رسالة مفتوحة الى المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي
« في: الأمس في 05:34:40 pm »
________________________________________
((لنحترم شعبنا وقضيته الأنسانية ــ من مجلس شعبي الى منظمة قومية وطنية))
رسالة مفتوحة الى المؤتمر الثاني للمجلس الشعبي
رأي بقلم : آشور سمسون ــ الدانمارك
على الفرد ان ينطلق دائما عند طرح اراءه وافكاره اولا من المحبة لشعبه وقضيته الانسانية ومن ثم المحبة والتقدير لكل جهد خير يعمل من اجل هذا الشعب وهذه القضية. وهنا نؤكد بأن الجهد الخير هو حصيلة نشاط كل قوى شعبنا ان كانت سياسية، كنسية، مؤسساتية أم شخصية.
لا يستطيع للأنسان المحايد والمطلع على واقع شعبنا في الوطن ان ينكر ان المجلس الشعبي قد خط بصمات واضحة من العمل على الساحة القومية والوطنية. تلمسنا بوضوح النشاط السياسي للمجلس الشعبي مع قوى شعبنا الأخرى والمؤمنة بحق شعبنا في الحكم الذاتي من اجل الأقرار به وتثبيته في دستور الأقليم ومحاولة اقراره وتثبيته في الدستور المركزي. النشاطات الثقافية من مؤتمرات اللغة والأدب والفنون والمهرجانات والأحتفالات. النشاطات الأنسانية من مشاريع البناء وتقديم المساعدات للنازحين من ابناء شعبنا والعيادة الشعبية المتنقلة وغيرها.
أن تقييم هذه النشاطات ضمن ما توفر لها من امكانيات يتطلب النقاش والحوار في المؤتمر الثاني للمجلس، لأنها ضرورة موضوعية من اجل الأستفادة من الأخطاء والتخطي الى الأمام.
مفاهيم وقيم
ارى مؤتمرا ناجحا اذا ما توفرت في صيغته وشعاره واهدافه واعماله المفاهيم والمعايير والقيم التالية:
ــ الأستقلالية ــ الشفافية والنزاهة ــ الفعالية والأحتراف ــ الواقعية الأيجابية ــ المؤسساتية
الأستقلالية : من الضروة جدا التأكيد في المؤتمر على الأرادة الحرة المطلقة في انتماء المجلس الى شعبنا وقضيتة ومصالحه وحقوقه.
الشفافية والنزاهة: يجب ان يناقش المؤتمر بوضوح وشفافية موضوع هوية المجلس السياسية والمهنية، هيكليته التنظيمية واهدافه، علاقاته القومية والوطنية، صلاحيات مؤسساته وشخصياته، ماليته وموارده وميزانية نشاطاته.
الفعالية والأحتراف: اشغال المكان المناسب بالشخصية المناسبة، اطلاق المجال امام الطاقات السياسية والمهنية والثقافية المتمكنة ان تحتل المواقع الملائمة لتلك الطاقات، استغلال الخبرات المتوفرة عند الشخصيات المختلفة في المجالات المختلفة.
الواقعية الأيجابية: العمل ضمن اهداف وبرامج موضوعية تلائم واقع شعبنا وامكانياته الذاتية من جهة وتحقق طموحاته السياسية المشروعة في ارضه ووطنه.
المؤسساتية: العمل على خلق ألية مؤسساتية، يتوفر فيها مبدأ القانون والديمقراطية وروح المسؤولية المشتركة. الديمقراطية في تولى المسؤوليات والصلاحية، اتخاذ القرارات، التقييم والمساءلة.
هوية المجلس
ليس هناك قضية لشعب دون العمل السياسي، ليس هناك عمل سياسي دون منظمات، مؤسسات ام أحزاب سياسية. المجلس الشعبي مارس العمل السياسي وشارك في الأنتخابات لمجالس المحافظات والأقليم ويستعد للمشاركة في انتخابات برلمان العراق، لذلك اعتقد انه مجرد ان يختزل العمل السياسي لقضية شعبنا (بهيكلية وهوية مجلس شعبي) هو تمييع للقضية القومية وتشكيك واستخفاف بالعمل السياسي لأحزابنا وقدرة شعبنا وطلائعه على ممارسته.
لذا أقترح
اما ان تتغير هوية المجلس وهيكليته كليا الى تنظيم سياسي / حزب سياسي، يركز نشاطه فقط على العمل السياسي ويشارك مع الأحزاب والقوى الأخرى في تحقيق طموحات شعبنا السياسية.
