دور المحميات الطبيعية في تنمية السياحة البيئية في مصر:
أكد المهندس ماجد جورج وزير الدولة لشئون البيئة أن المحميات الطبيعية في مصر تولى اهتماماً كبيرا بالسائحين كأهم عناصر الدعاية البيئية والسياحية حيث يصل عدد زوار المحميات الطبيعية إلى حوالي 1.5 مليون زائر تمثل 25 % من السياحة المصرية. إن التنمية السياحية المتواصلة تراعى التخطيط الجيد والإدارة السليمة والرقابة والحماية البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية، حيث يتولى جهاز شئون البيئة تنمية المحميات الطبيعية والثروات والموارد الطبيعية، وتتولى وزارة السياحة تنظيم زيارة هذه المحميات للاستمتاع بما تضمه لقطاع كبير من الزائرين إلى جانب زيارة الآثار التاريخية الهامة في ربوع مصر. إن إدماج السياحة البيئية في خطة إدارة المحميات الطبيعية يحقق الكسب المادي وتكوين جمهور واع بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجى والموارد الطبيعية، كما يضيف إلى أهمية المحميات مما يمكنها أن تؤدى دورها في خدمة المجتمع. يتم توفير الكوادر البشرية المتميزة لتلك المحميات ودعمها بالوسائل العلمية والمعدات لأداء مهام الحماية والمراقبة والرصد البيئى، ومتابعة سلامة الموارد، بالإضافة إلى التنسيق والتعاون مع مختلف الأجهزة والمؤسـسات المهتمة بالمحميات في مصر. أن قاطني المحميات من البدو يمثلون عنصراً جوهرياً في صون الحياة البرية بهذه المناطق، مملا استلزم الاهتمام بهذه المجتمعات الأصلية وضمهم إلى نظم الإدارة سواء كباحثين، مراقبين، حراس للبيئة، أو مقدمي الخدمات المختلفة بالمحميات. تتعدد سبل المعاونة المقدمة لهم سواء بقوافل الرعاية الطبية، وتدريب عناصر منهم على الإسعافات الأولية، بالإضافة إلى الرعاية البيطرية لحيواناتهم التي تعد مصدر رزقهم، وتدريب السيدات على إنتاج المشغولات اليدوية وتسويقها ومعاونة الرجال على تجارة الأعشاب الطبية وزراعة الفاكهة وحفر الآبار، علاوة على الاهتمام ببناء السدود للاحتفاظ بالمياه لزراعاتهم، وإشراكهم في أنشطة السياحة البيئة كأحد المقومات الجاذبة للمحميات الطبيعية ومصدر لرفع مستوى معيشتهم، وذلك بتنظيم رحلات السفاري وتأجير الجمال والدواب والإرشاد وتقديم الخدمات للسائحين مع الاحتفاظ بتقاليدهم وتراثهم الأصيل. الجدير بالذكر أن مجهودات وزارة البيئة في مجال السياحة البيئية تمثلت مثلاً في إنشاء الفندق البدوي البيئى في محمية سانت كاترين باستخدام المواد المحلية وتصميم بدوي يتوافق مع البيئة المحيطة وباستخدام الطاقة النظيفة مما يمثل أسلوباً متميزاً للجذب والتسويق السياحي يحقق زيادة في دخل المجتمعات المحلية، وافتتاح مركز تدريب المحميات الطبيعية والسياحي بشرم الشيخ لتدريب الكوادر الوطنية ومن الدول الشقيقة حيث تم عقد دورات تدريبية وتوعية للمرشدين السياحيين ومعلمي الغوص والعاملين في مجال السياحة البيئية لتأهيلهم علمياً وبيئياً بخصائص التراث الطبيعي والتنوع البيولوجي وأساليب الحماية براً وبحراً. إن السياحة البيئية في المناطق البيولوجية الحساسة يمكن أن تعطى نتائج اقتصادية طيبة إذا تم تنظيمها وإدارتها بعناية، من خلال التمتع بمشاهدة الشعاب المرجانية وأنواع الأسماك الملونة، وجزر نهر النيل بأسوان والأراضي الرطبة الساحلية، بالإضافة إلى مشاهدة الطيور المائية المهاجرة والمقيمة والاستمتاع بالسياحة الصحراوية المستدامه. إن تعدد مظاهر الجذب السياحي بالصحارى المصرية ومنها التعريف بعادات وتقاليد المجتمعات الصحراوية، وإعداد منشورات ومواد تذكارية وترويحية، وإعداد برامج تليفزيونية وإذاعية وأفلام وثائقية ومقابلات شخصية عن الصحارى والتصحر، بالإضافة إلى الإعلان عن مسابقات التصوير الفوتوغرافي، وإنتاج أفلام عن الصحارى والتصحر، وإظهار دور المرأة البدوية واستثمار موراد الصحراء في عمل منتجات يدوية وصناعات فخارية وملابس وخلافه، علاوة على إقامة مهرجانات عن الواحات وعروض راقصه للقبائل البدوية، وإقامة معرض للطب الصحراوي وكذلك للصور الفوتوغرافية واللوحات الزيتية، وإعداد مطبوعات عن الصحارى الدولية والمحلية والمغارات والكهوف ومستلزمات الرحلات الصحراوية والآثار التاريخية والمناجم الأثرية.
