--------------------------------------------------------------------------------
انتزاع حق المواطنة والانتماء من السيد نمرود بيتو..
رد على مقال السيد وديع بتي
عمانوئيل خوشابا
هذا المقال-الرد ليس دفاعا عن حق شخصي للاستاذ نمرود بيتو الامين العام للحزب الوطني الاشوري في التعبير عن رايه ورؤيته السياسية فرصيد الفعل والالتزام القومي والوطني للاخ بيتو يمنحه هذا الحق ويحصنه من محاولات نزعه منه.
المقال-الرد هو توضيح لرؤية الحزب الوطني الاشوري السياسية ونقاش وتساؤلات مشروعة بشان الانتقائية التي يمارسها عدد من كتابنا وبينهم الاستاذ وديع بتي، في التعامل مع الشان السياسي القومي والوطني لشعبنا.
بداية نقول ان السيد بتي في مقاله الموسوم (نمرود بيتو وسهل نينوى \ وهب الوزير ما لا يملك) وما اورد فيه من تهم واستنتاجات ارتكز على اعتقاد خاطئ منه ان السيد بيتو في المقابلة والحوار مع تلفزيون عشتار مارس الوصاية على شعبنا في سهل نينوى وانتزع منهم الحق في تقرير ارتباطهم!!
فحتى لو قبلنا افتراضا تحديد نقاش الامر بهذه الجزئية، وحصرنا الامر بالسؤال هل ان السيد بيتو انتزع ام لم ينتزع حق ابناء سهل نينوى؟ فان الحكمة الماثورة تقول (ما ارتكز على باطل هو باطل)، وبذلك نقول ان هذه التهمة من حيث الاساس والمبدا والاستنتاج والتاويل هي تهمة باطلة كليا.. واليكم الدليل المادي..
ندعو السيد بتي والقراء الى الاستماع الى هذا المقطع من المقابلة التلفزيونية المشار اليها وفيها الموقف الصريح والمبدئي من ان قرار السهل هو بايدي ابناءه.. (1)
www.atranaya.org/Audio/Nimrod_Ishtar_A01.mp3عجبي لماذا فشل الاستاذ وديع بتي في سماع هذه الفقرة الواضحة والمهمة من الحديث؟ فهل حقا شاهد البرنامج ولم يفهم ما قاله الاستاذ نمرود بيتو؟ ام اوحى لذاته بما جعله يكتب ويبنى على الايحاء تحريضه. ولياتي مقاله وكانه يقول فيه ان الوزير يتكلم نيابة عنكم كلكم ويهب اراضيكم من دون رضاكم والخ من التحريضات.
انها لعبة بائسة.. ان نقد امر ما او موقف ما يتطلب الدقة في الطرح وخاصة فيما يقوله الآخر. فاليوم هو عصر المعلوماتية والاتصالات ولا يمكن طمر الحقيقة فكل شئ موثق.. وندعو السيد بتي والقراء ثانية للاستماع الى الرابط اعلاه فهو يقطع الشك باليقين. بل وندعو السيد بتي والقراء الى الاستماع الى هذا المقطع الاخر من الحوار التلفزيوني وفيه يحدد السيد بيتو ان مهام الساسة هي توضيح الامور ونشر الوعي بين ابناء شعبنا، وترك القرار والحكم لابناء الشعب.. فهل من كلمات اوضح..
www.atranaya.org/Audio/Nimrod_Ishtar_A02.mp3امام هذا الوضوح في كلمات السيد بيتو فاننا نضع علامة استفهام كبيرة حول الغاية من مقالة مبنية على كذبة كبيرة.. فهل الكاتب مستعد للتوضيح للقراء عن اسباب كل هذه العملية، ان لم نقل هل هو مستعد للاعتذار؟
ورغم اننا قطعنا الشك باليقين في هذه المفردة "الجزئية" من المقابلة ومقال السيد بتي بشانها، فاننا نرى اهمية في الاسترسال في نقاش الامر من خلال التساؤل: هل ان الامر كان فعلا مجرد اغفال من السيد بتي عن سماع هذه الكلمات الواضحة من الاخ بيتو؟ ام ان المسالة لها دوافعها وخلفياتها الاكبر والاوسع من حيث ممارسة الانتقائية ومحاولات انتزاع حق الحزب في التعبير عن رؤيته وممارسة مواقفه السياسية وغيرها مما سياتي عليه المقال-الرد الذي نامل ان يتسع صدر الاستاذ بتي له. فنقول:
كان نظام صدام المقبور معتادا على اسقاط الجنسية العراقية من معارضيه.. وكانت الاقلام التي تقتات من فتاته تكتب بحقد اسود وتطالب باسقاط الجنسية العراقية عن كل من يحاول ان يقول ولو كلمة نقد لمنجزات (القائد الفذ). حتى ان شاعر العراق الاكبر الجواهري شمله اسقاط الجنسية!!