او ان تتغير هوية المجلس وهيكليته الى منظمة قومية وطنية لها مؤسسات تخصصية متوازية في استقلاليتها وهيكلها التنظيمي وطبيعة عملها وبتخصصات وميزانيات مستقلة.
مؤسسات المنظمة
ــ المؤسسة السياسية: تمارس العمل السياسي ولها الدور الاساسي في هوية وعمل المنظمة. وتتكون من ممثلي احزاب شعبنا وكل سياسي شعبنا التي لها موقع في البرلمان والحكومة في المركز وفي الأقليم.
ــ المؤسسة الأنسانية: المؤسسة التي تهتم بمشاريع البناء والأعمار والمساعدات الأنسانية. مهمتها الأساسية تقوية البنية التحتية لشعبنا من خلال توفير مجال الاستقرار والأستمرار في مشاريع البناء وانشاء المؤسسات المهنية والخدمية وتوفير فرص العمل لكي تخلق لدى ابناء شعبنا شعور الأمل بالمستقبل والبقاء في ارضه ووطنه. يشارك فيها شخصيات لها الأختصاصات والخبرة في هذه المشاريع.
ــ المؤسسة الثقافية والاعلامية: والتي تهتم بمجال الثقافة والأعلام بكل اشكاله. يشارك فيها شخصيات لها اختصاصات وخبرات ثقافية واعلامية.
ــ المؤسسة القانونية: شخصيات لها التخصصات القانونية ومهامها الاشراف والرقابة والمساءلة في مدى التزام مؤسسات المنظمة الثلاث بتطبيق بنود النظام الداخلي العام للمنظمة والنظام الداخلي الخاص للمؤسسات السياسية، الانسانية والأعلامية.
ــ المؤسسة المالية: المؤسسة التي تعني بشؤون المالية للمنظمة وتخصيص الميزانيات للمؤسسات المختلفة. يشارك فيها شخصيات متخصصة بالأمور المالية.
ــ الهيئة الرئاسية: هيئة فخرية تعبر عن رمز وحدة وتكامل المنظمة أداريا وواجهتها في العلاقات القومية والوطنية وتتكون من رئيس المنظمة وعضوية رؤساء مؤسسات المنظمة السياسية، الأنسانية، الأعلامية، القانونية والمالية. رئيس المنظمة تكون شخصية لها مكانة مرموقة في شعبنا ولدى قوى شعبنا السياسية والكنسية والمؤسساتية وله علاقات وطنية واقليمية متميزة. ينتخب من قبل مؤتمر المنظمة كل اربع سنوات. الهيئة الرئاسية لها مهمة تزويد رئيس المنظمة بالمعلومات الوافية عن نشاط المنظمة ليكون الرئيس ملما بأمور المنظمة ونشاطاتها المختلفة تمكنه مع هيئة الرئاسة وضع الأستراتيجية الفاعلة لتمثيل المنظمة وتوسيع علاقتها الوطنية والاقليمية والدولية وكسب التأييد لقضية شعبنا في الوطن ودول المهجر.
أود ان اؤكد بأنه بسبب ان مفهوم الديمقراطية وممارستها في منطقتنا غير ناضج نسبة الى الدول المتقدمة، كما ان الظرف الموضوعي للعراق الراهن والظرف الذاتي لشعبنا يفرض علينا ان نبنى مؤسسات باستقلالية متوازية ( مرتبطة بهيئة الرئاسة رمزيا وشكليا). هذا الشكل المتوازي في الاستقلالية للمؤسسات افضل بكثير من خلق مؤسسة واحدة مركزية السلطة والصلاحية تنتهي الى ان تكون مؤسسة بيروقراطية تديرها سلطة انفرادية متسلطة. ولكن نتأمل في المستقبل عندما يصل العمل المؤسساتي والوعي الجماهيري الى مراحل متقدمة أن تستقيل هذه المؤسسات تماما عن بعضها. اذا ما وفرنا المناخ الديمقراطي والمؤسساتي الحقيقي لعملها. لأنه حقيقة في المجتمعات الديمقراطية المتقدمة لا يمكنك ان ترى خلط في العمل السياسي بالعمل الأنساني او النشاط الثقافي والأعلامي.
