رسالة الى سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو الجزيل الاحترام
جنان خواجا
ابت المبارك،
اتمنى ان تصلك اسطري هذه رغم اني على يقين بانها ستصل ليس لانها اقوى المواضيع بل لاني وكما وجدتك تبحث بين الاكوام لتصل وتوصلنا الى الارض التي يكون اساسها متينا صخريا ليس هشا تهزه الريح، واتمنى ان اوفق في عكس وجهتي، التي استنبطت اغلب محتواها من ارشاداتك السديدة.
ابت الموقر،
في البداية اود ان انقل مابداخلي من احاسيس وخلجات سكنت فيَ اقلقتني وكانت مصدر عدم استقراري الفكري بكل الفترة التي سبقت لقائي بك وسماعي لكل ماتحدثت، كنت ارتقب الجمل واقارن كل ماقلت مع معلوماتي وقرآتي حتى اني دونت الذي اثار انتباهي وعجزت عن تفسيره في حينه، كتبت بحروف واشارات كي لايضيع معنى ماابحث عنه.
ابت،
في مدينة البصرة وفي عائلة كلدانية ملتزمة بكل التعاليم المسيحية تشأت وكان والدي رحمه الله شماسا مرسوما ثم اصبح رئيسا لشمامسة البصرة بعهد مثلث الرحمة المطران يوسف توماس، كنت اواضب مع والدي على كافة المراسيم والصلوات من قداديس ورمش والاشهر المقدسة (شهري مريمي وقلب يسوع ) وفترة الالام وكل جمع درب الصليب، حفظت القداس وكل الصلوات بلغة الام كما هي، قولا ولحنا متاثرا بوالدي صاحب الصوت والاداء الصحيح في كل مقامات الطقس الكلداني دون ان افهم حرفا مما حفظت، درست طفولتي وابتدائيتي في مدرسة الفيحاء الاهلية لراهبات الكلدان في البصرة ايام مثلث الرحمة المطران يوسف كوكي وطيبة الذكر المامير مباركة والاب سليمان الموجودين حاليا في ديترويت والاب المرحوم عبد الاحد نجار،
مشكلتي مع هذا السرد الممل، اني رغم توفر تلك الظروف لم يساعدني احد كي اتعلم لغتي حتى والدي رحمه الله كان يحدثنا واخوتي بالعربية الا مع والدتي رحمها الله يحدثها بالكلدانية وبهمس كانهما يسرقان، شيئا بداخلي كان مفقودا اعرفه لكني كنت عاجزا عن الوصول اليه واتذكر جيدا كيف وانا في مرحلتي الابتدائية عندما كنا نحن الصبية ننتظر باص المدرسة صباحا في محلة الجمهورية بالبصرة نحن واخرون من ابناء الاخوة الارمن والاثوريين كل مجموعة تنتظر باص المدرسة الخاص بها،،عندما كان باص مدرسة الارمن يأتي كان الصبية يصرخون" اوتون ايكاف اوتون ايكاف " وتعني جاء الباص بالارمنية والاخرون من الاثوريين يصرخون لسيارتهم " تيلا اطنابل تيلا اطنابل "وتعني جاء الباص بالاثوري، اما نحن فكنا نصرخ" اجة الباص اجة الباص"، كنت اشعر بان شيئا ينقصنا نحن ابناء مدرسة راهبات الكلدان ومدرستنا كانت تحت اشراف مطرانية "المحبول بها بلادنس"في البصرة...كنت اتحسر لاني اجهل لغتي!.
ابت الجزيل الاحترام,
بقت معاناتي معلقة لاتنفك عني ودائما كنت اتسائل مع من احاور او اناقش اواختلق النقاش للوصول الى جواب واحد لحيرتي، ولدت مسيحيا كنت اعرفه منذ اخذت المعمودية وكلداني لاني منذ نشأتي فتحت عيني على هذه الكنيسة ولم افكر يوما ان اختلف مع احدا من ابناء غير كنيستي ..مشكلتي كانت مع نفسي وسؤالي من انا وهل لي قومية؟ كنت سعيدا بكلدنيتي ولكني مهموما بلغتي التي اجهلها وليس ذنبي ولااعرف من يتحمل هذا الذنب الذي قتل فينا حماس الانتماء وضعف في الشعور القومي الذي يمكن ان يميزني عن الاخرين، انني كنت ابحث عن محرك لما في دواخلنا من رماد خامل ليتحول الى نار دافئة تقرب من اصابه البرد والجمود وتعيد صقله من جديد،، ولم اتمكن من الحراك الا عندما وصلت بلد المهجر وذات يوم من العام 1999 واثناء خروجي من قداس يوم الاحد صادف ان تعرفت على احد المثقفين من ابناء شعبنا واثناء الحديث معه قاطعني وقال، كيف انت كلداني ولاتتكلم الكلدانية، صفعتني جراءته وهو لايعرفني الا للحظات اعاد لي كل المي وذكرياتي وتمنيت لو كان الرجل قد تعرف علي قبل الان بسنوات لاني لم اسمع مثل هذا النقد قبلا لامن قريب ولا كاهن ولا راهبة وكأن الجميع كان راضيا لتركنا في فترة نوم وسبات، حملتني اقدامي وانا اتمتم بجواب لم اقتنع منه واختفيت، لكن ذلك خلق في حافزا ان ابذل ماامكنني من جهد لاقف على قدماي بلغتي التي كنت اتمنى تعلمها من قبل واظنني كنت صريحا معك ياسيدي عندما سرقت دقائق من وقتك الثمين اثناء تناول الغداء في نادي عشتار ايام مؤتمر النهضة الكلدانية وحدثتك بلغتنا .
