هل يتحقق الحكم الذاتي يا ستاذ جميل روفائيل بالقضاء على يونادم كنا؟
لقد استغربت كثيرا من المقالات التي أخذ ينشرها الكاتب جميل روفائيل في صفحة عنكاوا كوم وهي بطيتها لا تعد أكثر من هجوم ساخر وقاسي جدا وللغاية لم اقرأ لها مثيل في صفحة عنكاوا كوم منذ تاسيسها والى اليوم على شخص يونادم كنا. في الحقيقة ان هذا الاستغراب لم يبدو لي وحدي شخصيا لا بل ان الكثير من الاخوة المتتبعين في صفحة عنكاوا قد استغربوا هم ايضا من هذا النهج في الكتابة الذي اخذ يسلكه الاستاذ جميل روفائيل وبهذا الشكل الفجائي , لقد كتب الكثير يستفسرون مع الاخ الكاتب عن سبب سلوك هذا النهج الحاد مع شخص يونادم كنا وحركته الديمقراطية الاشورية نذكر منهم والتي شخصيا قراتها في صفحة عنكاوا على سبيل المثال كتابات (كامل كوندا, باسم دخوكة, د. وديع حنا بتي, سولاقا بولص , يوسف شكوانا, عصام المالح, .....الخ).
في هذه المقالة البسيطة بودي تسليط الضوء على نقطتين هما الحكم الذاتي وطروحات الاخيرة للاستاذ جميل روفائيل حول يونادم كنا وشخصنة الموضوع وبالاسم وعلى التحديد.
كما يعلم كل المتطلعين على مانقله الاخ انطوان الصنا من امريكا حول ما ادلى به السيد يونادم كنا هناك لم أجد عبارة واحدة يعني بها الاستاذ يونادم الاخ الكاتب جميل روفائيل شخصيا . كل الذي قاله يونادم كنا حول الذين يتحدثون في الحكم الذاتي انه البعض يتحدث عن الموضوع وهو قد قبض مسبقا والاخر صنفهم بالعاطفيين اي العاطفة تغلب عليهم وعلى كتاباتهم. وفي المقابل لم ينفعل اي من الاخوة الكتاب في صفحة عنكاوا كوم كأنفعال السيد جميل روفائيل لا بل اقلب الموضوع الى حرب ضرسة بينه وبين الاستاذ كنا ومن جانب احادي اي فقط من جانب الكاتب جميل روفائيل ونهاية الحرب الدمار لكل الشخصيتين ومع الاسف الشديد سوا كان على علم أم لا السيد الكاتب!!!.
فيما يخص الحكم الذاتي من حيث المبدأ يمكن القول ان غالبية الكتاب والطبقة الواعية لابناء شعبنا هم مع هذا المشروع . والمبدأ الذي أقصده وبأختصار شديد (كثرة صلاحيات التي يتمتع بها الحكم الذاتي مقارنة بالادارة المحلية من خلال مؤسساته الثلاثة التنفيذية والتشريعية والقضائية) لا بل الاكثر من ذلك ان الحكم الذاتي من الناحية القانونية يعد (سلطة) سلطة ادارية لادارة شؤون اي شعب من شعوب العالم. من خلال الحكم الذاتي سوف نتقاسم السلطة مع أخواننا الاكراد والعرب والتركمان في أدارة شؤونا نفسنا بنفسنا وبأدارتنا الخاصة من هذا المنطلق أنني أويد مشروع الحكم الذاتي ولكن هذا لا يمنعني من الاستفسار في الوقت نفسه كجغرافي سياسي مدى قدرتنا اليوم في أمتلاك هذه السلطة بأرادتنا الحرة وحمايتها وصيانتها وفق ما هو السائد على الساحة السياسية العراقية من الصراع الخطير على النفوذ والسلطة هذا من جهة ومدى فاعلية هذه السلطة على ارض الواقع أي هل سوف نكون اصحاب السلطة الحقيقية ام لا.
لكن دعنا نبتعد قليلا من موضوع الحكم الذاتي والادارة المحلية والتي كانت سبب المصائب والبلاوي التي حلت بينك وبين الاستاذ يونادم كنا بحيث ابتعدت ياسيد الكاتب جميل روفائيل عن الموضوع ودخلت في صراع الانتقام الشخصي مع الاستاذ يونادم كنا وقد جلبت الكثير من الشكوك حول قلمك ياأستاذنا الفاضل وانها لا تليق بمكانت انسان صحفي بارع في جريدة الحياة اللندنية من جهة وككاتب مختص بالشأن القومي لابناء شعبنا الكلداني الاشوري السرياني من جهة اخرى. ان الشكوك الكثيرة التي تدور حول الغاية من مقالات الاستاذ جميل روفائيل تكمن من خلال عدة نقاط التمستها شخصيا من اسلوبه الاخير وهي كالاتي:
أولا: ما علاقة موضوع نشر الوثيقة المخابراتية التي تدين يونادم كنا بعمله المخابراتي مع نظام صدام الذي ولى الى مزبلة التاريخ وبما يقارب اكثر من خمسة سنوات مضت في مقالتك . اليس الهدف منها توجيه ضربة مؤلمة الى الاستاذ يونادم كنا وفي هذا الوقت بالذات!!.