الحكم الذاتي
ان مشروع حق شعبنا بالحكم الذاتي قد خطا مراحل متقدمة وخصوصا ان الظروف الموضوعية لوضع العراق بعد سقوط النظام وتطلع الاثنيات العراقية لأزالة الغبن عنها والوصول الى تحقيق امالها قد هيأت الأرضية الخصبة لطرح المشروع وجهود قوى شعبنا مع المجلس الشعبي قد اثمرت في تشريعه في دستور الأقليم. وهناك تقبل جماهيري ومؤسساتي لأستيعاب الفكرة وتحقيقها وعند البعض الأخر هناك تقبل للفكرة مع بعض التحفظ في التفاصيل ولأول مرة في تأريخ شعبنا في العراق هناك شخصيات وطنية سياسية عراقية مهمة في الأقليم والمركز قد صرحت علانية بتأييدها لهكذا مشروع.
لذا اقترح
ان يتحول مشروع حق شعبنا بالحكم الذاتي من مشروع طموح وحلم الى برنامج عمل متكامل وتشكيل لجنة متخصصة تشكل من اعضاء المؤسسة السياسية وبمشاركة ممثل واحد من كل من المؤسسة الأعلامية والمؤسسة الأنسانية والمؤسسة القانونية والمؤسسة المالية. مهمة هذه اللجنة وضع دراسات سياسية وديمغرافية احصائية وقانونية تساهم في وضع مشروع برنامج الحكم الذاتي على الأرض (هويته وحدوده الجغرافية والسياسية، علاقاته وارتباطاته بالمركز والأقليم، حدود استقلاليته في ممارسة العمل السياسي وطبيعة نظام الممارسة السياسة للحكم الذاتي وتمثيل مكونات منطقة الحكم الذاتي في الهيئات البرلمانية والتنفيذية والقضائية وغيرها من الأمور التفصيلية). ثم وضع خطط استراتيجية ومؤسساتية لتحقيقه على المستوى السياسي من حيث الأقرار به وتثبيته في دستور العراق المركزي وعلى مستوى البناء والأعمار في مناطق تواجد شعبنا وخاصة في مناطق الحكم الذاتي وعلى مستوى الأعلام للمشروع.
المؤسسة الثقافية والأعلامية
اللغة والتسمية
لقد عانينا كثيرا من مسألة صراع التسميات لشعبنا واسم لغتنا وهويتنا القومية.
لذا اقترح
أن تباشر المؤسسة الثقافية بالتعاون مع الجمعيات الثقافية واللغوية في تنظيم مؤتمرات متواصلة تأخذ على عاتقها عقد حوارات دراسية اكاديمية عن موضع هويتنا القومية وتسمية لغتنا وثقافتنا، حيث يشارك في هذه المؤتمرات كل المختصيين الاكاديميين من المؤرخين واللغويين والسياسيين ورجال الدين من ابناء شعبنا وكذلك الأكاديميين العراقيين او الأجانب للوصول الى صيغة علمية واكاديمية في حل اشكالية التسمية لشعبنا ولغتنا وهويتنا القومية.
الأعلام وفضائية عشتار.
كلنا يعلم اهمية دور الأعلام في دعم قضية شعبنا وحقوقه. وهنا اركز على دور الفضائيات لأنها الوسيلة الاعلامية الأكثر اهمية في تحقيق طموحات شعبنا. ولأنني اخاطب في رسالتي هذه المجلس الشعبي، لذا سوف اقتصر في ابداء الرأي عن فضائية عشتار وتفعيل دورها الأعلامي.
رأينا عشتار احتلت موقعا يمكن ان نقول اوليا في تصدرها للفضائية الأكثر مشاهدة من قبل ابناء شعبنا في كل انحاء العالم. لذا يكون من الضروري ان يولي المؤتمر اهمية الحوار في تطويرها لتقوم بدورها الريادي في ان تكون فضائية وطنية لها خصوصية قومية لهوية شعبنا ولغته وتأريخه وعاداته.
لذا اقترح
ان تكون عشتار فضائية اعلامية ذات استقلالية ايجابية. تصل حدود خطوطها الحمراء عند الانكار لهوية شعبنا وحقوقه الأنسانية في البقاء على ارضه التاريخية وحقه في تقرير مصيره.
كذلك تصل حدود خطوطها الحمراء عندما لا تؤمن بحرية الرأي ضمن المسؤولية الأخلاقية في احترام حقوق الفرد والمؤسسة وعدم الأهانة الشخصية والمعنوية لهما.