واليوم، ومع العراق الذي نريده جديدا وحضاريا فانه يجب ان نعي جميعا ان مصلحة بلدنا ومصلحتنا تتحقق من خلال التعايش وتقبل الاخر وبناء هيكلية جديدة تسمح بمشاركة الكل وفي قول ما يروه الافضل لهذا البلد.
اقر العراق الجديد مبدأ الانتخابات كوسيلة لبلوغ السلطة وممارستها وتداولها، وبذلك فان ابن صفوان والفاو في اقصى جنوبه وابن شرانش ودوري في اقصى شماله مرورا بوسطه وكل مدنه وقراه، عندما يدلون باصواتهم في الانتخابات العراقية فانهم يمارسون واجب وحق ابداء الرأي في مستقبل وطنهم العراق ككل.
ويمكن لهذه الانتخابات وهذه الاصوات من خلال تحكمها بتشكيلة مجلس النواب ان تتحكم او تؤثر في تحديد مستقبل هذه المنطقة او تلك في العراق.
فالبصراوي ، مثلا، الذي يصوت لقائمة انتخابية معينة ويحدد وجودها في مجلس النواب يكون قد شارك من خلال من انتخب في تحديد مسار وقرارات امور اساسية وجوهرية تخص محافظات عراقية ربما لم يقم شخصيا بزيارتها.
السياسي العراقي ضمن اي حزب كان يمكنه ان يبدي رأيه في اية قضية عراقية، من النفط او شوؤن الاقليم او الجيش او الداخلية او الخارجية، وليس شرطا ان يكون هذا السياسي من الاقليم او مرتبطا بهذه الوزارات او غيرها، فهو كعراقي يهمه مصير وطنه ويعبر عن هذا الاهتمام من خلال الراي الذي يتبناه.
هذا مبدا عام وحق يمارسه الجميع، وشاشات التلفاز وصفحات الانترنت والجرائد والانشطة السياسية اليومية شاهد على ذلك.
المفارقة (لكي لا نقول الطامة) الكبرى هي انه اذا مارس احد احزابنا او ساستنا او كتابنا حقه في دعم المطالبة بالحكم الذاتي فان البعض من ابناء شعبنا من اصحاب رؤية وموقف سياسي محدد يشحذ همته وقلمه للتشكيك واطلاق التهم كما فعل استاذنا السيد بتي باتهامه للسيد بيتو بانه (يمنح ما لا يملك).
ولكن الاقلام ذاتها والشخوص ذاتها تلوذ بالصمت المريب تجاه من يدعو الى ابقاء حال شعبنا كما هو عليه من انكار للحقوق وتهميش وغيره، فلا يقولوا لهؤلاء من منحكم حق ابداء الراي فيما لا تملكون، ومن منحكم الحق في الوقوف حجر عثرة امام طموح شعبنا في مستقبل يمارس فيه ذاته ضمن العراق الجديد.
اليست هذه ازدواجية مقيتة.
لماذا لا يحق للسيد نمرود بيتو وهو السياسي الاشوري العراقي وهو الامين العام للحزب الوطني الاشوري الذي كان وما زال له حضوره ومشاركاته الفاعلة في الساحة السياسية القومية والكردستانية والعراقية ان يدلي برايه ويبشر برؤيته في حق شعبنا بالحكم الذاتي وفي حق شعبنا ضمان التواصل بين وجوده الديموغرافي في سهل نينوى واقليم كوردستان العراق؟
السيد نمرود بيتو عندما يتحدث في حوار سياسي على شاشة التلفاز ويتابع الحوار ابناء شعبنا في الوطن والمهجر انما يتحدث بصفته المعنوية امينا عاما للحزب ويعبر عن رؤية الحزب ومواقفه..