ثانيا : ما دخل نشر نص الرسالة التي أستلمتها من احد أصدقائك بنخس القس في متن مقالتك الاخيرة (واخيرا يونادم من فمك ادينك) وتشرح فيها حسب محتوى الرسالة بانه لم يبقى هناك حركة ديمقراطية اشورية لا بل كل ماهو هنالك سلطة دكتاتوري لشخص واحد يدعى يونادم كنا. عندما اطلعت عليها اي الرسالة وقرأتها بتمعن كانك تقول وبملء الفم للقراء لم يعد هناك من اليوم ما يسمى يونادم كنا ولا الحركة الديمقراطية الاشورية, انك تنهيهم من الوجود.
ثالثا: في مقالتك الاخيرة تبدأ بما هو نصه(أستجابة لرغبة عدد من الاصدقاء ,سيكون هذا الموضوع الاخير عن يونادم كنا) ولكن بعد ماذا يا كاتبنا العزيز بعد خراب البصرة طبعا كما يقال في الامثال الشعبية العراقية. هذا بحد ذاته يجلب لي الكثير من الشكوك حول مدى حيادية ومصداقية قلمك والذي اخذ يتصرف تحت رغبة الاصدقاء وبأعترافك الشخصي . فهنا هل تسمح لي وامام القراء ان أستفسر معك وليس ادينك مثلما فعلت مع الاستاذ يونادم كنا, اخ الكاتب نحن مسيحيين قبل ان نكون كلدوآ ىشوريين الم يقل سيدنا يسوع المسيح له المجد لا تدينوا كي لا تودانوا. على اية حال هنا استفسر معك ولي الحق هل نشر وثيقة المخابراتية ونص رسالة الصديق بنخس القس هي الاخرى جاءت تحت رغبة الاصدقاء ام جاءت تحت قناعتك الشخصية , واتمنى ان تكون الاخيرة هي الصائبة كي لا ينطبق كلام الاستاذ يونادم كنا عليك وبالحرف الواحد!.
السيد الكاتب جميل روفائيل الا ترى ان مقالاتك قد خرجت من اطار موضوع الحوار حول الحكم الذاتي والادارة المحلية وأدخلك النقاش في القضايا الكونية منها سور الصين العظيم والتقلبات المناخية الخطيرة للغاية حسب درجات الحراة والضغوطات الجوية وما تحدثه من الاعاصير الحادة أذ تغير الصيغة الهيكلية للبشر وفق ما تقتضيه قوانين صراع الطبيعة (القوي يأكل الضعيف ويحاول ان ينهيه من الوجود من كرتنا الارضية) من أجل تحقيق منفعته اي مصلحته الشخصية أنه حقا لا صراع أزلي مرير ولكن بين من!! بين أبناء الاسرة الواحدة من أبناء الشعب الاشوري الواحد حتى الامس القريب , حقا انها لاكارثة طبيعية ومصيبة تاريخية!!!.
كم كنت أتمنى ومن أعماق قلبي لو لا سلكت هذا الاسلوب في مقالاتك الاخيرة بل كجميل روفائيل في مقالته القديمة أي ما اعنيه( أن تضع ونحن ايضا الكتاب ان نضع الامور الجانبية على طرف ) ويكون النقاش فيما بينن بلغة الحاور العصرية وعدم الانزلاق الى لغة معالجة الخطا بالخطأ . ليتك انطلقت في مقالاتك الاخيرة من المصلحة العليا لقضية شعبنا وكيفية وضع الحلول المنطقية لاسعاف هذا الشعب الذي نهشت في كيانه الضربات المؤلمة من التنكيل والقتل على الهوية والتهجير . ليتنا نركز في نقاشاتنا على موضوع الحكم الذاتي والبحث عن السبل الكفيلة لتحقيق هذا الحكم بعد ان أصبح بمثابت الهدف المصيري لابناء شعبنا في الداخل والخارج .
علينا جميعا ان نفكر بملء الجدية حول موضوع الحكم الذاتي والمعوقات التي سوف تقف في طريقه مستقبلا . فكما تعلم يأستاذ جميل أننا نملك مقعدان في البرلمان العراقي في بغداد حاليا , واحدا للاستاذ يونادم كنا والذي أنهيته من الوجود في مقالتك الاخيرة والمقعد الثاني هو للاستاذ أبلحد أفرام ساوا رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني والذي لا يعرف موقفه من مشروع الحكم الذاتي لحد هذه اللحظة بشكل واضح وصريح. فالسؤال المهم الذي بودي طرحه عليك وعلينا نحن جميعا المعنيين بالحكم الذاتي لابناء شعبنا وهو(كيف نستطيع ان نظمن موافقة اكثر من ثلثي اعضاء البرلمان العراقي من مجموع 275 عظوا كي يصوت لنا على قانون الحكم الذاتي في حالة تمريره على البرلمان العراقي بقصد المصادقة عليه لانه وكما تعرف ان الحكم الذاتي هو تشريع قانوني ) الا ترى ياسيد الكاتب ان العملية هي عسيرة وصعبة جدا وتطلب الكثير من العمل والنضال الجاد والتضحيات الجمة وبكل تفاني واخلاص ونكران الذات والابتعاد عن آفة الغرور والتعالي ولغة التخوين وتوجيه الضربات القاضية لانها ليست مجدية ولا تقود بنا لا سمح الله الا الى الهاوية والله من وراء القصد.
سيروان شابي بهنان
باحث أكاديمي مستقل
العنوان الالكتروني
www.irak.1talk.net 200809-24