وتتمثل أشكال السياحة البيئية بمصر في:
1. الغوص بالأجهزة وآلات التصوير تحت الماء في الأماكن التي تنفرد بأنواع الشعاب المرجانية والأحياء المائية المختلفة في البحر الأحمر والجزر المنتشرة في المياه الإقليمية المصرية.
2. مشاهدة غابات المانجروف لتكاثر أنواع الطيور البحرية في البحر الأحمر وخليجي السويس والعقبة.
3. الرحلات الطويلة عبر الصحراء التي تستهوى العديد من محبي المغامرة لزيارة بيئات متعددة في الصحراء الغربية مثل بحر الرمال الأعظم وهضبة الجلف الكبير ومنطقة العوينات التي تقوم بها الشركات السياحية الخاصة وتحتاج إلى مركبات لها القدرة على السير عبر الصحراء الوعرة لآلاف الكيلومترات لمشاهدة التراكيب الجيولوجية والحيوانات والنباتات البرية النادرة وصيد الطيور والحيوانات البرية. 4. الرحلات القصيرة عبر الصحراء التي تتم في الصحراء الغربية بين الواحات المختلفة وعيون المياه مثل عيون دله وأبو الدباديب وبعض الأماكن الطبيعية مثل الصحراء البيضاء والصحراء السوداء والبراكين الخامدة كما تتم هذه الرحلات أيضاً في الصحراء الشرقية من جبال البحر الأحمر وبعض المناطق الأثرية غير التقليدية من المحاجر الرومانية لاستخراج الجرانيت والمناجم القديمة مثل منجم السكرى والفوأخير لاستخراج الذهب والأديرة الأثرية مثل دير الأنبا بولس والأنبا انطونيوس كما تتم هذه الرحلات الدينية والترويحية في شبه جزيرة سيناء لزيارة دير سانت كاترين وصعود جبال موسى وكاترين وعباس والمناجاه وسربال وغيرهم وزيارة قبر النبي صالح وقبر النبي هارون.
5. السياحة البيئية للمحميات الطبيعية والتي تساهم في إيجاد دخل لتطوير المحميات.
6. مراقبة الطيور أثناء هجرتها عبر الأراضى المصرية خلال فصلي الربيع والخريف ويوجد نقاط عديدة للمراقبة ولكنها تفتقر إلى التجهيزات اللازمة من كتب مرجعية وأدلة لمعرفة أماكن المراقبة والتنشيط اللازم.
7. الغوص لمِشاهدة الأثار الغارقة ومخلفات الحرب العالمية الأولى والثانية على الساحل الشمالي الغربي لمدينة الإسكندرية.
8. زيارة أكبر حقل للصدمة النيزكية في العالم ومشاهدة السليكا جلاس (الحجر الزجاجي).
9. مشاهدة القواقع والأصداف والمحارات والحيوانات البحرية والشعاب المرجانية. 10. إحياء رحلات عمق الصحراء على خطوط سير كبار المستكشفين الأوائل.