لسنا هنا بصدد ايراد الشواهد عن حضور ودور الحزب في مختلف القضايا وفي مختلف الساحات السياسية او الجغرافية، ولكن نكتفي وبقدر تعلق الامر بموضوع الحوار ان نقول للسيد بتي وهو المغترب في بلدان المهجر عن حضور الحزب في محافظة نينوى ومن ضمنها سهل نينوى..
الحزب يتواجد ومنذ تحرير العراق من براثن النظام السابق على مستوى فرع في محافظة نينوى، كما له لجنة محلية في تللسقف واخرى في باطنايا وجماهير واعضاء وجماهير وعلاقات في عموم السهل ولا نريد هنا الاشارة الى خطط المستقبل القريب للحزب.
الحزب يشارك فعليا في صنع قرارات محافظة نينوى في مختلف المجالات من خلال عضويته ونشاطه الفاعل في مجلس محافظة نينوى.. فالحزب الوطني الاشوري مع الاتحاد الديمقراطي الكلداني هما التنظيمان الوحيدان لشعبنا اللذين لهما عضو في مجلس المحافظة (نظنكم تعلمون ان عضو الحركة الديمقراطية الاشورية في المجلس، السيد جيفارا زيا، هو قيد الاعتقال منذ اكثر من سنة بتهم الاختلاس وهدر المال العام).
الحزب يشارك وبفعالية في كافة اللقاءات السياسية المختلفة مع كافة الجهات ذات العلاقة (العراقية منها والامريكية والاممية) لمناقشة مختلف الامور ومن بينها المادة 140 والحكم الذاتي وغيرها.
والحزب مرجعية يقصدها السياسيون والاعلاميون والمهتمون ممن يزوروا المنطقة للتقصي وادراك الامور.
الحزب يمتلك شبكة واسعة جدا من العلاقات مع ابناء شعبنا ومؤسساته ومرجعياته وكنائسه في سهل نينوى تقوم على الثقة والاحترام المتبادل ويسودها الاتفاق على المبادئ الاساسية وبخاصة وحدة شعبنا وتسميته والمطالبة بالحكم الذاتي وتطبيق المادة 140.
والحزب له هذه الشبكة من العلاقات ايضا مع بقية المكونات لسهل نينوى من اليزيدية والشبك والعرب وعلى مختلف المستويات السياسية والشعبية.
وباختصار فان الحزب الوطني الاشوري هو من الاحزاب المتمددة وليس المنكمشة في السهل وفي الساحة الاشورية عموما وهو حزب نخبوي يخاطب العقول والاذهان وليس العواطف والقلوب.
فبعد كل هذا وورغم كل هذا ليس من حق الامين العام للحزب الوطني الاشوري ان يعلن ويبشر رؤيته السياسية بشان سهل نينوى والحكم الذاتي؟
وكذا الامر بالنسبة لبقية الساسة الاشوريين من المطالبين بالحكم االذاتي وفي مقدمتهم السيد سركيس اغاجان. فوفق منطق السيد بتي فان السيد اغاجان ايضا ورغم توظيفه لموقعه وتاثيره لصالح حشد المطالبة بالحكم الذاتي وكسب الدعم والتاييد لها وتوفير المستلزمات السياسية والجماهيرية والاقتصادية والاعلامية لعملية المطالبة بها، يكون وفق منطق السيد بتي غير مخول بالحديث عن الحكم الذاتي او تقرير موقع ومرجعية سهل نينوى في مجمل العملية السياسية، وبعكسه يكون هو ايضا مثل السيد بيتو واهبا لما لا يملك!!!
هل يرى السيد بتي ان ما اوردناه ليس كافيا لمنح حق ابداء الراي للسيد بيتو ما دام لا يبات ليله في سهل نينوى!! فهل الوجود الفيزياوي الشخصي للمتحدث هو المعيار الوحيد؟ وان كان كذلك الن يكون السيد بتي نفسه اخر من يحق له الحديث كونه يبات ليله عدة الاف من الكيلومترات بعيدا عن سهل نينوى؟ (على الاقل فان السيد بيتو يقيم بين اربيل وباختمة وهي على مرمى حجر من سهل نينوى!!!)
