Sirwan Shabi Admin
عدد الرسائل : 936 تاريخ التسجيل : 04/10/2007
| موضوع: ويسألونك عن الصحافة..روند بيثون الخميس يونيو 05, 2008 8:45 pm | |
| ويسألونك عن الصحافة 20080605 قبل ان امتهن الكتابة واصاحب القلم، كنت منجذباً الى ما تسطره اقلام المبدعين من اراء وافكار متنوعة وعلى صفحات المجلات والجرائد وهي تحمل اسماء وصور الكتاب والشعراء والصحفيين، وكيف لاراء وافكار وصور هؤلاء المبدعين تدخل كل بيت و دائرة ومعمل ومؤسسة دون استئذان او تخويل، ثم جذبني اكثر ما تحمله هذه المهنة من تسميات راقية وذات نفوذ، مثل السلطة الرابعة وصاحبة الجلالة، بالرغم من ان ممتهنوها لا تاج لهم ولا صولجان ولا يمتلكون سلاحاً أو جيوشاًَ جرارة. وكان يدهشني اكثر كيف لمقال واحد نيّر ان يفتح افاقاً جديدة في المجتمع أو يثير جدلاً نافعاً أو يهز عروش السلطة، او كيف يمكن لقصيدة أن تصبح على كل الشفاه والالسن، وكيف لكاتب متواضع ومكافح يصبح بشهرة اصحاب الملايين و جبابرة الحكام والسلاطين؟ ويبدو ان مبادئ هذه المهنة النبيلة استوعبها الجميع وعلى كافة المستويات في الحضر والريف وحتى في المناطق النائية. اذ كثيرا ما نتفاجأ بشخص يستوقفنا و قد لا نعرفه في مقر العمل أو في السوق او في اي مكان عام اخر، مطالبا بأن ننقل رأيه او مشكلته او شجونه او هواجسه الى صفحات الجريدة.. هذا موظف متقاعد كبير السن يشكو قلة راتبه وعدم تطبيق القانون التقاعدي الجديد، واخر شاب يطالب بفرصة عمل او توظيف، وهذه عائلة تطالب بتوفير سكن او الحصول على قطعة ارض ، وتلك محلة تشكو شحة المياه، وقطاع كبير يطالب بتحسين الخدمات وخاصة الكهرباء، وهذه أمٌ تنتقد النظام التربوي الجديد والتخبط في تطبيقه قائلة: ان اولادنا وطلابنا ليسوا فئران تجارب وووو.. الخ من الهموم والشجون والمطاليب والانتقادات والالتماسات الى هذه الجهة أو تلك، عندما أسألهم لماذا لا تطالبون وتبثون شجونكم وشكواكم بانفسكم؟ يأتي الجواب جليا قاطعا: ألستم انتم حملة القلم و مهنتكم الصحافة؟ و استفيق لهذا الرد العفوي وكأنني اسمعه لاول مرة ، واصمت للحظات متأملا ومستدركاً بان للصحافة لقب اخر الا وهو مهنة المتاعب، واية متاعب ياترى؟ حدث ولا حرج، كنا في السابق نسمع بين الفينة والفينة عن أحداث معدودة يتعرض لها المراسلون والصحفيون وحملة الاقلام، وخاصة اثناء الحروب والنزاعات الدولية المسلحة، اما اليوم فالعالم الذي نعتقد انه قد اصبح اكثر امنا اصبحت الصحافة فيه أكثر المهن خطورة، واصبح اهلها يتعرضون يوميا الى شتى انواع المضايقات والتهديدات والاعتداءات بصورة مباشرة او غير مباشرة من هذا الطرف او ذاك، لان الحقيقة التي تسطرها تلك الاقلام الجريئة ترعبهم وتعريهم امام الاخرين. واليوم مايتعرض له أبناء صاحبة الجلالة في المناطق الساخنة في العالم ومنها العراق الذي يوصف بالمنطقة الاكثر خطراً على الصحفيين، فهم معرضون في اية لحظة الى اعتداء سافر من الاختطاف والترهيب والقتل والاعتقال من قبل الجماعات المسلحة والمليشيات وحتى من قبل السلطة احيانا، ولكن لماذا يتحملون كل هذه التهديدات الكبيرة وهم لا يجنون مالا او سلطانا؟! يأتي الجواب مشرفا: لأنهم المرآة الصادقة والكاشفة التي تعكس للجميع هموم و مطاليب وطموحات المجتمع والانسان، لان جُند الصحافة يحملون رسالة انسانية نبيلة وهي كشف الحقيقة و الذود عنها في السراء والضراء، في الحرب والسلم وفي احلك الظروف، انها حقاً مهنة المتاعب والهموم والتضحية، لذلك فهي تستحق وبجدارة لقب السلطة الرابعة و صاحبة الجلالة. روند بيثون rawandbaython@hotmail.com | |
|