تطبيق السياحة البيئية علي محافظة الفيوم:
إلتقت بيئات الفيوم الطبيعية بأنواعها الثلاث "1-الساحلية 2- الزراعية 3– الصحراوية" معا في تناغم جميل على أرض الفيوم فرسم بذلك صورة رائعة لا تتوفر إلا في محافظة الفيوم، خاصة إذا كانت في إطار من النقاء البيئى والمناخ والموقع المميز على خط السير السياحى القريب من العاصمة، مع توفر آثار الحضارات القديمة التي عاشت في الفيوم وتركت آثارها على أرضها منذ بدء الخليقة وحتى الآن.
1-مناطق ساحلية:
تمتاز بوجود بحيرتين أحدهما هي بحيرة قارون وهى واحدة من البحيرات الطبيعية التي تنضم إلى التراث الطبيعى العالمي، والثانية بحيرات وادى الريان الصناعية ثم ترعة بحر يوسف، وتشكل البيئة الساحلية في الفيوم عنصر جذب أساسي للسياحة في الفيوم حيث تشكل المناطق الساحلية جزء كبير من مساحة الفيوم ولكل بحيرة من هذه البحيرات عبقها الخاص والحياة البرية والنشاط السكانى على ضفتيها وأنواع أسماكها المتميزة.
ومن معالم البيئة الساحلية:
أ-بحيرة قارون:
تبعد 20 كم عن الفيوم، و80 كم عن القاهرة، وتعتبر من الآثار الطبيعية القديمة باعتبارها البقية الباقية من بحيرة موريس القديمة (mr wr) وهو الاسم الذي اطلق عليها في اللغة المصرية القديمة والذي يعني البحر العظيم، وتبلغ مساحتها حوالي 53 ألف فدان ويتراوح عمقها بين 5 متر في الشرق إلى 12 م في الغرب، وتمارس فيها الرياضات المائية وصيد الأسماك ومراقبة الطيور، حيث تأتى إليها مجموعة من الطيور المهاجرة كل عام، وأهم فترة للصيد بالسنارة هي الفترة من يونيه إلى سبتمبر، وأهم أنواع الأسماك في بحيرة قارون "الموسى، الطوبار، البورى، الحفار، البلطى، الدنيس"، ويقع على ساحلها الجنوبى مجموعة من المنشأت والقرى السياحية مثل (فندق أوبرج الفيوم، فندق بانوراما شكشوك، قرية الواحة السياحية، كافيتريا اللؤلؤة، كافيتريا بلاج البحيرة) وعلى الساحل الشمالى توجد آثار فرعونية ويونانية ورومانية تتمثل في "قصر الصاغة".
ب- وادى الريان:
هي مجموعة بحيرات صناعية حديثة تبلغ مساحتها 30 ألف فدان، وتعتبر إحدى المحميات الطبيعية بالفيوم، وتشتهر بشلالاتها وعيونها الطبيعية ومجموعاتها النباتية وتكويناتها الجيولوجيه المتعددة، ويمكن الوصول إليها عن طريق (الفيوم- القاهرة) المزدوج إلى شكشوك، ثم طريق قوته الساحلى والانحراف يساراً من منطقة تونس إلى بحيرات وادى الريان وفقاً للعلامات الإرشاديه القائمة بالمنطقة، وأهم أنواع الأسماك التي تعيش فيها (قشر البياض- البياض- البورى- البلطى- المبروك- الحنشان- القراميط)، كما تؤمها مجموعات من الطيور المهاجرة مما يتيح رياضه مراقبه الطيور، الإضافه إلى رياضيات السفارى.
أنواع السياحات المتوفرة في البيئة الساحلية بالفيوم:
1. سياحة الرياضات المائية على شاطئ البحيرات "التجديف - الالواح الشراعية - حمامات الشمس".
2. السياحة الترفيهية من خلال المنشآت والفنادق السياحية الواقعة على شاطئ البحيرة.
3. سياحة مراقبة الطيور المهاجرة.
4. سياحة صيد الطيور وفقاً لقواعد البيئة.
5. سياحة صيد الأسماك بالسنارة.
