200804-13 Ankawa.com
يوم قلت انشقي وابتلعيني ايتها الارض!
« في: الأمس في 07:13:24 pm »
--------------------------------------------------------------------------------
يوم قلت انشقي وابتلعيني ايتها الارض!
تيري بطرس
في عام 1982 سقت الى خدمة الاحتياط للمرة الثالثة لو حسبنا سوقي مرة لمدة خمسة عشر يوما، وفي مدينة الموصل كان اول تجمعنا في مركز للتدريب قبل نقلنا الى مواقع اخرى، المهم انني تعرفت هناك بصديق كوردي اسمه عبداللة بشار من مدينة زاخو، وتعرفنا ساقنا للحديث في السياسية وقد تلقيت حينذاك من صديقي هذا دعوة للالتحاق بالمعارضة المسلحة ولكنني في حينها لم البها ولم اقل لصديقي حقيقة انني كنت منتميا لحزب داخل في مفاوضات حول هذه المسألة مع اطراف من ابناء شعبنا، والاهم من كل ما سردته لكم هو انني وهذا الصديق كنا ننزل بعد الدوام الى الموصل للتجول وتمضية الوقت وفي يوم لكزني بمعصمه وعندما نظرت اليه مستفسرا اشار بعيونه لناحية ما بمعنى انظر، وعندما نظرت وشاهدت ما شاهدت، قلت انشقي ايتها الارض وابتلعيني، خجلا من المنظر المشمئز الذي شاهدته والذي كان عبارة عن راهبة بملابسها البيضاء دلالة على البراءة، ولكن هذه الراهبة كانت قد وضعت على الجانب الايسر من صدرها على موضع القلب صورة لصدام من تلك التي كانت تعلق بالدبابيس، نعم صورة لصدام المجرم، الذي كان قد اشعل حربا لا هوادة فيها حربا قال عنها المرحوم ليونيد برجينيف حرب اللا معنى وقال عنها المرحو رونالد ريغان حرب ستنتهي بلا منتصر، اي بلا شئّ هذه الحرب اللتي كان وقودها شبيبتنا العراقية بكل فئاتها وتلاوينها، صدام هذا الذي كان قد بداء ومنذ عام 1977 بتدمر قرانا وما فيها من كنائس اثرية قديمة قدم المسيحية في بلاد النهرين، صدام هذا الذي كان قد حاول فرض تدريس تفسير القران على ابناءنا، صدام الذي لن تنتهي مقالتنا لو استمرينا في تعدد جرائمه، صورة هذا المجرم البشع كانت تلك الراهبة تعلقه على صدرها، نعم قلت يا ارض انشقي وابتلعيني فكيف افسر هذا الامر لصديقي، فهذه الراهبة قد قد لا تعترف انها تشترك معي بالهوية المسيحية ، ولكنني لا يمكنني ان اتنصل من هذه الشراكة في الهوية مع هذه الراهبة لصديقي، حتى لو دخلت في مجادلة تبريرية باننا لا ننتمي الى مذهب واحد، والظاهر ان رؤساءها لم يلفتوا نظرها الى ان ما تفعله هو محاولة لطعن كل عراقي في صميم قلبه كما انه يتعارض مع القيم التي ترهبت من اجلها.
منذ اكثر من ثلاثة قرون سارت الكنيسة المارونية في طريق التعريب، لا بل ان رجالتها وابناءها كانوا الوسيط الاقوى في نشر مفهوم العروبة ومنحه هذه الصفة العصرية صفة الانتماء القومي، وليس الانتماء البدوي الذي كان يعرف به قبل ذلك، حيث ان العرب كانت تقال للبدو في الغالب وكانت تعنيهم وكان ابناء المدن يستنكفون من هذه الصفة. ومصير الماروزنية والكنيسة معروف للقاصي والداني فبعد ان كانوا قلعة حصينة وقوية باتوا اليوم اقلية مستضعفة بحاجة لدعم الاخرين وقوتها في رئاسة الجمهورية اهتزت، بسبب الحروب التي شنت عليها، نتيجة لاستضعافها من قبل الاخرين وفرضهم عليها وعلي لينان منظمات الابوات الفلسطينية، حيث صار لبنان مسرحا لها ترتع فيه ما شات. انه رد الجميل من قبل العرب للموارنة اللبنانيين. ولكن البعض لا يزال مصرا على عدم الاتعاض بالتجارب ويحاول بكل السبل العمل على تعريبنا، فهاهي الكنيسة الكلدانية وراهباتها وفي اغلب الروضات التي تديرها تكلم وتعلم الاطفال بالعربية، ولعل ما شاهدته في احدى روضات الكنيسة في زاخو منقولا على قناة عشتار كان حقا امرا مثير للتساؤل، فلو كان الامر في بغداد لقلنا لربما ولعل وغيرها من حروف اللتبرير، ولكن في زاخو حيث لا يوجد من يتكلم العربية، وابناء شعبنا يتمتعون بحق التعليم بلغة الام، فهوز امر غير منطقي وغير سليم، فلو لم بتعلموا لغتهم واللغة السائدة في الاقليم فكيف سيكون مستقبلهم الوظيفي ياترى؟ ام ان الراهبات و الكنيسة الكلدانية قد ظمنوا لابناء شعبنا المنتمين لها مستقبلا وظيفيا في بغداد؟ ولكن حتى لو كان هذا الامر ممكنا، السؤال هو باي حق تقوم الكنيسة الكلدانية بتغيير هوية الشعب من خلال التأثير على اطفاله وتغيير لغتهم، ووكيف يتم تعيين راهبة لا تعرف لغة الام، ان كانت الحجة هي عدم معرفتهم بها؟ وهل بهذه الطريقة تحافظ الكنيسة الكلدانية على تراث كنيسة المشرق حقا؟
ففي الوقت الذي تقوم كنيبسة المشرق الاشورية والقديمة بنشر التعليم بلغة الام وحتى في المناطق التي كان لغة ابناء الشعب قد تغييرت نتيجة الانقطاع عن التواصل مع ابناء شعبهم في العالم مثل دول الاتحاد السوفياتي السابق كما شاهدنا في القداس الذي اقامه غبطة مار كوركيس صليوا في موسكو، نرى ممارسة الكنيسة الكلدانية عكس هذا الامر، لا بل انه حتى في المهاجر تصر الكنيسة على نشر العربية، وكأننا احفاد عدنان وقحطان.
