نحن أمة تبحث عن نصيبها في الحياة !؟
باسم دخوكة
أمة , إن أردت أن تتعرف عليها جيدا ً عليك أن تعود الاف الاعوام الى الوراء.. عندها سوف تكتشف حقيقتها , عندها سوف تقف عند ارثها الحضاري و الفكري ,عندها سوف تعلم إن الانسان على تلك الارض أبدع فأنجز , فكر فإكتشف , حدد الزمن وضع القانون , أبدع في المعمار و غيرها من مجالات الحياة .
أمة صنعت الحياة , و تستجدي الان الحياة !
أمة اذا ما تحدثت الى أبنائها اليوم تجدهم يكلمونك عن ارث الماضي , أكثرهم لا يجيد الفخر إلا بمئاثر أجداده الاولين , و بعضهم يطالب بتغير الأحداث و كأن ما تركه الزمن من أثر و متغيرات هو ( كتابة بالطباشير الابيض على لوحة خشبية سوداء ) يعتقد يمكن إزالتها بمسحها بقطعة قماش , فيزول ما خلفه الزمن الطويل .. و يتطاير كأنه غبار أبيض .
يجهلون و يتجاهلون إن ما يدون على الارض لا يمكن محيه كأنه لم يكن , و إن ما يتركه الزمن من أثر لا يمكن تجاهله .
أمة باتت تبحث اليوم عن نصيبها من الحياة على أرض ملكتها يوما ً ! ففي ما مضى منحت هي الحياة لهذه الارض و اليوم تبحث عن حق الحياة فيها .. بلا اضطهاد و قتل و تهجير أو إبادة .
أمة , بات خطبائها كثيرون و أحزابها متعددون و قادتها متكبرون و فيما بينهم يتقاتلون على أرث لا يستحقون .
أمة ُّ شعبها عظيم و صبره كبير يتحمل نزف جراحه من دون شكوى أو أنين , لم تضعفه النكبات و الغزوات , و لا سيوف المعتدين . فما زال كالجبل على ارضه شامخا ً بالرغم مما يتعرض له من إضطهاد و قتل و تنكيل .
أمة على أحزابها و قادتها من مواليد ألأمس القريب أن لا ينسبوا ولادتها على أيديهم أو نضالهم و أمجادهم , فإمتنا حية ترزق بوجودهم أو من دونه . فكفى فخرا ً و نفخا ,ً فالأمم لا ترتقي بقادة تتصارع كالديوك في ما بينها .
أمة أملنا فيها كبير و حبنا لها عظيم , ارثنا منها غزير وهو .. تاريخنا و لغتنا و تراثنا فما زلنا نحتفظ به بقلوبنا و عقولنا و نتأمله بعيون أطفالنا فلن يستطيع أحدا ً أن يسلبه منا و التاريخ يشهد و الاف السنين تبرهن على اننا أمة تبقى قائمة .
امة قدرها أن تعيش في غابة لا وجود فيها الا للمفترسين , فهل نحن بحاجة الى أنياب لنبقى أحياء أم على هؤلاء أن يدركوا إن زمن إلتهام الاخرين ولى ؟ و إلا ففي كل يوم سوف يكون من يحد أنيابه ,فالبطل اليوم قد يتحول الى المهزوم بالغد . فهل من عبرة من ما عبر ؟!
dkhuka@hotmail.comباسم دخوكة