الحياة البرية في محميات الفيوم الطبيعية: الطيور المهاجرة: تتميز محيات الفيوم الطبيعية في بحيرتى قارون ووادى الريان بوجود أنواع من الطيور المقيمة والمهاجرة التي يكثر توافدها خلال فصل الشتاء وتتوفر بذلك سياحة مراقبة الطيور وسياحة صيد الطيور وفقاً للقواعد والمناطق والأنواع التي تحددها البيئة، وأهم أنواع الطيور المهاجرة في الفيوم (الخضراوى – الكوركى، الزرقاوى، البجع، الشاعر، الوداد، الفو، القطى، الغطيس، البلسان، الصقور النادرة).
الحياة البرية: لأن الفيوم تحيطها الصحراء من كل جانب لذلك فإنها غنية بمكوناتها النباتية والحيوانية التي تعيش في الصحراء وخاصة الغزال الأبيض النادر
2-المناطق الريفية:
إشتهرت الفيوم بأنها واحة الصحراء وأنها سويسرا الشرق، وأنها الجنة الوارقة الظلال، حيث تبلغ المساحة المنزرعة في الفيوم 26%من مساحة الفيوم، ويصل عدد العاملين بالزراعة فيها إلى 67% من عدد السكان وتجود فيها أنواع من المحاصيل والفواكه الشهيرة، كما تشتهر بالطبيعة الرائعة والهدوء المحبب والصناعات البيئية المتميزة والفولكلور الأصيل، وكان لتدرج أراضى الفيوم ووقوعها تحت مستوى سطح البحر أثره الكبير في ظهور الهدارات على مجرى بحر يوسف، فكانت ذات منظر أخاذ للسياحة وذات فائدة للزراعة حيث دارت عليها السواقى والطواحين بدفع المياه وولدت منها الكهرباء عند هدارات العزب.
العيون الطبيعيه (عين السيليين)، (عين الشاعر): تبعد عن مدينة الفيوم بحوالى 9 كم، وتضم عيون طبيعيه، حدائق، هدارات وطواحين مياه وأبراج حمام، وبها مجموعة من المناطق السياحيه منها (شاليهات السيليين، كافيتريا زهرة الشاطئ، كافيتريا عين الشاعر، كافيتريا دوار القرية).
أ-بحر يوسف:
هو اسم ترعة بحر يوسف التي تمد الفيوم بالمياه باتصالها المباشر بالنيل عند ديروط وتتخد في الفيوم شكلاً ملخصاً للنيل بواديه ودلتاه التي تصب في بحيرة قارون، كما أنها هي الشريان الذي كان له الفضل في إعمار الفيوم وانتشار الحياه على جانبيه.
ب-سواقي الهدير:
تنفرد الفيوم بوجود سواقي الهدير وهى آلة رى قديمة تدور بقوة دفع المياه من الهدارات، وهى تعتبر آله رى تعمل طوال العام وتصنع من خشب الشجر المحلى، ويوجد بالفيوم حوالي 200 ساقية منتشرة في الحقول على المجارى المائية في مواقع الهدارات، ولا يوجد هذا النوع من السواقى في مصر إلا في الفيوم، وقد إتخذت الفيوم الساقية شعاراً لها عرفاناً بدورها الهام في رى الأراضى الزراعية ويمكن الوصول إليها ويمكن مشاهدتها بميدان قارون بمدينة الفيوم.
3-البيئة الصحراوية:
الفيوم قريبة الشبه بالواحة، حيث تحوطها الصحراء من كل جانب عدا نقطة اتصالها بالنيل، لذا فإن الصحراء تمثل 62% من مساحتها وهى غنية بنباتها وتكويناتها الجيولوجية وجبالها وتلالها وصحراءها وأوديتها وعيونها الطبيعية وطيورها وحيواناتها البرية النادرة، وقد أعلنت الصحراء الواقعة شمال بحيرة قارون وحول بحيرات وادى الريان محميات طبيعية نظرا لاحتواءها على مكونات بيئية وطبيعية نادرة، وتتيح سياحة الصحراء في الفيوم سياحة السفارى والسياحة الرياضية والسياحه العلاجية والسياحة البيئية والسياحة الثقافية لزيارة مواقع الحفريات القديمة لآثار ما قبل التاريخ والآثار الفرعونية واليونانية الرومانية بالمنطقة.