، وتحديدا من الموقع المعروف بالمزار يمكن التمتع بمشهد رائع يمتدّ من سهل البقاع وجبل الشيخ الى شاطئ المتوسط وبيروت اثناء ممارسة احدى الرياضات المتوافرة في المنتجع. ذلك ان بارك الثلوج هو قبلة محبي المغامرة والاثارة وقد خصص لتدريب المتزلجين بدءاً من عمر 14 سنة على ممارسة رياضة التزحلق على انغام الموسيقى. كما يضمّ «حديقة الثلوج» وهي اشبه بحضانة اطفال مجهزة احدث تجهيز بكل ما يحبّ الاطفال من وسائل تعليم وتسلية للانتقال من مرحلة اللعب على الثلج الى مرحلة ممارسة التزلج بمساعدة حادقات متخصصات. وتفتح الحديقة ابوابها من الساعة الثامنة صباحا حتى الثانية بعد الظهر ما يتيح للاهل التزلج مطمئنين على اولادهم.
ويقدم اعضاء «نادي الرياضات» وجميعهم من محترفي التزلج المساعدة للمبتدئين لتحسين ادائهم وارشادهم الى مسارب جديدة على المدارج.
وفي فاريا ـ المزار يتميز نادي الصحة واللياقة من حيث التجهيزات وتنوّع النشاطات والخدمات.
كما تؤمن شاليهات مزار 2000 التي يتخطى عددها الخمسمائة اقامة مريحة في جوّ دافئ حيث يطيب السهر حول المواقد دون ان ننسى فندق مزار انتركونتيننتال الذي يحتوي على حلبة تزلج خاصة به، وتقدر كلفة الاقامة لليلة واحدة نحو 270 دولارا للغرفة المزدوجة. كما تنتشر عدّة مطاعم تقدم اشهى المأكولات العالمية من السوشي الى «الفوندو» مرورا بالوجبات القروية اللبنانية.
وقد يفوق مركز التزلج في الارز سائر مراكز التزلج في لبنان بروعة مشاهده ونوعية ثلجه. فمسارب التزلج تنتظم على منحدرات مدرج طبيعي يحتفظ بثلوجه طوال ما يقارب الخمسة اشهر من ديسمبر (كانون الاول) الى ابريل (نيسان) من كلّ عام.
وتعود بداية رياضة التزلج في الارز الى ايام الانتداب عندما اقام الجيش الفرنسي مدرسة تزلج على مقربة من قمة الارز. اما اليوم فمركز التزلج الذي يقع على ارتفاع 2066 مترا فوق سطح البحر يحتوي على خمسة مصاعد تؤمن وصول المتزلجين الى اعالي المسارب بالاضافة الى بعض المصاعد والمسارب المخصصة للاطفال.
وتتحضر محطة التزلج في منطقة الارز لانطلاقة جديدة كفيلة بتحقيق حلم هواة هذه الرياضة اذ سيتمكن المتزلجون من التسلق الى ارتفاع 3000 متر والتزلج من اعلى بقعة في لبنان.
ايضاً مركز الارز مجهز بعدد من الفنادق يتخطى الـ 12 فندقاً وفيه مطاعم متنوعة المطابخ ومحلات بيع المأكولات السريعة لتلبية جميع الاحتياجات، كما يمكن الحصول على معدات التزلج من المحلات المخصصة لذلك، ناهيك عن وجود المدربين المحترفين، اما كلفة تمضية يوم كامل في منتجع الارز فتبلغ 27 دولاراً في عطلة نهاية الاسبوع و17 دولاراً في الايام العادية.
ومن مراكز التزلج المهمة في لبنان منتجع الزعرور الذي يعلو 1250 متراً عن سطح البحر ويضم ما بين 300 و400 شاليه شتوية كلفة استئجار الواحدة 150 دولاراً ليوم و450 دولاراً لاسبوع كامل. ويعتبر منتجع الزعرور مركز تزلج خاصا لا يحق سوى للمشاركين او مدعويهم الدخول اليه والتمتع بالنشاطات المتوافرة فيه. وهو يضم ثلاث حلبات للتزلج اضافة الى امكانية ممارسة «السكي دو» وهناك ناد يتوافر فيه مسبح بمياه دافئة ومعدات رياضية مختلفة.
وفي بلدة فقرا الراقية التي تعلو حوالي 1750 متراً عن سطح البحر يقوم منتجع «فقرا كلوب» الشهير الذي شيّد عام 1974 وساهم في تصميمه مهندسون سويسريون، ويضم حوالي 350 فيلا وفندق «اوبريج دو فقرا» الذي يقصده اللبنانيون والسياح بعد التمتع بالتزلج على حلبات فقرا وممارسة هواياتهم الشتوية في افخم المناطق اللبنانية واغلاها.
إلا ان منتجع فقرا مخصص فقط للمشتركين وذويهم ولمن يحمل بطاقة دعوة، يصل ثمنها الى 35 دولاراً لتمضية يوم كامل والتمتع بالرفاهية في احضان طبيعة خلابة.
اخيراً، لن ننسى مركزي التزلج في اللقلوق وقناة باكيش اللذين يستقطبان هواة هذه الرياضة باعداد كبيرة، ويوفران كسائر المراكز الخدمات الممتازة مع الطبيعة الخلابة، فقناة باكيش تقع قبالة جبل صنين على ارتفاع 1904 امتار، ويحتوي مركز التزلج على حلبات مخصصة للكبار والصغار، كما تمارس رياضات شتوية عدة كالسنوبورد snowboard والـ «سكي دو». اما تكلفة تمضية اليوم في المنتجع فهي 20 دولاراً في نهاية الاسبوع و10 دولارات في الايام العادية. وفي قناة باكيش حوالي 40 شاليه وفندق واحد هو Snowland hotel الممتاز بضيافته ووسائل الراحة والتسلية المتوافرة فيه، وبدل شَغل الغرفة 65 دولاراً.
اما مركز التزلج في اللقلوق، المنطقة التي تبعد 62 كلم عن بيروت وترتفع ما بين 1650 و1920 متراً، فتتميز بالهدوء والجو العائلي اذ تقصدها العائلات لتمضية يوم راحة مع الطبيعة الخلابة مع ممارسة رياضة التزلج. وتنتشر في اللقلوق عشرة فنادق وحوالي 40 شاليه واسعار الدخول للمنتجع 20 دولاراً للكبار و12 دولاراً للصغار في نهاية الاسبوع، وينخفض السعر الى النصف في منتصف الاسبوع.
* تاريخ التزلج في لبنان
* تعرف اللبنانيون على رياضة التزلج للمرة الاولى عام 1913 حين عاد اللبناني رامز غزاوي الذي يدرس الهندسة في سويسرا الى بلاده محترفاً هذه الهواية وعمل على نشرها ضمن حدود امكاناته عبر تشجيع رفاقه في مدينة عاليه على ممارستها.
كما قام الفرنسيون في فترة الانتداب بالاستفادة من منحدرات ضهر البيدر وصنين وجبل الكنيسة ومارسوا التزلج في تلك الاماكن المشهورة التي تتساقط الثلوج عليها خلال موسم الشتاء.
اما اول ناد للتزلج فهو «النادي اللبناني» وقد اسس على ايدي كل من اندريه كاشو ومنير عيتاني وايمي كتانة وموريس ثابت عام 1934. تلاه بعد سنة انشاء اول مدرسة للتزلج في الارز بمبادرة فرنسية.