حبيبي حبيب.. مع حبي..
"النقد"، كلمة سحرية، يستخدمها الكثير الكثير من (كتابنا)، لإبداء رأي في قضية، احيانا، و(للتستر وراءها) احيانا اخرى.. وهي في اغلب الاحيان، وسيلة للتظالم والتعاطف، يختارها كتابنا، لكي يجذبوا قراءهم الى صفهم.
وقد يكون النقد بنّاءاًَ، او هدّام، وتختلف اهدافه بإختلاف مسبباته ودوافعه. فهناك من "النقد" ما كان من اجل المصلحة العامة، يقدم فيه الناقد مقترحات وحلول جيدة، وواقعية، وبناءة. بعد التأكد من نقاط الضعف المُنتَقَدة.
او قد يكون هداما، نابع من رغبة في تصفية حسابات، او من اجل اشباع الجوع الى التشفي..او من اجل مصالح شخصية.
وأضعف النقد، واسوأه، هو ذاك المتمثل بالانتقائية، من جهة، والتعميم، من جهة اخرى.. وهذا هو النوع المنتشر في (مقالات) من يدعون انفسهم (كتُابا)..
السيد حبيب تومي، اقحمنا اليوم في مقال نشره على موقع عنكاوا. كوم. معتبرني، احد (المنافحين عن الاعلام الموجه للحركة) (على حد تعبيره)، مسترسلا في اراءه و(نقده) الانتقائي، لذا وددت اليوم ان اسلط الضوء على ما يسميه هو نقدا، والذي من خلاله يحاول السيد تومي ان يستعطف القارئ، ومن خلاله ايضا يبرر بعض دوافع (مقالاته)، التي ومن خلالها تعرفنا على شخصه الذي قدمه لنا اليوم (قوميا)، غاضين النظر عما يتهمه به البعض من افكار شيوعية، لا تهمنا لا من قريب ولا من بعيد..
كنت قد اثرت ان اعقب قليلا عما جاء به السيد تومي في مقاله السابق الذي وكمثل صاحبنا القس، فقد تلاعب بهندسة الكلمات، واطلق كلاما غير مسؤول، عن ان مركز النائب البرلماني حاليا ، والمنتخب بأصوات شعبنا، رابي يونادم كنا، اثناء تواجده في مجلس الحكم قد اعطي له (هبة) من السيد بول بريمر..
وان كان السيد شمعون شليمون قد اوضح مشكورا، للسيد تومي، خطأه في القاء التهم، الا انني، اضيف قليلا على ما جاء به الاستاذ شمعون، واقول:
لقد كانت الحركة هي الفصيل السياسي الوحيد الذي مثل شعبنا في اجتماعات المعارضة قبيل سقوط النظام في العراق، وقد جاء تمثيلها، نتيجة لتضحياتها ونضالها، الى جانب الاخوة الاكراد، ضد النظام السابق. ولما كان لها من تاريخ عريق على الساحة السياسية الخاصة بشعبنا، في العراق، في وقت لم يعرف الاخوة المدعين بتعدد القوميات الخاصة بشعبنا، اي مؤسسة او حزب سياسي تمثلهم. بل انهم كانوا في حينها، يلتهون بأفكار غير قومية، او انهم اصلا كانوا بعيدين عن العمل النضالي والسياسي.
هذا من جهة، ومن جهة اخرى، فإن تمثيل رابي يونادم كنا في مجلس الحكم، هو نتيجة حتمية لنضال خاضته الحركة (زوعا)، دفاعا عن (شعبنا) الذي استفحلت ظاهرة (النسيان والنكران) في صفوف بعض كتابه وسياسييه. مثله كمثل تمثيل السيد مسعود البارزاني، وجلال الطالباني، في مجلس الحكم ، الذي هو الاخر كان نتيجة حتمية لنضال خاضه حزبيهما في الدفاع عن شعبهما.
ان نكران دور الحركة الديمقراطية الاشورية، في النضال، واستحقاقها لتمثيل شعبنا في الحكومة العراقية، واعتباره هبة معطاة من السيد بول بريمر، بحد ذاته هو نكران لدور الاخوة الاكراد في النضال واستحقاقهما لتمثيل شعبهم في الحكومة العراقية، واعتبار نضالهما الشرس من اجل حقوق الشعب الكردي مجرد هباء، وان ما حصلا عليه في تمثيل شعبهما ليس سوى هبة من السيد بريمر.. فهل يقبل السيد تومي ان يوضع ذاك النضال الكبير، في سلة المهملات، ويستبدل بهبة، وعطية من السيد بريمر ؟؟ خصوصا انه على دراية تامة بالتاريخ النضالي للشعب الكردي الشقيق، من خلال كتاباته ، وجهوده في تسليط الضوء على تاريخ (الزعيم الخالد مصطفى البارزاني).
ان الانتقائية في الطرح، اوقعت ولا تزال الكثير من (كتابنا) ممن يهاجمون وبعنف، المواقف النضالية لمن دافع عنهم، حين كانوا هم غارقون في رفاهيات اوربا واميركا..واستراليا.. اوقعتهم في مواقف لا يحسدون عليها،هي مواقف النقد الانتقائي، التي طالما تنتهي بأن يتهربوا من الاجابة عن تساؤلاتنا، والتي امست تحوم حول بعض الابراج العاجية لمؤسساتنا..