ابت الوقور
عندما ’خطط لهذا المؤتمر "النهضه الكلدانية "وعلمت بانك راعي هذا الحدث، جمعت كل اشلائي وقررت ان اخرج بنتيجة فجلست جانبا واستمعت بامعان لكل ماقلت ولم افكر ان اتوجه بأي سؤال ليس لعجزي لكني كنت لاارغب في مقاطتك ولانك كنت ترتب الحديث حسب تسلسه ، اظافة لاني كنت اخشى ان اضيع شيئا من السماع عند المداخلة ، لقد كنت بمثابة الفلاح الذي حرثنا نحن شتلات الزرع التي غطاها تراب الازمان، كنت الحداد الذي ادخلنا بنار متقدة وطرقنا ليزيل عنا صدأ وزنجار سنوات الاهمال والنسيان
عندما وصلنا المهجر صادفتنا انفاق من الخيارات لكننا كنا نصطدم باراء من سبقنا لقلة خبرتنا وواحدة من تلك المعاناة هي بعد سقوط النظام في العراق ظهرت الاحزاب الكلدانية وكان هذا مفاجئ لنا كشعب متعب من السياسة في الوطن اظافة الى ان تلك الاحزاب ولكثرتها لم نعد نميز الفرق بينها و الهدف من ذلك وهل يكفيها بث الوعي القومي ام تسعى لمكاسب مبطنة اظافة اننا لم نشعر بترحيب كنسي لاي عمل او مشروع حتى الغير حزبي او غير سياسي كاتحاد الاندية الكلدانية ونادي عشتار نماذج من هذه المؤسسات التي لم تتلقى اي سند او دعم من الكنيسة ...
لو كان غيرك من اكتب له لاختصرت اسطري ولكني متأكد وكما قلت’ انك تبحث عن الصغائر بين المتراكم لذا اطلقت عنان قلمي لافرغ على الورقة كل مابداخلي .
ابت الجزيل الاحترام
انني كنت اتمنى ان يكون في كل ابرشية راهب او كاهن او مطران من نموذجك وراهبات من اللواتي وصلن معك، لان الدرب طويل لحين الوصول لاستعادة الوضع الصحيح لشعبنا ،انني وكما ذكرت في بداية رسالتي من ان حالة ضياع كامل لاغلبنا حيث الاهمال على اشده في مجال الانتماء وخصوصا نحن ابناء المحافظات التي ابتعدت عن قرى ومدن شعبنا وتأقلمت على حالة التمدن والتعالي على تراثنا وتاريخنا الاصيل بدءا من اللغة وانتهاءا بالتراث انني في هذا المؤتمر شعرت ان شيئا غريبا حصل فتلاحم الجهود اضهرنا كعجينة متجانسة باطعام ومذاقات مختلفة لايحلو المذاق بتجزئتها.
اتمنى ياابت الجليل
ان يتم التركيز على الاعلام وتم التنويه عن ذلك من قبل الاب نوئيل، لكن مع قناة تلفزيونية فضائية ببرامج تعريفية وتاريخية ولقاءات مع مؤرخين ومفكرين وانت ايها الراعي الجليل يجب ان يكون لك برنامجا اسبوعيا ببث مباشر قابل للاتصالات.... في الختام لك الدعاء بالصحة وبركة الرب يسوع تحفظك وتحفظ كل من رافقك وساهم وخطط وعمل لهذا المؤتمر ولكافة الاساتذة الافاضل من كتاب شعبنا ......
جنان خواجا
من ابناء الكنيسة الكلدانية في البصرة