وفي المقابل نسال السيد بتي:
ما هو الحق الذي تمتلكه المنظمة الاثورية الديمقراطية وهي التنظيم السياسي الاشوري السوري والعضو في اعلان دمشق ان تحدد مطالب شعبنا في العراق وشكلها وارتباطها؟ بل وان تخاطب مؤسسات ومرجعيات عراقية ودولية بشان هذه المطالب وتفاصيلها؟
وما هو الحق الذي تمتلكه مؤسسات واتحادات اندية اشورية في اوربا جلها يقوده ابناء شعبنا ممن لم تطأ اقدامهم العراق يوما ويجهلون جغرافيته وتركيبته الادارية والسكانية والسياسية في ان يحددوا مطالب شعبنا في العراق ويوجهوا المذكرات ويقيموا النشاطات بهذا الخصوص؟
وما هو الحق الذي يمتلكه السيد شيبا مندو، السوري المولد والامريكي الجنسية والذي يعيش الاف الكيلومترات بعيدا عن العراق وسهل نينوى، في تحديد مطالب شعبنا ومصير السهل وارتباطه وغيرها؟ بل وتوظيف الالاف المؤلفة من الدولارات المخصصة من الحكومة الامريكية لبرامج اجتماعية لشعبنا في الينوي يقوم بتوظيفها للتعبئة الاعلامية لموقفه في الضد من الحكم الذاتي وتعميق الخلافات الداخلية بين ابناء ومؤسسات شعبنا، وزرع وتاجيج العداوات والاحقاد القومية والقضاء على روح الشراكة الوطنية؟
وما هو حق شخصيات ومرجعيات مسيحية غير عراقية في دعواتها لرفض االحكم الذاتي؟
فلماذا يحق لهؤلاء جميعا ولا يحق للامين العام للحزب الوطني الاشوري؟
نحن لسنا نناقش او نرفض حق هؤلاء، ولكننا نقول اذا كان لهؤلاء الحق فكم بالاحرى يكون للحزب الوطني وامينه العام وكوادره واعضاءه الحق؟
واذا كان يمكن لاي عربي من سوريا او مصر او المغرب او ايراني ان يبدوا رايهم بمستقبل العراق، فنحن اولى بادلاء راينا في شاننا القومي والوطني وبما في ذلك سهل نينوى!!!
فلماذا اذن محاولة نزع حق الحزب الوطني الاشوري في التعبير عن رايه؟ وفي مقابل السكوت المريب عن "تجاوز" اخرين لحقوقهم وتدخلهم في الشان السياسي الاشوري العراقي؟ ولماذا محاولات اسكات الحزب عن التبشير بمستقبل قومي ووطني لشعبنا في وطنه ولكن يتم السكوت عن من يوصف مطالب شعبه بالحكم الذاتي بانها مطالب عنصرية وشوفينية؟
نعتقد يقينا ان السبب ليس في ان الحزب وامينه العام مارس حقا لا يمتلكه او وهب ما لا يملك، ونعتقد يقينا ان السيد بتي يدرك اكثر من غيره ان الحزب وامينه العام لم يقم بذلك. (الشهادات الصوتية اعلاه تشهد على ذلك)
ان السبب والدافع للتحريض ونزع حق الحزب هو عدم اتفاق السيد بتي مع رؤية الحزب.
من حق السيد بتي ان لا يتفق مع رؤية الحزب بشان الحكم الذاتي وبشان السعي لضمان التواصل والاتصال الديموغرافي لشعبنا من خلال وضعه تحت مظلة قانونية واحدة.
ومن حق السيد بتي ان يتفق في الرؤية االسياسية المقابلة في الابقاء على شعبنا مهمشا مسلوب الارادة والقرار كما كان لعهود.
ولكن ليس من حق السيد بتي ان يحاول نزع حقنا في التعبير عن راينا.
وليس من حق السيد بتي ان يحاول نزع انتماءنا القومي والوطني مع ابناء شعبنا في سهل نينوى.
وليس من حق السيد بتي ان يحاول تجريدنا من مسؤوليتنا القومية والوطنية.
- وللمقال تتمة -
(1) للاستماع الى النص الكامل للمقابلة.. انقر هنا:
القسم الاول:
www.atranaya.org/Audio/Nimrod_Ishtar_P01.mp3القسم الثاني:
www.atranaya.org/Audio/Nimrod_Ishtar_P02.mp3 « آخر تحرير: يونيو 12, 2008, 10:13:57 pm بواسطة Atranaya » تنبيه للمراقب