بالامس كرر احد مطارنة الكنيسة الكلدانية رفضه تمتع شعبنا بحقوقه المنصوص عليها في كل المواثيق الدولية بحجة رفضه انفصال المسيحيين، او اقامة منطقتهم للحكم الذاتي الخاصة، نحن لا نعترض على رأيه الخاص، ان قال انه رايه ولكن ان يلبس الرأي بصفته يعبر عن رأي الكنيسة فهو امر غريب ومستهجن جدا.
من الواضح ان المطران هذا، لا يزال يحن الى واقع الذمي، ويخاف من تحرر الشعب وان يكون لهذا الشعب مؤسساته القوية والتي يمكن ان تخطوا به الى الامام ليس في المجال الثقافي فقط، بل في المجال الاجتماعي والاقتصادي، لا بل ان وجود مؤسسات شرعية منتخبة من قبل الشعبل سيزيل الكثير من الاختلافات التي زرعت بين ابناء الشعب جراء انقسامه المذهبي، ولعل هذا الامر هو الذي يرعب امثال المطران هذا.
من الواضح ان اللعب السياسي الذي يريدون بعض رجال اللعب فيه سيكون مردوده سلبيا جدا عليهم ان كانت مواقفهم ضد الارادة الشعبية القاضية بان نكون كافراد متساويين مع بقية المواطين، وكمجموعة حضارية ثقافية اجتماعية اي كشعب وامة متساويين ايضا مع اشقاءنا العرب والكورد والتركمان، والا لماذا الحلال على العرب والكورد والتركمان حرام علينا ايها المطران المبجل.
هذا المطران الذي يظهر قوته وحضوره واندفاعه في رفض اي حق لشعبه هذا ان كان المطران من شعبنا؟ هذا المطران الذي يتمكن من اظهار شجاعته في رفض حقوقنا، لم ينبت ببنت شفة يوم هدم صدام كنائسنا وقرانا يوم فرض تعليم تفسير القران، يوم فرض على شعبنا ان يكتبوا في حقل القومية عرب يوم علقت الراهبة صورة المجرم على صدرها، يوم و يوم وهي الايام كثيرة، ولكن بلا وجل وبلا خوف من الله ومن المستقبل ومن صحوة ضمير يرفض حق، اقرنا فيه اغلب زعماء العراق، لانه حق يستند على الشرعية الدولية.
الم يحن الوقت لتعديل الامور، الم يحن الوقت لتعود كنيستنا الكلدانية لتعليم اطفالنا السورث، والتكلم معهم بهذه اللغة الجميلة وتعليمهم الاغاني والصلوات بها، الم يحن الوقت لكي تقف كنيستنا الكلدانية وبعض رجالاتها مع شعبهم وحقه في التمتع بكل هذه الحقوق الشرعية. ان محاولة وضع العصى وعرقلة مسيرة الشعب، من خلال مثل هذه التصريحات الغير المسؤولة امر خطير بات من الواجب ايقافه او التوقف عن ممارسته، وبات من الواجب على مسؤولي شعبنا ان يعملوا بجد من اجل ان لايقوم البعض بفرض التعريب على ابناء شعبنا، فقد رفضنا ذلك في ايام اعتى دكتاتورية بغيضة ويجب ان لا نقبل بها وبايدي من هو منتمي الينا، فلنا لغتنا ولنا ثقافتنا ونحن يجب ان نصنع مستقبلنا القومي بارادتنا وبالمشاركة الوطنية مع كل القوميات وشعوب العراق كافة باخوة وتعاون وبالمساواة التامة وليس اقل من ذلك.
bebedematy@web.de]