وهي تلك الانتقائية ذاتها التي يتحجج بها السيد تومي، والكثيرين من امثاله، ممن لا يرون في الحركة الديمقراطية الاشورية، الا تلك النقطة السوداء الصغيرة رغم ما يحيطها من بياض.
ان تساءلت عزيزي تومي،فأن النقد (حين يكون نقدا، بضوابط واصول نقدية)، ويكون بعيدا عن التشنجات والخلافات الشخصية، هو مطلب اساسي، وعامل رئيسي في الرقي، والتطوير لدى كل امة وشعب. ونحن حقا بأمس الحاجة اليه. لكنني افضل شخصيا ، ان ندرب انفسنا على التمييز بين هذا وذاك، قبل نشر اي مقال نقدي، قد تكون مساؤه اكثر من منافعه..
اسمع كلامك اصدقك..اشوف عمايلك اتعجب.. "مثل شعبي مصري"اورد ادناه جملة مما ينشره السيد تومي بين الفينة والاخرى، لنلقي من خلالها الضوء على اراءه، او ما يحب هو ان يسميه (نقدا).
http://www.ankawa.com/forum/index.php?action=profile;u=4669;sa=showPosts هذا غيض من فيض من كتابات السيد تومي والموجودة كلها على موقع عنكاوا كوم، وللتحقق يرجى العودة الى الرابط اعلاه.. والذي يظهر (مقالات) السيد تومي المنشورة منذ نهاية 2007 فقط، وبالامكان الرجوع الى ما قبل ذلك لمعرفة مدى قدم هذه المعضلة التي يعاني منها (كتابنا).. ايضا بالامكان الرجوع الى مواقع اخرى للقارئ التعرف على مقالات السيد تومي من خلالها، مثل كوردستان تايمز وغيرها..
قد يستغرب القارئ انني جئت بكل هذه الجمل وبحثت عنها، هذا قد يثير الاستغراب حقا، لكني ارجو القارئ ان يعلم بأن الكيل قد طفح من اناس يكتبون دون مسؤولية، وبإزدواجية في الرأي تثير استغرابنا نحن الاخر.فلا نرى في ما يدعوه هم (نقدا بناءا) سوى (مبارزات كلامية تفتقر كثيرا الى الحياد وتعتمد العواطف والذكريات دافعا لها).
وحرصا مني على ان لا انهي عن شئ واتي بمثله، ولكي لا يكون نقدي لرؤية السيد تومي، نقدا مبنيا على اساس تصفية حسابات، كما يفعل الكثيرون هذه الايام.. اقول، بأنني اتمنى من السيد تومي، ومن يسير بنهجه في نقد الحركة الديمقراطية الاشورية، ان يؤمنوا، بأن الحركة قد تخطئ، وهذا متوقع ممن يعمل، ويجتهد..على عكس الخانعين، القابعين، الذين لا يحركون ساكنا.. لكن ارجو ان يتخذ هؤلاء (النقاد) النقد الموضوعي دافعا لمقالاتكم، وان يكونوا عادلين (نوعا ما ) مع الحركة. فإن كانت للحركة نقاط ضعف، فلها من نقاط القوة ما لا يملكه الكثير من المؤسسات الاخرى، وان كانت بعض المؤسسات الاشورية تنشر التعصب وايديولوجيا الغاء الاخر، فهذا لا يعني ان (كلها) تسير بنفس النهج..كما ليست كل المؤسسات الكلدانية تنشر ثقافة التعصب والانعزالية، بل البعض منها.
نرجو ان تكون نظرتكم الى الامور اوسع، وان تبداوا المحاولة بالايمان بأنه حتى الساعة الواقفة تكون على حق مرتين في اليوم.
انا لا ادعي بأنني كاتب، كما يفعل البعض من على المواقع والفضائيات، ويقدم نفسه على انه كاتب. بل انني هاو، وسبب ما اكتبه احيانا، وخصوصا في ردي على السادة حبيب تومي وتيري بطرس وعمانوئيل يوخنا (القس)، هو انني امقت الكلام اللامسؤول، المبني على الحقد. والخال من الصحة والادلة. وقبل ان يثبت السيد تومي التهمة علي بأنني (زوعاوي)، فأنني اصرح بأنه ان قررت يوما ان انتمي الى اي حزب او حركة، فبالتأكيد ستكون الحركة الديمقراطية الاشورية هي اختياري الاول، تقديرا لنضالها، ورؤيتها ونهجها الثابت، وتفانيها في خدمة الامة. فهي التي ناضلت وتناضل، باستقلالية، بعيدة عن رغبات الغريب، ومخططاته.
وكلمة اخيرة..يوم بدأت ابنة حماي العزيزة، بالتقديم للدراسة في الجامعة ، كانت لديها رغبة بسيطة في التخصص بعلوم النفس. رغم قلة فرص العمل مقارنة ببعض التخصصات الاخرى، وقد حاولت حينها كلما تحدثت معها عن الدراسة ان اشجعها على الدخول في هذا القسم والتخصص به. وقد كان دافعي هو اولا، ان تتخصص في ما ترغب به، وتحب دراسته، وثانيا اننا بحاجة كبرى الى اطباء نفسيين، وعلماء نفس، يحاولون يوما ان يخدموا شعبهم، بدراسة نفسيته، وما قد يعاني من مشاكل وعقد..
يوما بعد يوم اؤمن بصحة نصيحتي لها..
بارك الرب بكل جهد جمع ولم يفرق
سيزار هوزايا
ملبورن – استراليا
شباط 2009
sizarhozaya@hotmail.com