Habib Tomi / Oslo 08 / 06 / 2009
---------------
رسالة مفتوحة الى البرلمان الكوردستاني
الأستاذ عدنان المفتي رئيس برلمان اقليم كوردستان الجزيل الأحترام
السادة اعضاء برلمان اقليم كوردستان الموقرون
تحية وبعد
الشعب الكوردي الذي ضرب امثلة في البطولة والتضحية ينعم اليوم في اقليمه الكوردستاني ، متطلعاً الى بناء وتطور وتقدم ارضه الطيبة ، فبعد ان ودع البندقية بعد عقود طويلة من الكفاح المسلح في سبيل حقوقه ، وأعطى الضحايا بمئات الآلاف ، يعكف اليوم على عملية البناء والتقدم لكي يثبت للعالم ان الشعب الكوردي ليس ماهراً في استخدام البندقية والشجاعة فحسب بل انه شعب يحب الحياة ويعشق الديمقراطية ويعمل على التطور والتقدم في كافة ميادين الحياة .
كانت العملية الديمقراطية واحدة من الثوابت التي لجأت اليها الثورة الكوردية حينما استقرت الأمور لممارسة الحياة السياسية ، واحتلت الأولوية في منهجية العمل السياسي لهذا الأقليم بالمبادرة الى ممارسة العمل الديمقراطي والى ترسيخ أركان الأمن والأستقرار وسيادة القانون ، فبعد انتفاضة اذار 1991 امست كوردستان واحة ملائمة لغرس بذور الديمقراطية ، وكان في مقدمة ذلك هو انتخاب برلمان كوردستان ، حيث شعر الأنسان الكوردي في هذه الرقعة الجغرافية بأن له صوتاً مسموعاً وإن له ممثلين يدافعون عنه ويريدون الخير له .
في عقود من الظلم والحرمان والتهميش التي ألمّت بالشعب الكوردي ، كان في مقدمة اجندة هذا الشعب هو إنصاف الأقليات ، فالشعب الكوردي بعد ان ذاق مرارة الظلم والطغيان والتهميش لا يريد ان يكون ظالماً او مهمشاً لأحدى المكونات القومية او الدينية في ارض كوردسان ، حيث يستقر الحكم الديمقراطي العلماتي . وهو يعلم ان واحداً من اهم مرتكزات الديمقراطية يكمن في مراعاة حقوق الأقليات الدينية والعرقية في اقليم كوردستان .
إن اولى ابجديات الديمقراطية تعني مراعاة الأقليات باعتبارها اضعف الحلقات الأجتماعية والحكمة تقول بأن قوة السلسلة تقاس بقوة أضعف حلقاتها ، ومن هذا المنطلق عكف اقليم كردسان برئيسه وحكومته وبرلمانه بإنصاف هذه المكونات العريقة في هذه الديار ، ولا بد لذي نظر ان يعترف بأن شعبنا المسيحي من كلدانيين وسريان وآشوريين وأرمن ، كان لهم صوتاً مسموعاً في اقليم كردستان لا سيما حينما وجد الملاذ الأمن في هذه الواحة الخضراء بعد ان طالته عمليات القتل والأبتزاز والتهجير في مدن بغداد والبصرة والموصل .
السادة الأفاضل في برلمان اقليم كردستان ، أخاطبكم كمسيحي كلداني مستقل في انتمائه السسياسي ، بأن شعبنا الكلداني قد وقف الى جانب الشعب الكوردي وهو يخوض مسيرته النضالية ، واليوم يقف معه وهو في مسيرة البناء والتقدم والتعمير وإرساء اسس الديمقراطية ، طالباً من حضراتكم ان ينصف الشعب الكلداني في اقليم كوردستان بما يستحقه من ثقله الديمغرافي في هذا الأقليم ، وإن يبقى اسم قوميته الكلدانيــة مدوناً في دستور كوردستان بشكل مستقل ، وكما هو مذكور في دستور العراق .
إن معاهدة سيفر عام 1920 كانت قد اقرت حقوق الشعب الكوردي القومية وكذلك القوميات الأخرى منهم الكلدانيين والآشوريين ، فلا نريد اليوم ان تضيع حقوقنا القومية في دستور العراق الفيدرالي او في دستور اقليم كردستان .
إن انصاف شعبنا الكلداني وبقية المكونات الأصيلة هو نصر للديمقراطية ولحقوق الأنسان في رقعة الأرض الجميلة التي اسمها أقليم كوردستان .
بارك الله بجهوكم لما هو خدمة الشعب ونمو وتقدم اقليم كوردستان
المخلص / حبيب تومي / كاتب سياسي كلداني مقيم في النرويج
habeebtomi@yahoo.notomihabib@hotmail.comاوسلو في 8 / 6 / 2009