فضائية لها برامج متنوعة وبلغات متعددة ضمن اوقات محددة وواضحة مثلا يحدد فترة البث باللغة العربية وفترة البث باللغة الكردية او الأرمنية او غيرها وفترة البث بلغة شعبنا السورث حيث يكون لها الاولوية من ناحية الوقت والبرامج العديدة.
فضائية فيها الأراء المختلفة وحتى المخالفة لأراء المنظمة طالما كانت ضمن الحدود الأخلاقية للأعلام الحر الملتزم بقيم حرية الرأي والمسؤولية.
فضائية قومية ووطنية تستطيع ان تصل الى مستوى ان تمارس سلطة الأعلام في فضح الاخطاء ومحاربة الفساد الأداري والأرهاب الفكري وممارسة الضغط من اجل تقويم المسار، وخاصة في ما يخص حقوق شعبنا.
لا نريد فضائية مصابة بداء الحساسية من كلمة السياسة والسياسيين والنقاش السياسي. بل نريد فضائية تؤكد على ان العمل السياسي ليس كما هو مشاع في المنطقة الشرق اوسطية ودول العالم المتأخرة بأنه فن الاحتيال والمكر والخداع والمواربة. بل يكون اصرارها على ان السياسة هي فن الممكنات الأنسانية من اجل مجتمع الرخاء والرفاهية والسلام وتأكيدها على ذلك من خلال حوارات ديمقراطية حقيقية حيث المجال مشاع للجميع للمشاركة وابداء الاراء بحرية مطلقة في مواضيع سياسية واجتماعية وتأريخية ولغوية وكنسية وغيرها.
فضائية فيها الأمكانيات الفنية والأعلامية والثقافية المتمكنة التي تستطيع ان تقدم برامج متنوعة وبنوعية وبأداء متميزين.
لا نريد فضائية احادية الأتجاه، يقتصر نشاطها على تمجيد الفرد او المؤسسة او الحزب او الكنيسة. بل تعمل على طرح كل ما هو موجود في الساحة بصيغة موضوعية وحيادية اعلامية تامة وتترك الخيار للشعب ان يختار المناسب.
وهنا ايضا اوكد على ان الأعلام وفضائية عشتار يجب ان تكون قادرة على ادارة ذاتها بذاتها ماليا واداريا ونهجا اعلاميا وهي اولى المؤسسات التي يجب ان تسرع في بناء ذاتها من اجل الأستقلال عن كيان المنظمة، لتكون فعلا فضائية حرة مستقلة.
المهجر:
لا شك بأن شعبنا اصبح وللأسف شعب مهجري. لذا يكون من الضرورة الالتفات الى استغلال الطاقات المتوفرة لشعبنا في المهجر، من اجل دعم قضية شعبنا في الوطن. ان التجارب السابقة اثبتت فشلنا كشعب واحزاب ومؤسسات في تنظيم جهودنا وطاقاتنا في المهجر. لذا ارى ان نزيد من تشكيل مؤسسات اخرى سوف لا يخدم قضيتنا.
لذا اقترح
ان يكون تمثيل المنظمة في دول المجر بانشاء مكاتب صغيرة لها يقوم بأدارتها شخصيات لها مكانة وشعبية في مجتمعاتنا في المهجر ولديها قدرة الحركة والنشاط. ويكون لدى هذه المكاتب قدرة التنسيق والعمل مع المؤسسات المهجرية المعروفة بثقلها ونشاطاتها في دول المهجر وعلى سبيل المثال وليس الحصر اتحاد الأندية السريانية في السويد واتحاد الجمعيات والأندية في امريكا وغيرها من المؤسسات الفاعلة على الساحة المهجرية، والتنسيق كذلك مع مكاتب ومنظمات الأحزاب الموجودة في دول المهجر. بدل ان نخلق مؤسسات جديدة تقوم بمنافسة المؤسسات الأخرى وتخلق حالة الصراع والتشردم. ويجب هنا ان نؤكد على اهمية مؤسسات الوطن في التواصل مع المهجر من خلال الزيارات المتكررة. لعقد ندوات ومحاضرات عن واقع الوطن. وهنا يأتي دور الهيئة الرئاسية ومؤسسات المنظمة في القيام بهذا الدور كل بحسب تخصصاته.
مع التمنيات للمؤتمرين بالموفقية والنجاح لصالح شعبنا وقضيته العادلة في الوطن.